صنعاء حاوره / محمد الغيثي: قال الأمين العام المساعد للشئون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي السفير عطاء المنان بخيت إن حجم الاحتياجات التنموية والإنسانية لليمن يتجاوز مليار دولار.وأضاف السفير المنان في حوار مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان هناك “ سوء فهم لحجم الأزمة الإنسانية الموجودة في اليمن ويكمن الحل في تسليط مزيد من الضوء ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته “ .وأكد المسؤول الدولي أن منظمة التعاون الإسلامي تعتزم فتح مكتب لها في اليمن حيث اكتملت جميع الترتيبات ،وقال “ نحن نأمل من خلال وجودنا في صنعاء هذه الأيام فتح المكتب رسميا”.وأردف” وجود المكتب يعطينا آلية نعمل بها باستمرار من أجل متابعة الأوضاع في اليمن ومن أجل تقديم برامج طويلة المدى للداخل اليمني إن شاء الله”.وأوضح الأمين العام المساعد للشئون الإنسانية بمنظمة المؤتمر الإسلامي أن المنظمة بدأت العمل في اليمن منذ فترة طويلة من خلال صندوق التضامن الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية وإدارة الشئون الإنسانية وغيرها من الأجهزة التابعة لها.وفي مايلي نص الحوار:* ما الهدف من زيارتكم لليمن على رأس بعثة إنسانية دولية مشتركة من منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون وجامعة الدول العربية إضافة الى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ؟**السفير المنان: اعتقد أن هذه الزيارة هي رسالة دعم وتضامن دولية مع الشعب والحكومة اليمنية ، واليمن يمر بمرحلة مهمة جدا في تاريخه المعاصر ولذلك نعتقد ان هذه الزيارة هي تجديد لإرادة وعزم المجتمع الدولي على أن يقف مع اليمن في المجال الإنساني والتنموي وان يقف مع الشعب اليمني في هذه المرحلة ويسعى أن شاء الله الى ان يساعد مؤسسات المجتمع المدني القائمة اصلا من اجل ان تستطيع إعادة تأهيل المجتمع المدني في اليمن والمجتمع اليمني بشكل عام بعد فترة طويلة جدا من الأزمات مرت ونهضة المجتمع هي تعني نهضة الأمة كلها ان شاء الله.* ماهي الرسالة التي تودون إرسالها من خلال هذه البعثة التي تعد الأولى من نوعها وبهذا الحجم؟** الصحيح إن هذه البعثة فريدة من نوعها لأنها تجمع معظم المنظمات الإنسانية والتنموية الناشطة في العالم سواء تلك التي تمثل تجمعات كبيرة أو تلك التي تمثل دولاً مؤثرة وناشطة وفاعلة في المجال الإنساني والتنموي ولذلك اعتقد ان الرسالة تقول للعالم ان اليمن ليس وحده وان المجتمع الدولي يهتم جدا بمعاناة المجتمع اليمني وانه يجدد العزم مرة ثانية على ان يقف مع حكومة اليمن وشعب اليمن في تجاوز التبعات الإنسانية والاجتماعية والتنموية الكبيرة جدا التي هي نتيجة سنوات طويلة جدا ولكن تفاقمت بشكل واضح في الفترة الأخيرة من تاريخ الصراع في اليمن .*هل هناك سقف مالي للمساعدات التي يمكن ان يحصل عليها اليمن من خلال هذه البعثة الإنسانية الدولية؟** البعثة لا تتكلم عن سقف مساعدات محدد وليست هي مؤتمر مانحين حتى تتناول موضوعات معينة وإنما هذه البعثة هي لمنظمات ناشطة في المجال الإنساني والاجتماعي وتبدي اهتماما باليمن وتريد عبر هذه الزيارة ان تبدأ في مشروعات كبيرة وان تتكامل جهودها لأن حجم الأزمة الاجتماعية والإنسانية في اليمن كبير جدا وهي تتجاوز إمكانات أي منظمة لوحدها ولذلك لابد ان تتضافر إمكانات هذه المنظمات بعضها مع بعض لما يفضي في نهاية الأمر الى عمل تنموي وأنساني واجتماعي مسئول يسهم في تغيير الوضع الحالي في المجتمع اليمني.*ذكرتم ان هناك مشروعات.. كبيرة مثل ماذا ؟**لا اتكلم عن مشروعات بعينها ولكن المنظمات التي تشارك في هذه البعثة تعمل في كل مجال تعمل في التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية تعمل في مجالات المياه ومجالات الطاقة ومجالات التدريب والتاهيل بالنسبة للكوادر للشباب وللمرأة على وجه الخصوص تهتم بقضايا الطفولة إذا هي تعالج او تهتم بمجالات مختلفة يعاني منها المجتمع اليمني في هذه المرحلة ولذلك اعتقد ان وقوفها على الأوضاع وتكامل جهودها بعضها مع بعض يمكن ان يفضي الى عمل يؤثر ويبرز تغييراً في المجتمع.* ماهي الجهات التي ستلتقون بها خلال زيارتكم لليمن والأماكن التي ستزورونها لكي تعطيكم فكرة عن معاناة اليمنيين؟**اعتقد ان جميع الجهات التي تشارك في هذه البعثة ليست غريبة على الأوضاع في اليمن ولا تحتاج الى شرح وإنما تبصر العالم عبر هذه الرسالة التي تطلقها اليوم بخطورة الأوضاع الإنسانية في اليمن، نحن نأمل ان تكون لنا لقاءات على مستوى عال في البلاد مع كل المسؤولين على رأس الدولة ووزارة الخارجية والجهات المسؤولة عن قضايا النازحين والقضايا الاجتماعية المختلفة، وايضا سنقدم موضوعات المجتمع المدني اليمني ونحن نعتقد ان المجتمع ظل يعمل دوراً كبيراً جدا في اليمن في المرحلة الماضية ولابد ان نشيد بهذا الدور لمؤسسات المجتمع المدني اليمنية واعتقد ان جملة اللقاءات والمقابلات والحوارات التي سنجريها اليوم ستمكنا من الرؤية بشكل واضح للقيام بعمل متكامل بين منظماتنا بعضها مع بعض ،بين الحكومة اليمنية من جانب ومنظمات المجتمع المدني في اليمن من جانب آخر.* هل لدى المنظمة والبعثة الدولية برنامج محدد لمعالجة الأوضاع الإنسانية في اليمن في مختلف المجالات في مجال التعليم الصحة والمياه؟** من الصعب ان تتكلم عن برنامج بعينه ، هناك مجالات تعمل فيها منظمة التعاون الإسلامي وهي ناشطة في مجال الصحة منذ العام 2010 في اليمن ولها نشاطات كبيرة معروفة في هذا المجال ومؤسسات مثل المعونة الأمريكية والاتحاد الأوروبي موجودة في اليمن ولها عمل في مجالات التعليم والصحة والمياه والأمم المتحدة موجودة بمنظماتها المختلفة اذاً معظم هذه المنظمات اصلا موجودة في اليمن ولكن كما قلت هي ادركت ان جهودها الفردية لن تسهم في حل المشكلة لان المشكلة اكبر من ذلك.* ذكرتم في تصريح سابق ان اليمن أسوأ من الصومال أيام المجاعة ما سبب هذه الرؤية؟**أولا إذا تكلمنا بلغة الأرقام والإحصاء فهذه المعلومات حقيقية، عندما بدأت المجاعة في الصومال كنا نتكلم عن مابين اثنين الى ثلاثة ملايين نسمة من الصوماليين يعانون من المجاعة ونتكلم عن حوالي مليون أو مليون ونصف مليون نازح في داخل البلاد ، ولكن نحن اليوم في اليمن نتكلم عن أربعة إلى ستة ملايين نسمة متضررين من نقص الغذاء والخدمات الإنسانية الأخرى الضرورية ولذلك بلغة الإحصاء هي اكبر ، الشيء الثاني المأساة الإنسانية في اليمن هي مأساة منسية، اليوم جميع المنظمات التي تتكلم عن العمل الإنساني في اليمن لا تجد تمويلاً كافياً لمشروعاتها واعتقد ان الرأي العام ربما له انطباع مختلف ، الرأي العام يرى أن هناك أزمة سياسية في اليمن وان الأزمة السياسية انتهت ولذلك الأوضاع عادت الى مجاريها ولكن نحن كمنظمات عاملة في الشأن الاجتماعي والإنساني نرى ان الإشكالات التي استمرت خلال السنوات الماضية عززت وعمقت الأزمة الاجتماعية والإنسانية في البلاد وان هذه الأزمة تحتاج الى مجهود كبير جدا والى حشد دولي لمواجهتها.* ذكرت بعض التقارير ان اليمن يحتاج الى نحو 477 مليون دولار لعام 2012 في الجانب الإنساني ولم يتلق منها سوى20% ما يعني حدوث عجز بحوالي 360 مليون دولار من أين سيتم تغطية هذا العجز برايكم؟** هذا الرقم قدمته الأمم المتحدة وقدمته بعض المنظمات الأخرى، انا اعتقد ان هذا الرقم صغير جدا لحجم الإشكالات في اليمن وفي تقديري ان حجم الحاجيات التنموية والإنسانية في اليمن تتجاوز مليار دولار بشكل واضح ولكن السؤال الذي طرحته حول من يغطي العجز هو سبب هذه الزيارة ، نحن لاحظنا انه منذ العام 2010م جميع المنظمات الإنسانية والتنموية العاملة في اليمن لم تجد مانحين لتغطية برامجها الإنسانية، كان دائما مستوى المساهمات لايصل الى 30 % واحيانا 40 %مما يعني ان هناك لا أقول فتوراً في المانحين بشان اليمن ولكن اعتقد ان هناك سوء فهم لحجم الأزمة الإنسانية الموجودة في اليمن ويكمن الحل في تسليط مزيد من الضوء ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته حول ما يجري في اليمن .* شارك الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور اكمال الدين احسان اوغلو في مؤتمر أصدقاء اليمن الذي عقد في الرياض مؤخرا.. ما دور المنظمة في دعم اليمن خلال الفترة الانتقالية؟** الامين العام شارك في مؤتمر اصدقاء اليمن في الرياض وتعرف ان المؤتمر هو منظومة استمرت ، وهذا الاجتماع هو الثالث تقريبا والمؤتمر ركز على القضايا السياسية قضايا التنمية والمشروعات الكبيرة بدون شك ، المنظمة عندما شاركت في هذا المؤتمر هو تعبير عن دعمها الذي ظلت تقدمه لليمن، الأمين العام سبق ان زار اليمن أكثر من مرة والتقى بالقيادة السياسية في اليمن وأكد دعم منظمة التعاون الإسلامي لجهود الحكومة في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، المنظمة تعمل من خلال إدارة الشؤون الإنسانية من اجل تخفيف الأزمات الإنسانية الموجودة في اليمن وان شاء الله سيكون لها برامج أخرى في المرحلة القادمة.** متى بدأت أنشطة المنظمة في اليمن في الجانب الإنساني؟ اعتقد أنها بدات قديما فهناك صندوق التضامن الإسلامي الذي ظل يدعم اليمن لفترة طويلة والبنك الإسلامي للتنمية فيما يتعلق الجانب الإنساني ظل يدعم اليمن أيضا وكل الأجهزة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي ،إدارة الشؤون الإنسانية ناشطة من العام 2010م في مجال الصحة واعتقد انها يمكن أن تتمدد إلى مجالات أخرى ان شاء الله.* سمعنا ان منظمة التعاون الإسلامي تعتزم فتح مكتب في اليمن الى أين وصلت الإجراءات؟**اعتقد أن جميع الترتيبات - والحمد لله - اكتملت في هذا الموضوع، ونحن نأمل وجودنا في هذه الأيام لفتح المكتب رسميا ، وجود المكتب يعطينا آلية نعمل بها باستمرار من اجل متابعة الأوضاع في اليمن ومن اجل تقديم برامج طويلة المدى للداخل اليمني ان شاء الله.* سؤال أخير فيما يتعلق بالإعلام ، دعا المؤتمر التاسع لوزراء الإعلام الذي عقد مؤخرا الدول الأعضاء الى خدمة الحقيقة والتحلي بأقصى قدر من المهنية والموضوعية كيف ترون إعلام الدول الإسلامية في هذه الفترة ؟** الإعلام يقوم بدور محوري ومهم في تبصير الرأي العام وتطويره وتنويره بما يجري في عكس الحقائق للكثير من الناس وفي توجيه الرأي العام ،ولذلك هو يقوم بدور حيوي جدا ، انا اعتقد ان الإعلام في بلادنا الإسلامية كلها بالرغم من ضيق الإمكانيات لبعض المؤسسات الإعلامية ولكنه يجتهد في أداء دوره المهم ، وانا اعتقد أن الأهم ان يقوم هذا الدور بمسؤولية وشفافية وان لا يلجأ الى الإثارة بقدر ما يلجأ الى عكس الأمور بشكل موضوعي وان يعمل في إطار الإعلام البناء الذي ينتقد انتقادا بناء وعندما يقدم الاقتراحات يقدم الاقتراحات البناءة لأننا في مرحلة الربيع العربي بالذات في معظم دولنا الأعضاء نحتاج الى إعلام يساهم في إعادة التئام اللحمة في مجتمعاتنا حتى لا تتمزق أكثر من هذا ولذلك أرى أن هذه مسؤولية كبيرة جدا أمام أجهزة الإعلام.