من محراب الفن يضيء نجم باحث وناقد
سالم محمد حيدرة من خلال متابعتي وقراءاتي للمشهد الثقافي والفني وما يكتب على صفحات صحفنا المحلية .. لفت انتباهي وشدني قلم ناقد صحفي ومثقف يكتب من حين لآخر .. ويتناول الهم الثقافي والفني والغنائي والموسيقي برؤية ناضجة كناقد متمكن ومتفرد يمتلك كافة أدوات وشروط الناقد المتخصص في مجاله العارف بشعابه بمنهجية علمية ولغة رفيعة واسلوب جذاب .. قلما نجده اليوم أو نقرؤه على صدر صفحات صحفنا المحلية الحكومية الرسمية او الاهلية والخاصة إلا لماماً .. صاحب ذلكم القلم هو الفنان المثقف والمتميز “ عصام خليدي “ .. والمتتبع لكتاباته النقدية لعدد من الأعمال الفنية الغنائية والموسيقية لبعض من الفنانين الكبار او الهم الثقافي عموماً .. لاشك في انه سيصل الى ما وصلنا اليه في استنتاجنا من حيث توصيف وتصنيف تلك الكتابات وسيجد أن عصام خليدي في اعماله النقدية انما يسبر غور وعمق العمل الفني الغنائي ( موضوع البحث) بالتحليل بعلمية و موضوعية بعيداً عن التسطيح والاطراء المجافي للحقيقة الذي لا يعطي العمل الفني حقه ويقيمه تقييماً صحيحاً وسليماً. ويبرز ميزاته وتفرده سواء كان من حيث التجديد والتحديث او الاضافات التي تثري الغناء، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تحديد مكامن الضعف والاخفاق بقصد البناء وليس الهدم. وحقيقة فإن عملاً نقدياً كهذا نؤسس له في ثقافتنا الفنية والغنائية والإبداعية حتماً سيكون له مردود ايجابي في احداث نهضة وتطور في نتاجاتنا الغنائية وسيفرز الغث من السمين والصالح من الطالح وسيوقف زحف الشوائب والعوالق الطفيلية التي تنهش جسم الاغنية وشوهت صورتها وسمعتها ( ذلك مايفرض على المعنيين بالهم الثقافي من اجهزة حكومية او اهلية أن تتضافر جهودها لوضع الآلية المناسبة لمشروع ترسم أبعاده وآفاقه واهدافه الإستراتيجية نخبة العقول المستنيرة المبدعة من الوسط الابداعي والفني في المجال الغنائي والموسيقي والثقافي. .. بعناية وإشراف المعنيين بوزارة الثقافة الحاضن الشرعي والرسمي والمعني بدعمه وتمويله..). لقد اصاب عصام خليدي كبد الحقيقة حين أشار في احد موضوعاته المنشورة على صفحات أخبار اليوم إلى أن انعدام الحوار واحترام وتقدير العقول النيرة الطامحة إلى التجديد والتحديث في مختلف وسائل وقطاعات الثقافة والفنون في وقتنا الراهن مع الفنانين والمبدعين والمثقفين أصحاب الرأي والخبرة .. أوصلنا إلى الوضع الراهن المتردي في الشأن الثقافي والفني.ولعل ما ساعد “عصام” في توفيقه ونجاحه في كتاباته كناقد وباحث فني غنائي .. هو اتكاؤه على خلفية معرفية وعلمية، وثقافية، وتجربة عملية فنية طويلة .. أي بمعنى أنه من داخل الوسط الفني والغنائي، وكذا اكتسابه المعارف العلمية بعلوم الفن الموسيقي والخبرة الفنية الغنائية المتراكمة لديه من خلال مسيرته الغنائية لأكثر من ثلاثة عقود، إضافة إلى معرفته بالمقامات الموسيقية، والموروث الغنائي وسعة ثقافته واطلاعه، ذلك من ناحية، ومن ناحية أخرى مصداقيته وحسن نواياه ومقاصده النزيهة، وتحفزه الطموح الهادف إلى رقي وتطور الفن الغنائي الموسيقي.أعتقد أن ذلك كله جعله متمكناً وموفقاً في كتاباته النقدية .. التي نحن اليوم في أمس الحاجة إليها وإلى كثير من أمثالها وتنوعها واتساعها لإعادة كتابة وتقويم الأغنية، وتاريخ الحركة الغنائية الفنية والموسيقية عموماً، لفتح آفاق رحبة لنهوضها وتطورها .. وبمثل هكذا عمل سنبرز مميزات وروائع إبداعات فنانينا الكبار، الذين أثروا الساحة الغنائية الفنية (المطمورة في رمال النسيان والإهمال) والتي حتماً ستؤسس لمرجعية معرفية ثرية تاريخية وعلمية .. ستكون عوناً للباحثين والدارسين للغناء اليمني قديمه وحديثه.وحتى لا أذهب بعيداً عن موضوعي في هذه العجالة .. أعود لأقول كلاماً ما هو إلا رأي شخصي لكاتبه، إنه كما نجح وتألق الفنان الخلوق المبدع عصام خليدي كفنان يقف على قاعدة فنية متينة .. هاهو ينجح اليوم ككاتب وباحث فني وموسيقي باقتدار .. متبوئاً مكانته بين الرواد من الباحثين الفنيين والنقاد للأعمال الفنية الغنائية والموسيقية على الساحة وهذا الرأي الشخصي لم يأت جزافاً بل تولد وجاء حصيلة لقراءتي وتمعني في كتاباته البحثية والتحليلية والنقدية التي نشرت في بعض من الصحف المحلية في الشأن الفني .. والهم الثقافي كـ “أخبار اليوم” و“14أكتوبر” وكانت موفقة وناجحة، تكشف عن نضج عقل وثقافة صاحبها .. وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن “عصام خليدي” يحمل مشروعاً نهضوياً تجديدياً ينبغي على الجهات المعنية بالفن والثقافة دعمه وتوفير سبل إخراجه إلى النور وفتح قنوات الاتصال والحوار لمثل هكذا عقول نيرة تنشد النهوض بالعمل الفني الغنائي والاهتمام بالمبدعين .. قبل أن تصاب بالغبن واليأس وتغتال أحلامها وطموحاتها.ختاماً أشد على يدي الفنان المثقف الخلوق “عصام” وأقول له استمر فأنت على الطريق الصحيح وحتماً سينصفك التاريخ وكتاباتك وأفكارك ستؤتي ثمارها، ولن يطول زمن الجفاف والجدب.[c1] إضاءة: [/c]غياب الصحافة الفنية وعدم وجود صحيفة أو مجلة فنية تعنى بالشأن الفني الغنائي والثقافي سبب من أسباب تراجع الحركة النقدية الغنائية وغياب الكتابات البحثية العلمية وهموم الفنانين وأخبارهم .. أليس ذلك قصوراً وإجحافاً وإهمالاً من قبل المعنيين؟؟ أليس ذلك عيباً! .. لأن المساحات التي تتاح على الصحف الأخرى للشأن الثقافي ضيقة وغير كافية لمحدوديتها ولا تتاح الفرصة لكل الأقلام.نأمل أن نرى مجلة أو صحيفة ثقافية فنية حكومية أو خاصة قريباً.إن الفنانين والمبدعين في مجالات الغناء والموسيقى سيظلون يعانون من الإهمال والتهميش .. في ظل غياب الكيان الخاص بهم الذي يوحدهم ويوحد جهودهم ويفرض حضورهم. فمتى يتداعى الفنانون لخلق هكذا كيان تحت أي صيغة أو مسمى يعبر عن جهودهم وحقوقهم وتطلعاتهم .. ويؤكد أنشطتهم وفعالياتهم بشكل ممنهج ومؤسسي يتيح الفرصة أمام الكل للاستفادة من الدعم والرعاية الحكومية باعتبار الفنانين شريكاً فعالاً في صنع المشهد الثقافي والفني والغنائي وبذلك سنضع حداً للتعامل الانتقائي الفردي أو التهميش والمحسوبية والتصنيفات السياسية والمناطقية أو الجهوية. ولا أخال لسان حال الفنان المبدع الحقيقي في هذه المناسبة إلا يقول كما قال الشاعر أحمد مطر:إنني لست لحزب أو جماعةإنني لست لتيار شعار أو لدكان بضاعة