إلى وزير العمل والخدمة المدنية
العبد لله يحمل كيساً من الأوراق، ليله هم وصباحه لا قبلة له سوى فرع وزارة العمل والخدمة المدنية في عدن ناشداً حلاً لمشكلته التي خلقها مرفقه من العدم لا لشيء سوى أن القائم على شؤون الموظفين بليد للغاية أو حاقد على العالم بأسره ارتكب خطأ في تدوين سجلات الموظفين للحصول على استحقاقاتهم المعيشية، والجماعة في فرع هذه الوزارة جعلوا من هذا الخطأ حبلاً يشدون به العبد لله ويخطمونه كما تخطم الإبل.معروف أن لدى هذه الوزارة وفروعها في المحافظات كافة ملفات خاصة بموظفي جهاز الدولة بإمكانها مراجعتها ومطابقة المعلومات المغلوطة من هذا المرفق أو ذلك بيد أن المعنيين فيها يحرصون على تردد إقبال العبد لله يومياً والوقوف على أبوابهم ليس لأيام أو أشهر بل لسنوات، لم تحل مشكلته، فرع الوزارة بعدن يرمي باللائمة على المرفق.. والمسؤولون في المرفق يلقون اللوم على فرع الوزارة بل والوزارة بكبرها.ولم يكن العبد لله الضحية الوحيدة للبيروقراطية والفساد والأمراض النفسية للجماعة في وزارة العمل، بل هناك ضحايا ليس بالعشرات بل بالمئات.مضت السنون والعبد لله مثل نقطة الصفر لا تغيير سوى كيسه الملازم له والذي كبر وتضخم بمئات الأوراق الأصول والنسخ وطلبات الوزارة كل يوم لوثيقة وصاحبنا أصبح زبوناً دائماً لدى مكاتب الطباعة والتصوير، وكما أسلفت أمثاله كثر وكأن هناك صفقة سرية بين الوزارة وهذه المكاتب لدر الربح عليها من جيب المسيكين.أكثر من مرة يصرخون في وجهه “موضوعك حله في صنعاء، أرسلنا الأوراق انتظر الرد، أو اطلع إلى صنعاء”.عبارة تنزل كالصاعقة عليه.. إذن فليتوكل على الله ((ويأكلها أكعاب أكعاب ويبلع عليها جردل من الماء)).إذن كم سيكلفه الطلوع إلى الأراضي المقدسة “صنعاء”؟ وجد نفسه غارقاً في الديون حين توجه إلى القبلة، تذاكر السفر وتكاليف الغذاء والمواصلات والفندق الذي سيقيم فيه.كل يوم يمر عليه كالدهر تحت سماء صنعاء المتجهمة ومعها تجهم الوجوه في ردهات وزارة العمل. واليوم يمر والمسؤول لم يأت لأن حرمته ولادة.. ويوم آخر لديه ختان ويوم معه دفن ميت.. والعبد لله تتقاذفه الهموم والردود السمجة التي لا تفضي إلى حل مشكلته.. ثم يتكرم المسؤول ويحضر ليقول له “مشكلتك ليست عندنا.. مشكلتك في عدن. عد من حيث أتيت”.يعود العبد لله يجر ذيول الفشل وأمثاله كثر ممن يصرفون النقود على فنادق وعربات ومطاعم صنعاء.. وانتظارات طويلة لصاحب السمو “المسؤول” هناك من أتى من عدن ومن المكلا ومن الحديدة ...الخ.. ومن كافة ربوع اليمن المهان إنسانه.هل عرفتم يا سيادة الوزير لماذا الناس خرجت إلى الميادين والساحات وأعلنت ثورتها وضحت بالغالي والنفيس؟ ليس من فراغ ولكنه الجور والقهر. وهل عرفتم لماذا مواطن عدن ينادي بالانفصال؟ والجواب ببساطة ان وزارته بالقرب منه يستطيع الوصول ليس لابسط مسؤول بل إلى الوزير ذاته.أرجوكم اكنسوا وزارتكم من مثل هؤلاء البيروقراطيين الفسدة!.