خديجة الكاف :تحتفل بلادنا رسميا وجماهيريا بأفراح وأعراس العيد الوطني الثاني والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية الخالدة وإقامة الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م. وفي خضم هذه الاحتفالات الزاهية البراقة يحق لنا جميعا ان نعيش هذه الفرحة العظيمة وثملأ قلوبنا بالمسرات ونشعر بالفخر والاعتزاز وننظر بابتهاج إلى ما تم تحقيقه خلال 22 عاما من عمر الوحدة اليمنية المباركة من نجاحات ومكاسب ضخمة وعملاقة رسمت ملامحها معالم النهضة لليمن الجديد.وبهذه المناسبة الخالدة الثاني والعشرين من مايو 1990م اشرقت على البلاد شمس يوم تاريخي توج به كفاح شعبنا اليمني وحركته الوطنية المعاصرة ضد الاستبداد والاستعمار من أجل يمن ديمقراطي موحد ، حيث تم الاعلان عن قيام الجمهورية اليمنية الموحدة التي أنهت إلى الأبد عهود التجزئة والتشطير، بعد أن نجحت الثورة اليمنية (( 26 سبتمبر _ 14 أكتوبر )) في تحرير الوطن من النظام الاستبدادي والحكم الاستعماري الانجلو سلاطيني ومواصلة العمل الوطني الوحدوي صوب استعادة الوجه الشرعي الواحد للوطن اليمني على اسس سلمية وديمقراطية.وما من شك في ان قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م التي أسقطت النظام الإمامي والاستبدادي وأقامت على أنقاضه النظام الجمهوري ، أسهم في تمهيد الطريق لانطلاق ثورة 14 اكتوبر 1963م التي حررت جنوب الوطن من الاستعمار، وكنست إلى الأبد مشروع(( الجنوب العربي )). يوم 30 نوفمبر 1967 م ، أقيمت على أنقاضه دولة وطنية استعادت ولاول مرة الهوية اليمنية للجنوب بعد تحريره من الاستعمار والسلاطين كخطوة على طريق استعادة وحدة الوطن اليمني أرضا وشعبا في 22 مايو 1990م (( يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا)).وإن من أهم إنجازات الثورة اليمنية قيام الجمهورية اليمنية ونظامها الديمقراطي التعددي الذي يقوم على حق الشعب في ادارة شؤون الحكم باعتباره مالك السلطة عن طريق الانتخاب الحر والمباشر لهيئات الدولة الدستورية والتشريعية والمحلية على قاعدة حقوق المواطنة المتساوية في اختيار أفضل البرامج السياسية التي تتنافس لنيل ثقة الناخبين والناخبات عبر صندوق الاقتراع حيث يضمن دستور الجمهورية اليمنية لكل الاحزاب والمواطنين رجالا ونساء كافة الحقوق والحريات السياسية والمدنية التي تمكنهم من التعبير عن آرائهم وأفكارهم وبرامجهم السياسية بمختلف الوسائل السلمية والديمقراطية في اطار تعددي مفتوح لكل ألوان الطيف السياسي في المجتمع . الاحتفال هذا العام بعد خروج اليمن من أزمته السياسية التى عانى منها الجميع العام الماضي وخاصة بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطنى وكذا انتخاب الأخ / عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن في 21 فبراير 2012 م تنفيدا للتسوية السياسية التاريخية في اليمن المنطلقة من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014.وبهذا دخل اليمن المرحلة الانتقالية وعلى اليمنيين إنجاز المهام التالية : الحوار الوطني الشامل بين مختلف أطياف وعناصر المجتمع الذي لا يستثنى منه أحد من المهرة حتى صعدة وإعادة هيكلة الجيش وفقا لاسس وطنية للدستور الجديد والكثير من القضايا الوطنية التى تهم اليمنيين جميعا وتلبي تطلعاتهم ، في بناء اليمن الجديد الذي تسود فيه العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والحرية والكرامة للجميع وكذا اعطاء الشباب والمرأة اليمنية فرصاً واسعة من خلال توظيفهم واندماجهم في مراكز صنع القرار من أجل خدمة وطنهم ((اليمن الحر الديمقراطي الموحد)) يمن 22 مايو الجديد .لذا علينا الوقوف الى جانب القيادة الجديدة المتمثلة في فخامة الرئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي من أجل إعادة بناء ما خلفته الأزمة من الاضرار بالوطن والمواطنين والاقتصاد الوطني تتطلب من الجميع العمل سويا ، وعلى الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء اليمن في العالم تقديم كل اشكال الدعم المادي والمعنوي من أجل خروج اليمن من أزمته الاقتصادية واستئناف مشاريع التنمية فيما يساعد على توفير فرص عمل للشباب من أجل ترسيخ دعائم الامن والاستقرار في اليمن ، لكون أمن اليمن جزءاً لا يتجزأ من أمن دول المنطقة والعالم بحكم موقعها الاستراتيجي المطل على باب المندب في طريق الملاحة الدولية.
أخبار متعلقة