كم أعجب من الذين مازالوا يعزون كل ما يحدث في البلد بإصرار وترصد من مشاكل وقضايا كبيرة وصغيرة إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح رغم خروجه النهائي من المشهد السلطوي في الوقت الذي لم يعد له فيه أي قرارات تنفذ على الواقع الذي نعيشه الآن..!! لكن يبدو أن البعض أصبح لديهم قناعة مؤصلة في ماهيتهم لا يمكن تعديلها مهما فعلنا وذلك لاستيعاب أن ما يجري اليوم ليس له علاقة بالأمس كونه بات بحكم الماضي لكن لا عتب عليها لأنها مسيرة لا مخيرة بل مجبرة على التفكير بما يفكر به القس الأكبر ومعاونوه الصغار..!!ولطالما أن فاقد الشيء لا يعطيه نجد أن المبررات هي التي عادة ما تسبق الفعل وتحل مباشرة محل الفشل والعجز الذي يدركه الفرد عندما لا يستطيع تحقيق ما عليه من التزامات تجاه الآخرين اياً كانت لذا نجد أن الطالب الفاشل دائماً ما يعزوا رسوبه على أستاذه بل انه يحاول خلق المعاذير الواهية لتبرير سقوطه وعدم مقدرته على النجاح ..؟!وهكذا هو الحال مع بعض الأحزاب وأنصارها لاسيما التي تمنح صكوك الغفران للناس في بلد لم يعد الصك رائجاً فيه إلا لدى البعض ممن يتبعون الكنيسة ليس إلا..!فكلما حاولنا تجاوز الماضي بكل ما فيه من سلبيات وايجابيات للمضي قدماً نحو التحضير لحاضر جديد مزدهر متقدم ومستقبل أفضل أصر هؤلاء بعقلياتهم الرجعية على إعادتنا إلى المربع الأول للدوران حول حلقة مفرغة ليس فيها سوى الدمار وتحطيم كل ما تبقى جميل لا ندري ما الفائدة المرجوة منه لدى هؤلاء ..!اليوم ثمة مشاكل عدة قديمة جديدة تخوضها البلاد في الشمال والجنوب منذ زمن بعيد وقريب وليست وليدة اليوم كما يفكر البعض أن هناك ماكينة كانت تحكم البلد وفي الوقت ذاته تعمل على تحريك هذا المشاكل وتغذيتها لإثارة الفوضى بل أنها أوجدتها عنوة من اجل إقلاق السكينة العامة واستثمارها خارجياً ..ولعل أبرزها تنظيم القاعدة الذي يعتقد هؤلاء أنه بيد الرئيس السابق وهو من يحركهم ويوقفهم الآن انتقاماً منه على ما حدث له العام الماضي ..والعجيب في ذلك أن مثل هكذا حديث يأتي من سياسي مؤطر في حزب لو تمعنا في أفكاره ومعتقداته لوجدنا أن هناك علاقة انسجامية مرتبطة بأفكار ومعتقدات تنظيم القاعدة ذاته..ألا يعلم هؤلاء أن «القاعدة» متواجدة في الجزيرة العربية ومنتشرة في كل بقاع الأرض حيث تأسست منذ سبعينيات القرن العشرين..؟ والأمر لا يقتصر على ذلك فحسب بل -ايضاً- الحراك الجنوبي وجماعة الحوثي هاتان الجماعتان اللتان مر عليهما سنوات والنظام السابق موجهاً ماكيناته العسكرية صوبهما لمواجهتهما يأتي اليوم من يقول أن الرئيس «صالح» يستخدمهما لمواجهة خصومه الآن وبكل بجاحة وتناسوا أن اكبر ماكينة عسكرية كانت تضرب هاتين الجماعتين في الشمال والجنوب محسوبة على هؤلاء المتشدقين...!!صحيح أن هاتين الجماعتين ظهرتا نتيجة للاحتقانات السياسية المتراكمة والمنهجية الهمجية التي مارسها النظام السابق لكن لم يكن متعمداً كما يروي إخواننا القساوسة إيجاد مثل هكذا جماعات وبالتالي لا ينسوا أن لهم يداً كبرى في التحريض على قمع تلك الجماعتين لأسباب دينية بحتة..! ولكم أشفق-ايضاً- كثيراً على القائل: أن الأعمال التخريبية للكهرباء وقطع الطرقات واختطاف السياح ..وكذا ما حدث للبارشا والريال من هزيمة أخرجتهما من دوري أبطال اوروبا كان سببه الرئيس السابق..!!وهذا كله ليس دفاعاً عن احد بقدر ما هو استخفاف بالثقافة الرديئة التي يعتنقها هؤلاء الذين يعول عليهم الشعب كل الشعب في الوقت الراهن لتحسين أحوالهم المعيشية والتطلع إلى يمن جديد.. أخشى ما أخشاه هو أن تظل هذه السياسة ديدن الوفاقيين طيلة الفترة الانتقالية وفي النهاية نخرج من المولد بلا حمص..!أقول إن من يريد أن يصل إلى هدف معين يحقق به للآخرين طموحاتهم عليه عدم الالتفات إلى الوراء لان ذلك يثبط الهمم ويجعلها مترددة في اختيار الطريق الصحيح..
|
آراء
مبررات الفشل..!
أخبار متعلقة