حماية حياة الأم وعافيتها واجب علينا لتتمتع بصحة جيدة بدنياً ونفسياً، خالية من الأمراض، متمتعة بحياةٍ سعيدة .وإحدى الوسائل لحفظ صحة الأم وعدم وصولها إلى المضاعفات أو الوفاة هي المباعدة بين الأحمال.. بمعنى عدم تكرار الحمل بشكل متتال، كأن يكون الفرق بين حمل وآخر( سنتين إلى ست سنوات).إنها خط الحماية الأول للأمهات والمواليد، وهدفها الأساسي منع وفيات المواليد والأمهات وأيضاً منع تعرضهن للمضاعفات المرضية للحمل والولادة المترتبة على تقارب الأحمال والولادات.أما المباعدة الطويلة، على سبيل المثال من (15-10 عاماً) فليست جيدة، كونها تأتي وقد كبرت الأم، وبذا تكون عرضة لمضاعفات الحمل المتأخر وتعسر الولادة . إذن لا بد أن تكون هناك فترة للمباعدة بين حمل وآخر أقلها - كما ذكرت- سنتان، وأكثرها ست سنوات، حتى تستعيد الأم عافيتها وتتمتع بأهلية وجاهزية طبيعية للأحمال القادمة، وتتاح لها فرصة كاملة لاستعادة فيسولوجية جسمها بعد الحمل. فنحن نعرف أن هناك تغيرات كثيرة تحصل للمرأة أثناء الحمل وأثناء الولادة، وكذا بعد الولادة، ولا بد من فترة زمنية كافية لترتاح وتعود إلى حالتها الطبيعية، ولا يكون ذلك في أقل من سنتين. كذلك ليأخذ الطفل الوليد حاجته من الرضاعة الطبيعية الكاملة والتغذية الجيدة والرعاية المناسبة، ويأخذ المولود القادم فرصته في النمو الطبيعي الكامل داخل بطن أمه ويحضا بالعناية الكافية والرعاية الملائمة بعد الولادة. فإذا حملت به في أقل من سنتين على ولادتها السابقة سيتأثر بمسألة تتابع الحمل من خلال صور كثيرة، ومن ثم يولد ناقص الوزن أو يولد مبكراً( قبل 9 أشهر)، لأن الأم بذلك أو لشيء ما، لم تتغذ التغذية الكافية التي توصلها إلى حمل كامل.يفهم من هذا أن التأثيرات لا تقتصر فقط على الأم أو على الطفل الحالي، بل وعلى الطفل القادم أيضاً، وفيها من العبء الكبير على الأسرة وعلى المجتمع بأكمله.علاوة على ذلك يزداد الخطر على صحة الحمل والمواليد كلما زاد عدد المواليد (من المولود الرابع فما فوق) وترافق الحمل صعوبات ومتاعب كثيرة، تقل معه- في بعض الأحوال- فرص حياة المولود أو يولد ضعيفاً في غير موعده (قبل الشهر التاسع) أو بوزن أقل من الوزن الطبيعي. ويترتب على الولادة المبكرة في هكذا حال، معاناة ومشاكل كثيرة، منها قصور التنفس وعدم نضوج الأجهزة (الجهاز الدماغي - الجهاز التنفسي)، وهو ما يفضي إلى وفيات كثيرة بين حديثي الولادة، وإن لم تكن الوفاة، يبقون عرضة أكثر للإصابة بالأمراض وترتفع لديهم حالة نقص الأوكسجين في الدماغ وضمور الدماغ والإعاقة الدائمة. ومن المتاعب البارزة المبكرة وكذا المتأخرة التي تتعرض لها الأمهات بسبب تكرار الأحمال (لين العظام- هشاشة العظام- فقر الدم المزمن- آلام الحوض والعمود الفقري فقر الدم وغيرها) .وبدورها هشاشة العظام تعيق حركة المرأة وتسبب لها آلاما دائمة وتضيقا في الحوض، نتج عنها مضاعفات أخرى يترتب عليها صعوبة في الحمل والولادة، ما يجعلها مضطرة لكي تلد لإجراء عملية قيصرية أو جراحية يزداد معها أكثر وفيات الأمهات والمراضة. كما يمكن أن تصاب المرأة لكثرة الولادات وتكرارها بنزيف شديد بعد الولادة بسبب ارتخاء الرحم، ما قد يؤدي إلى الوفاة، وإن لم يؤد إلى الوفاة يفضي إلى مضاعفات مرضية أخرى خطيرة.كذلك تبقى الأم عرضة للإصابة بأمراض كثيرة، كارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الكلى ومشاكل في أجهزة الجسم الأخرى.
صــحــة الإنجــاب والمباعدة بين الولادات
أخبار متعلقة