ما يحدث اليوم في مديرية لودر الأبية الباسلة ثاني أكبر مدن محافظة أبين اليدوية المهمةمن عدوان إرهابي دموي وهمجي وبربري غاشم ومشين من قبل جحافل الجماعات المسلحة ( القاعدة) أو ما تطلق على نفسها (أنصار الشريعة).. على الأرجح لم يكن من قبيل الصدفة أو عشوائياً بل مخطط جهنمي ومسلسل دموي معد له سلفاً لإسقاط هذه المديرية التي هي شوكة في خاصرتهم بعد إسقاط مديرية جعار في الـ29 من مارس 2011م وبعدها بأقل من شهرين عاصمة المحافظة زنجبار فجر الجمعة 27 مايو آيار من العام ذاته ودمر كل معاني الحياة وشرد سكان زنجبار بالكامل وزهاء 70 % من سكان خنفر جعار .. اليوم جاء الدور على لودر المدينة العصية التي انتفض أبناؤها الأبطال من رجال قبائل العواذل وغيرهم وفي مقدمتهم الشباب المناضلون الأحرار في أعضاء اللجان الشعبية ومعهم مقاتلو اللواء 111 ميكا المغاوير للتصدي ببسالة للمسلحين الذين شنوا هجوماً دامياً على موقعين عسكريين في محيط المدينة .. واللافت للدهشة والذهول اجتراح أولئك المواطنين وشباب اللجان الأبطال أكبر ملحمة بطولية كبدو فيها العدو أكبر الخسائر البشرية والمادية التي مثلت صدمة عنيفة لهم مما جعلهم يتراجعون ويشنون حرباً هستيرية في قصفهم للمدينة ومنازل المواطنين العزل ولم يفرقوا في أدوات الموت الموجهة إلى السكان بين المرأة والطفل والعجزة وبالأمس وجهوا نيرانهم الحاقدة لتدمير وإحراق محطة الكهرباء التي تربط شبكتها أربع مديريات فصارت اليوم غارقة في الظلام وبالأمس أيضاً توسعت حرب مسلحي القاعدة إلى مديرية مودية القريبة من لودر الصامدة وهناك كان لهم رجال القبائل الشرفاء من آل الحسني والمياسر وغيرها بالمرصاد .. لكن المثير للاستغراب أنه بعد مرور قرابة أسبوع لم نسمع أنباء من المناطق الوسطى عن تحرك الدولة والحكومة لدعم المواطنين وإمدادهم بالإمكانيات الضرورية وبكل الطرق والوسائل الممكنة للدفاع عن أنفسهم وأرضهم الطاهرة من هذه القوى الظلامية الدموية الظالمة.إن ما يؤسف له جداً أن لودر الأبية الباسلة وإلى جوارها مودية أيضاً يتعرض أبنائها لمجازر وحشية مريعة والناس تتفرج والعالم لم يحرك ساكناً مثلما ذبحت بالأمس العاصمة زنجبار وجعار من الوريد إلى الوريد وتركت فريسة لآلة الحرب الطاحنة لمسلحي القاعدة التي قضت على الأخضر واليابس وطردت المواطنين من بيوتهم التي دمرت ونهبت فيما بعد، و الدماء تسفك والأرواح تزهق على أيدي القتلة المجرمين في لودر وامتد نزيف الدم إلى مودية، والمجتمع اليمني وحكومته والمجتمع الدولي ما زال يتفرج على الأرض المحروقة والمصيبة الأكبر أن وسائل الإعلام بمختلف أنواعها المرئية والمسموعة والمقروة لم تكن بمستوى المسؤولية في نقل المشهد منذ عام وأهلها يقتلون على يد عصابات الإجرام ومرافق الخدمات والمؤسسات والبنى التحتية دمرت بصورة شاملة ولم تكلف الفضائيات والصحف نفسها لإبراز ذلك الخراب الهائل الذي طال الأضرار والإنسان في أبين المنكوبة .. يقيناً إن كل ما ينقل عبر القنوات الفضائية وصفحات الصحف لا يعد (30 % ) من الجحيم الحقيقي لكارثة أبين والتاريخ يسجل أكبر وصمة عار على كل من يتجاهل ما حدث ويحدث في أبين. بقية القول في هذه العجالة أنني أحيي أبناء لودرومودية الأبطال الذين يسطرون أشرف المآثر للدفاع عن الأرض والعرض والكرامة وأوجه نداء إلى قبائل آل فضل ويافع وبا كازم والبيضاء إلى التحرك السريع للالتحام مع إخوانهم في لودر ومودية للقضاء على قوى الإرهاب فهؤلاء يقتلون الأبرياء بدم بارد وانتزعت منهم الرحمة والضمير وهم يذبحون النفس التي حرمها الله .. إنها معركة المصير والكرامة الإنسانية و الضمائر الحية، نقول إلى هنا وكفانا الصمت والخوف وإما أن تكونوا أو لا تكونوا.
|
تقارير
لودر .. صمود أسطوري لا ينكسر
أخبار متعلقة