صنعاء / سبأ:دعت ورشة عمل عقدت أمس بصنعاء حول مناقشة التقرير النهائي الخاص بدراسة المبادرات المجتمعية في إدارة الموارد المائية والمبادرة المجتمعية الخاصة بمنع بيع مياه الآبار الجوفية في قرية الملكة بمديرية بني الحارث بمحافظة صنعاء، إلى إيقاف الحفر العشوائي للآبار وإدخال أنظمة الري الحديثة في ترشيد استخدامات المياه.وشددت الورشة على ضرورة تفعيل قانون المياه والتشريعات واللوائح المنظمة لذلك وكذا تفعيل دور التوعية المائية ومستخدمي المياه في كيفية الحفاظ على المخزون المائي وإشراك مستخدمي المياه والسلطة المحلية في عملية إدارة المياه، إلى جانب العمل على ضرورة تقديم دعم وحوافز للجمعيات ومستخدمي المياه.وأوصت الورشة بأهمية التوسع في تنفيذ الأنشطة المتعلقة بإدارة مصادر المياه وحصاد مياه الأمطار، كما أوصت بتشجيع الاستثمارات في مجال تصنيع المياه المعدنية في مناطق المحافظات الساحلية بما لا يؤثر على استنزاف المياه الجوفية في المحافظات الجبلية.وهدفت الورشة التي نظمها مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة بمشاركة 40 مشاركا من وزارات الزراعة والري والمياه والبيئة ومشروع الحفاظ على المياه الجوفية وممثلين من عدد من المشاريع الزراعية ومهتمين وباحثين ومتخصصين في مجال المياه، إلى عرض مسودة التقرير النهائي على المختصين وأخذ الملاحظات والتوصيات على الاستفسارات حول التقرير.وفي الورشة أشار مدير عام مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة المهندس حمود الربيدي إلى أن الحفر العشوائي وتعدد الآبار لغرض بيع المياه أحد المشاكل التي تهدد باستنزاف المياه الجوفية اللازمة لري المحاصيل الزراعية، كما أنها من المشكلات الكبيرة التي تعانيها الدولة نتيجة لعدم الالتزام بالقوانين.ولفت إلى أهمية الورشة التي تستعرض أحدى المبادرات التي اتخذها المواطنون في جمعية الملكة بمديرية بني الحارث والتي تضمنت إبرام أتفاق حول الالتزام بالضوابط والقوانين التي تمنع الحفارين من دخول تلك المناطق ومنع أعمال الحفر العشوائي للآبار، معتبرا تلك الخطوة احد العوامل الهامة في الحفاظ على مخزون المياه الجوفية وضمان ديمومة المياه واستمرارها للعملية الزراعية.وأكد أهمية تشجيع تنفيذ مثل تلك المبادرات المجتمعية في إدارة الموارد المائية لتشمل مختلف المحافظات وبما يسهم في التغلب على مشكلة الحفر العشوائي وإدارة المصادر المائية من خلال إشراك المجتمع في هذا الجانب. ودعا إلى تكاتف الجهود لإيجاد حلول ومعالجات تساعد على مواجهة الحفر العشوائي الذي أصبح شبحاً يهدد باستنزاف المياه الجوفية على حساب زراعة المحاصيل الغذائية المهمة لتوفير الأمن الغذائي.من جانبه أكد مدير عام شركة غيث الاستشارية في مجال المياه محمود العديني ، ضرورة إيجاد حلول ومعالجات عاجلة لمواجهة مشكلة الحفر العشوائي من خلال التنسيق مع المختصين والمجتمع والاستفادة من تجارب الدول الناجحة في هذا المجال.ولفت إلى التنسيق الجاري بين الشركة الاستشارية والبرنامج الوطني للري، متطرقا إلى أهمية تشجيع الجمعيات الزراعية وتفعيل دورها لتقوم بمهامها في عملية المراقبة وتبني الحلول والمعالجات لمشكلة الحفر العشوائي.وكانت الدراسة التي أعدها الباحث المهندس عبدالخالق الغادري ركزت على تقديم مقترحات لإيجاد حلول للمشكلات المائية بالتنسيق مع الناس وجعلهم يقومون بمعالجة المشكلة بأنفسهم.