د. زينب حزامالبحوث المهمة التي قدمها الباحثون اليمنيون المتخصصون في الآلات الموسيقية الشعبية مثل فرقة الطبل البلدي وهي من الفرق الموسيقية الأكثر انتشاراً في اليمن وتستخدم أيضاً المزمار في الأعراس الشعبية وإيقاعات الدف والدربكة والمزهر والنقارة وهي قطعة من جلد الضأن منزوع الصوف أو الشعر المشدود على صندوق خشبي بخترقه عمود من الخشب ويستخدم عادة في موسيقى بدو اليمن.وتتنوع الآلات الإيقاعية في النسيج الغنائي المتداول في المحافظات اليمنية وبالذات في محافظة لحج الخضراء حيث تنتشر حدائق الفل والياسمين والكادي وتنتشر الأغنية الشعبية والموسيقى الشعبية في كل بيت.إن الآلات الموسيقية اليمنية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالظروف التاريخية والثقافية لتلك المنطقة بحكم احتكاكها بالحضارات المجاورة وبحكم اتصال الإنسان اليمني بالثقافة الهندية والإفريقية خاصة الموسيقى العدنية التي ارتبطت بالموسيقى الهندية، إضافة إلى البعد التاريخي العربي الذي يعد الصورة الناطقة للآلات الشعبة عبر الأزمان .وتنقسم الآلات الموسيقية اليمنية إلى قسمين: الوترية النقرية والوترية القوسية، واندرج العود والقانون والبزق ضمن الآلات النقرية. وذكرت بعض الآلات الوترية القوسية التي وجدت طريقها إلى عدن مثل الجيتار. وأعيد أصل آلة الفيولين إلى الربابة التي انتقلت إلى عدن بعد الاستعمار البريطاني لها في القرن الثمن عشر الميلادي. كما تطورت في هذه الفترة الآلات النفخية مثل الناي والمجوز والأرغول والمزمار والآلات الإيقاعية مثل المهباش والطبول والدف والرق والصنوج وغيرها.وتتضح صورة الآلات الشعبية في اليمن بطابعها التاريخي حيث تستخدم النقوش او المسكوكات التي يمكن ان ترتب ازمنة التاريخ وتعاقب العصور.ووقفت حلقات تطورها فيما ظهر منها قبل التاريخ. إذ لم يبق منها ما كان متصلاً بالأصوات التي تجسدها هذه الآلات. وفي كتاب الفكر والثقافة في التاريخ الحضرمي للأستاذ / سعيد عوض باوزير مايلي: (عندما تولى إدارة الفرقة الموسيقية اخذ يطعمها بالألحان الشعبية لأول مرة خصوصاً بعد أن تخلصت الفرقة من بعض اعضائها الهنود وانضم إليها بدلاً عنهم بعض أبناء البلاد المحليين الذين تجاوبوا مع الحان بلادهم واغانيها.اخذ محمد جمعة خان يحترف الطرب والغناء ويعرض منه في الحفلات والسهرات فيجد من الناس إقبالاً وتشجيعاً، وكان في بداية عهده المطرب الوحيد الذي لا منافس له في البلد نظراً لبراعته في العزف ورخامة صوته وعذوبته وكان يجيد الألحان الهندية والمصرية والحضرمية الأمر الذي أعانه على إرضاء جميع الأذواق المختلفة وساعد على سطوع نجمه وانتشار صيته في حضرموت وخارجها.عقب تقاعده عن العمل في الموسيقى السلطانية كون محمد جمعة خان فرقة خاصة به وذلك بعد أن ظهر العود (الكبلج) والدف لأول مرة في حضرموت وكان السيد علي عبدالله التوي قد قدم بهما من عدن فأخذهما منه محمد جمعة خان وبدأ يعزف ألحانه على هذه الآلات الجديدة وبذلك اختفت آلة القنبوس القديمة مع المراويس ودخل محلها العود والدف والرباب، وتتكون فرقته الأولى هذه من أربعة عازفين بالإضافة إليه منهم: عبيد البمبا عازفاً على الشبابة وعبدالقادر سالم باسيف بالدف وقد تقاعد بعضهم من هذه الفرقة وتوفي الآخرون فأنضم جماعة آخرون كونوا فرقته الثانية وهم: سعيد عبداللاه الجيشي عازفاً على الكمان وبكار سعيد باهبال ضارباً بالدف وأبوبكر الحباني ضارباً بالإيقاع وكان يستعين في كثير من الأحيان بعازف شبابة شهير هو ابو تمباك.ويقول الأديب الراحل الأستاذ سعيد عوض باوزير عن محمد جمعة خان (كان أكثر الفنانين الحضارم انتاجاً وأبعدهم شهرة وأقربهم إلى قلوب الجماهير ذلك لأنه استطاع أن يصقل الغناء الحضرمي ويبعث فيه الحياة ثم ينشره ويمنحه الخلود).توفي الفنان محمد جمعة خان في 25 ديسمبر 1963م ودفن في مقبرة يعقوب بالمكلا.ومن أغاني محمد جمعة خان أغنيته المشهورة (إلام؟ إلام ؟! ) وهذه الأغنية كما يقال إنها من شعر بهاء الدين زهير ولحن الفنان الراحل محمد جمعة خان.[c1]إلامَ إلامَ زماني إلامَ؟ صدوداً وهجراً وحزناً إلام؟أما أن يادهر تصفو لحب يرى الهجر يوماً كألفي عاماًأناهيك يادهر من حرب لحظٍ يوجه لقلبي دواماً سهاماًأيا دهر رفقاً ايا دهر عطفاً ويا ده فضلاً تفضى الخصاماعلى غير ذنب حروف الليالي تزدني عذاباً تزدني هياما [/c]
|
فنون
دعوة للاهتمام بالتراث الموسيقي اليمني
أخبار متعلقة