سطور
تظل السماء مرصعة بالنجوم على الدوام .. تضيء حياتنا بهالات رائعة من الضوء .. وتزينها بمصابيح من الجمال لترسم تواشيح عشق وتراتيل بوح ومدارات واسعة للغناء فتبعث في نفوسنا دفئاً قد لا نجده إلا في مناجاة الحبيب في عز الشتاء أو نسمة هائمة عابرة في صيف قائض. ورغم انتشار النجوم في الفضاء البعيد فإنها تظل نجوماً صفتها الضوء تجعل من القمر على تجليات جماله تابعاً يعكس ضوء الشمس ليهبنا النور إذ قال تعالى في محكم آياته ( وجعلنا الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدرناه منازل لتعلموا عدد السنين والحساب).. صدق الله العظيم. وقد تتزاحم النجوم في الفضاء الواسع إلا أن منها اعلاماً كالشمس التي تبعث الحياة في الأرض أو كالنجم سهيل اليماني الذي تقتدي به القوافل وتسير على هداه مراكب البحر فلا تخطئه الذاكرة ولا تغفله العين إذ يبقى قصيداً رائعاً يتداوله الركبان في البر والبحر وبين تهاويم العاشقين. وهو كذلك .. ذلك النجم الذي أبى الأفول رغم تراكم السنين وعبث الأيام العجاف وجحود البشر وخذلان المؤسسات المعنية لمنتسبيها في تناقض مهول بين واقع مؤلم وإعلام زائف ونفاق لا يأتي إلا من تزلف مقيت. وهو كذلك .. نجم لا يأفل .. تتداوله الصحف السيارة ويرتسم على شفاه محبيه وينام هادئاً بين أجفان عشاق فنه إذ يبقى قصيدة مثلى تهيم بالجمال فتصحو به وبه تنام. وهو كذلك .. نجم جعل من خشبة المسرح فضاء تسمو به الأعناق في رحيل العيون نحو أعالي السماء إذ بات النجم يبرح مكانه ويحلق في مسارات مختلفة يعانق الآفاق بجناحي نسر أرهقت حدة بصره التفاتات الشموس وعانقت جناحيه مدائن الريح ليبقى النسر نسراً لا يبني عشه إلا في أعلى الأماكن. هو كذلك .. ذلك النجم الذي جعل من مفردات العامية سفراًً لا يأتي به إلا حكماء العصر ورواد الكتب وعاشقو الأقلام ومنتسبو الحكم والأمثال لتبقى الكلمة ضوءاً لا يأتي إلا من نجم. هو كذلك .. نجم تراه على المسرح رائداً وعلى شاشة التلفاز وحياً من بهاء وبين عامة الناس عظمة البسيط وبين أقرانه ودوداً ... رائعاً .. حميماً إذا شاءت الكلمات أن تتحدث عنه. هو كذلك .؟. نجم ليس كبقية النجوم ولكنه ببساطة متناهية وبتلقائية عابرة وبعفوية ريفية لا تنسجم إلا مع تراب الأرض وزخات المطر، هو عبدالله المسيبلي.