السبت .. انطلاق المرحلة الثانية من حملة التحصين ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال
صنعاء / ... الحزميتنطلق يوم السبت القادم الموافق 31مارس 2012م المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتحصين ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال وذلك في بقية المحافظات التي لم تنفذ فيها الحملة في مرحلتها الأولى منتصف الشهر الجاري.ويأتي تنفيذ المرحلة الثانية من الحملة في بقية محافظات الجمهورية من أجل السيطرة على الوباء ووقف انتشار الفيروس،حيث اثر انتشار الوباء بشكل سيئ جدا على صحة أبنائنا وبناتنا كما توضح البيانات المعلنة من قبل وزارة الصحة والتي توضح انه بنهاية العام 2011 بلغ عدد الإصابات بمرض الحصبة (2676) حالة ، وخلال شهري يناير وفبراير تم الإبلاغ عن (1106) حالات إصابة بالحصبة ، وتشير البيانات إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالحصبة بلغت (177) حالة منذ بدء تفشي الوباء. وأوضحت وزارة الصحة انه ما كان لهذا الوباء أن يتفشى لو كانت التغطية بلقاح الحصبة عالية بما يكفي لحماية الأطفال وما لم تمر بلادنا بما شهدته خلال العام الماضي من أحداث.وذكر مدير صحة الأسرة بوزارة الصحة الدكتور علي جحاف أن المحافظات السبع التي نفذت المرحلة الأولى من الحملة تحملت مسئولية التنفيذ بكل جدارة واقتدار وأظهرت أمثلة رائعة من الجدية في تحمل المسئولية والتعامل مع المعوقات والمشاكل المحلية بحكمة وثبات وحققت تغطية بالتحصين ضد الحصبة بلغت (94 %) وضد الشلل (91 %) رغم محدودية البنية التحتية الفنية للعديد منها ورغم الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها بعض المحافظات.[c1]مؤشرات الوضع العالمي[/c]الدليل الإرشادي للعاملين الصحيين المشاركين في الحملة والذي أعده البرنامج الوطني للتحصين الموسع ذكر أنه في عام 2000م كانت الحصبة تسبب حوالي مليون وفاة سنويا في العالم حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية وحوالي 30 مليون إصابة وتتركز 99 % من هذه الوفيات في دول العالم النامي.ونظرا لخطورة الحصبة فقد اهتم العالم بمكافحة هذا المرض حيث بدأت منظمة الصحة العالمية في عام 1989م بوضع هدف عالمي للسيطرة على مرض الحصبة وأقر هذا الهدف في القمة العالمية للطفولة في عام 1990م.وتؤكد المعلومات الصحية أن نسبة التغطية بالتطعيم ضد الحصبة تعتبر أحد أهم المؤشرات التي تقيس تحقيق الهدف الرابع من أهداف الألفية الثالثة للتنمية.وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الصحة العالمي بين عامي 2002و2003م هدفا عالميا لجعل العالم (عالما ملائما للأطفال)وقد تم اعتماد عدة أهداف محددة لذلك من بينها خفض وفيات الأطفال الناتجة عن الحصبة إلى النصف بالمقارنة بين عامي 1999 - 2005م.وفي عام 1997م أقر إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية هدفا إقليميا للقضاء على مرض الحصبة في العام 2010م.[c1]الوضع في اليمن[/c]و في اليمن كانت الحصبة تعتبر السبب الرابع للوفيات بين الأطفال دون الخمس سنوات قبل عام 2006م وكانت منظمة الصحة العالمية تقدر حالات الحصبة في اليمن قبل عام 2006م بحوالي 30,000 حالة إصابة وحوالي 5000 حالة وفاة ناتجة من الحصبة.ويعتبر العام 2006م نقطة فاصلة مهمة في إطار القضاء على مرض الحصبة في اليمن إذ نفذت حملة وطنية أساسية للأطفال من عمر 9 أشهر إلى 15 سنة وحققت نسبة تغطية عالية جدا وهي 98 %.وقد أكدت تقارير المراقبين الدوليين من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ومركز مكافحة الأمراض بأتلانتا على الجودة العالية لهذه الحملة، وما يثبت نجاح تلك الحملة هو الانخفاض الهائل في عدد حالات الحصبة المثبتة مخبرياً بعد تنفيذ الحملات السابقة.وفي العام 2011 ومطلع العام الحالي 2012 ظهرت حالات إصابة بالحصبة ووفيات في بعض المحافظات شكلت عودة خطيرة للمرض وتهديدا لضياع الخطوات والانجازات المحققة خلال الأعوام السابقة في سبيل القضاء على مرض الحصبة والدخول في مرحلة استئصاله .ولعل الأسباب الرئيسية لانتشار الجائحة هو انخفاض التغطية الروتينية عن العام 2010 بنسبة 7 % وتقريبا مع وجود مستعدين للإصابة تراكموا خلال السنوات الثلاث الماضية بعد أخر حملة نفذت في 2009م (غير مطعمين ولا تتوفر لديهم المناعة المطلوبة مع وجود نسب مرتفعة من الأطفال المصابين بسوء التغذية ) وخاصة بعد تأثر خدمات التحصين بالأوضاع الصعبة التي مرت بها اليمن خلال 2011.ويؤكد البرنامج الوطني للتحصين الموسع أن تنفيذ هذه الحملة الوطنية ضد الحصبة في هذا الوقت يعتبر تدخلا مناسبا وضروريا وفي الوقت المناسب في سبيل السيطرة على الوباء والمحافظة على مستوى منخفض جدا من خالات الحصبة وبالتالي التقدم في طريق تحقيق هدف القضاء على الحصبة.ولكي لا يعود فيروس الحصبة للسريان والانتشار بشكل كبير فقد تقرر تنفيذ هذه الحملة الوطنية ضد مرض الحصبة للأطفال من 6 أشهر حتى 10 سنوات من العمر.[c1]فيتامين (أ)[/c]لقد أوصت منظمة الصحة العالمية باغتنام أي فرصة لإعطاء الأطفال من 6 أشهر إلى 5 سنوات الفيتامين (أ) في الدول التي تعاني من نقص فيه عند الأطفال أو تعاني من انتشار واسع لسوء التغذية.وتشير المعلومات الصحية إلى أن إعطاء جرعتين من الفيتامين (أ) كل فترة لا تقل عن 4أشهر يؤدي إلى خفض الوفيات بين الأطفال بنسبة 24 % ، وكذلك يقي من الكثير من الأمراض .وبناء عليه قررت وزارة الصحة العامة والسكان أن تعطي الفيتامين(أ) للأطفال خلال حملة التحصين الوطنية ضد الحصبة والشلل.[c1]شلل الأطفال[/c]تعتبر اليمن خالية من مرض شلل الأطفال منذ فبراير2006م وقد احتفلت اليمن في يونيو 2009م بإعلانها خالية من شلل الأطفال من قبل منظمة الصحة العالمية ، وكما هو معروف فإنه لا يوجد بلد واحد في العالم في منأى عن عودة فيروس شلل الأطفال طالما أن الفيروس ما زال يسري وينتشر في بعض الدول ولم يستأصل بعد من جميع أنحاء العالم. لذلك يتوجب على الدول التي أصبحت خالية من شلل الأطفال أن تستمر في تعزيز المناعة والحماية بين أطفالها من خلال رفع التغطية بالتحصين الروتيني المرتفع ومن خلال تنفيذ حملات تحصين وطنية حسب الوضع الوبائي للدول القريبة وحسب مستوى المناعة عند الأطفال .وبما أن بعض دول إقليم شرق المتوسط وأفريقيا ما تزال موبوءة بالشلل وان التغطية باللقاح الروتيني ضد شلل الأطفال ليست عالية بالنسبة الكافية ، وبما أن اليمن قد نفذت جولة أولى من الحملة الوطنية ضد مرض شلل الأطفال في نوفمبر2011م وجولة ثانية في يناير 2012م. فقد قررت وزارة الصحة العامة والسكان وبتوصية وتأكيد من منظمة الصحة العالمية إضافة لقاح شلل الأطفال (للأطفال من عمر الولادة وحتى 59شهراً أي دون الخامسة من العمر) بالتزامن مع الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة حاليا بهدف أساسي هو الحفاظ على الانجاز الذي حققته اليمن المتمثل بخلوها من شلل الأطفال .