كلما حاولنا تقديم وجهة نظرعن مخاطر الإنفلات الامني الذي يتوسع يوما بعد يوم بالتزامن مع توسع العمليات العسكرية بين جماعات انصار الشريعة التي يتمدد حضورها من منطقة (عزان) بمحافظة شبوة إلى عاصمة محافظة ابين مدينة زنجبار بمسافة كيلو مترات في جنوب اليمن ، بعد مرور قرابة نحو أكثر من عام على تواجد وانتشار خلايا الجماعة الدينية المصنفة عالميا بتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب متنقلا في مثلث تضاريسي وعر بين محافظات مأرب- الجوف وشبوة متخذا من أجزاء مناطق ومديريات أبين مسرحا لعملياته العسكرية المسلحة في مواجهة الجيش اليمني دون ان تحسم المواجهات او تنتهي العملية العسكرية عبر تسوية سياسية.غير انها في الآونة الاخيرة ازداد سعيرها بعد قيام التنظيم الجهادي بتنفيذ سلسلة عمليات استشهادية كما يطلق عليها في أكثر من بيان ينسب تبني القاعدة تنفيذها ، منذ مطلع شهر فبراير(شباط)2012م ولعل آخرها الهجوم المباغت على كتائب تتبع للواء31 ميكا بأبين الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى من الجنود ناهيكم عن تنفيذ العملية العسكرية لثكنة تتبع لقوات الحرس الجمهوري أمام بوابة القصر الجمهوري بالمكلا في مساحة تشكل قرابة نصف طول الشريط الساحلي للجمهورية اليمنية . المتابعون والخبراء العسكريون مستغربون لعدم قدرة المؤسسة العسكرية اليمنية رغم تنوع آلياتها العسكرية المزودة بكافة انواع الاسلحة على الحسم وفرض نفوذها وسيطرتها؟؟ غير ان تبريراتها تلقي باللوم على التواطؤ وشي من الخيانات في صفوف قياداتها معززة ذلك اقوال شهود تحدثوا لصحيفة البيان.. الشهادات «بينت أن قيادة المنطقة الجنوبية أبلغت بوجود قوارب مجهولة بالمنطقة القريبة من المواقع العسكرية، الا أنها لم تتخذ أي إجراء». . بيان القاعدة الاخير الذي وزع على مداخل الجوامع بمدينة المكلا المتضمن دعوة لجميع الضباط بمحافظة حضرموت لإعلان توبتهم مالم فإن تصفيتهم باتت في حكم التنفيذ يكشف عن نفوذ وعمل مرتب وثقة كبيرة على الارض على هذا النحو من السيطرة.وبالفعل أستطاع هذا التنظيم المسلح اختراق أول حاجز بانفجار سيارة ضابط امن سياسي بالمكلا يدعى عبدالقدوس الورافي مساء يوم الخميس أمام المبنى الرئيسي للإدارة العامة لمبنى الامن السياسي بمحافظة حضرموت الواقع بمنطقة خلف المحاط بحواجز أسمنتية القريب من قيادة المنطقة العسكرية الشرقية، إتساع مخاطر رقعة الملف الامني في حضرموت ودخولها في دائرة المواجهات العسكرية يبدو حاضرا على خارطة طرفي الصراع المسلح: (للقاعدة) والمؤسسة العسكرية والامنية طالما ان مناطق حدودية بمحافظة شبوة معرضة بالكامل لسيطرة عناصر تنظيم القاعدة وسط ظروف محلية غير مستقرة سياسيا واقتصاديا يقابله انقسام في بنية المؤسسة العسكرية والامنية. ضاعف عجز وفشل الادارة السياسية في تفكيك خيوط شبكة التحالفات والتداخلات الخفية بين ادوات المواجهة والبيئة الداعمة لنموها في مناطق ذات مساحات جغرافية واسعة تعاني من بؤس الفقر ونقص الموارد؟!.ومن دون شك فإن تاثير تداعيات العنف سيقوض الاوضاع الامنية المستقرة وسيربك نشاط الملف الاقتصادي وحركة النقل لاسيما في مدينة المكلا حاضرة حضرموت التي يرتفع فيها سقف نشاط الحركة الشعبية الجنوبية المطالبة بفك الارتباط على الصعيد السياسي، وكلا الملفين مرتبطان ببعضهما.
|
آراء
أبعدوا الجنوب عن شبح الأيديولوجيا
أخبار متعلقة