غضون
- لم يسبق لتنظيم القاعدة الإرهابي قتل مثل هذا العدد الكبير من رجال الجيش والمدنيين خلال سنة واحدة، هي سنة الأزمة هذه، والتي تمكن خلالها من التحالف مع السلفية تحت اسم جديد يقلل الحرج على السلفية،وهو “أنصار الشريعة” المبثوثون في كل المحافظات، الأمر الذي يفسر سبب انتشار القاعدة في أماكن كثيرة في وقت واحد، وتنفيذ الهجمات الإرهابية في أوقات متقاربة في أماكن متباعدة.. كما أن الأزمة التي أضعفت الدولة وقسمت جيشها واشغلت الحرس الجمهوري والأمن المركزي في قضايا كثيرة، أوجدت في الوقت نفسه بيئة مواتية لتكامل شروط العملية الإرهابية من تمويل وتدريب وملاذات آمنة للإعداد والتخطيط وتفخيخ السيارات وغير ذلك من لوازم العملية الإرهابية، كما أن ضعف الدولة افقدها التحكم بحدودها ومداخلها، فتدفق الإرهابيون إليها من مختلف الدول.. ويعتقدون أن البيئة في اليمن صارت مواتية لإسقاط الدولة وإحلال “إمارة” الشريعة الإسلامية.. محلها ومما أغرى الإرهابيين الأجانب للقدوم إلى اليمن للجهاد من أجل إقامة إمارة شريعتهم، هو النشاط العلني للقاعدة وأنصار الشريعة والتغطية الإعلامية لأنشطتهم اليومية.- نثق تماماً أن هؤلاء الإرهابيين لن يسقطوا الدولة،ولا يمكن أن تقام لهم “إمارة” في اليمن لأن مشروعهم أصلاً غير قابل للحياة،ولا للتطبيق على الأرض،ولو كانوا فالحين لأفلحوا في أماكن أخرى كالصومال، أو أفغانستان حيث كانت لهم “إمارة” طويلة عريضة فخربوها وشتتوا “شذر مذر”.ومع ذلك ينبغي الاعتراف أن هؤلاء الإرهابيين قد قويت شوكتهم في بلادنا، وهم يستخدمون هذه القوة لإحداث أكبر قدر من الخراب والدمار وسفك دماء الأبرياء..ولذلك فإن هذه القوة سوف تستغرق من الدولة جهداً ووقتاً طويلا للقضاء عليها، وهذا ما سوف يحدث في النهاية.خلال أيام قليلة مضت تمكن الإرهابيون من تنفيذ هجمات موجعة.. في المكلا والبيضاء وأبين خاصة، وبوتيرة أسرع وأقوى، وعدد من الهجمات في وقت واحد، أكثر مما كان يحدث خلال شهر من شهور السنة الماضية.. وخلال هذه الفترة تركزت عمليات الاغتيال والتفجير على الحرس الجمهوري والأمن المركزي، باعتبارهما العدو الرئيسي للإرهاب، ومن المؤسف أن ذلك يلقى استحساناً لدى حزب الإصلاح والذين يشغبون هنا وهناك حول الحرس الجمهوري والأمن المركزي، وفي رؤوسهم حبة سوداء، متناسين أن ما تقوم به هذه القوات مصلحة وطنية لهم منها نصيب.-وإلى حين تستقر الأوضاع في البلاد ويسود الوفاق بصورة نهائية، إلى أن يحين ذلك الوقت الذي ستبدأ فيه المنازلة النهائية مع الإرهابيين، يتعين على مختلف القوى المدنية،ويتعين على وحدات الجيش وفي مقدمتها الحرس الجمهوري والأمن المركزي، والوحدات الخاصة بمكافحة الإرهاب، أن ترينا خلال الأيام القليلة القادمة ما يذهب حزننا ويفرح قلوبنا.. أن تثار لشهدائنا العسكريين والمدنيين من هؤلاء الإرهابيين، فالقتل أشفى للقتل ولكم في القصاص حياة.إننا لا نطيق رؤية اخواننا يقتلون بسهولة.. إن الإرهابيين يستسهلون القتل، فاقطعوا عليهم الطريق،واجعلوا استهدافكم أمراً صعباً.