تلك هي الضريبة التي لابد من دفعها خاصة أن البعض أدخلني عنوة في دائرة محاصراً إياي بسهام علامات الاستفهام والتعجب،قاذفا شخصي بنيران الكلمات التصنيفية وعبارات التوبيخ التي لا أستحقها أبدا أبدا.والحقيقة أنني كنت مترددا أن أكتب عن هكذا موضوع، بيد أن التردد بدده أمران:أولهما:أن واقع اليوم الذي نعيشه ومقتضيات المستقبل الذي ننشده لن تتبين ملامحه وتتضح صورته, إلا بمزيد من التلاحم والصدق وزرع الثقة بيننا أكثر وأكثر إيمانا منا بالرأي الأخر، استماعا ونقاشا.ثانيهما: أنني تذكرت إن ما كنت أكتبه دائما وينشر على صفحات (الأيام) فكّْ الله أسرها..التي عودت كل متابع ومتأبط لها بأنها تنشر الرأي والرأي الآخربغية إظهار الحقيقة عكس ما يزعم (بعض) ناكري الجميل ممن كان لـ(الأيام) والأخوين (باشرا حيل) بصمة في ظهورهم وتقديمهم للآخرين،أعبر عن هذا الرأي والثقة والقناعة اللتين أكرمني فيهما رب العالمين،و ترسخا لدي وشغلتا حيزا اكبر من نفسي،وتلك هي إحدى نعم الباري الذي أحمده وأشكره آناء الليل وأطراف النهار.أقول ما كتبته وسأكتبه إن شاء الله مادام قلبا (هشام وتمام) سيتسعان لكل الآراء لم يكن ولا يمكن يكون في دائرة قرع الدف أو العزف على أوتار البحث عما لا أستحقه،لكن واجبي الديني والأخلاقي والوطني هو الذي يفرض علي ذلك،في وقت كنت أقراء وأسمع إلى من يصر على إدخال العزف والنشاز الهادف إلي نكء الجراح وإذكاء الفتنة الملعونة لزعزعة الأمن وتخشين النغم الناعم في سيمفونية الحب والوفاء ونسيان الماضي وتجاوز آثاره ومآسيه،فالتناصح أمر مهم في حياة المسلمين،والدين النصيحة ،كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام،والإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول(من واجب حقوق الله على العباد النصيحة بمبلغ جهودهم).وعلى هذا الأساس يجب ألا ننجر خلف متاهات الضلال،وخلف أولئك الذين أضلهم الله،فجعلوا أصابعهم في آذانهم كي لا يسمعوا النصيحة،ومن هذا المنطلق علينا أن نفهم أننا اليوم نمر بظروف استثنائية تفرض علينا توحيد الكلمة ورص الصف وتقديم أنفسنا للآخرين بأننا بالفعل أصحاب حق لن يضيع ما دمنا عليه واقفون.إذاً من حقنا أن نكتب حتى تجف أحبار الأقلام,لكن أحبار(الأيام) ثابتة وبحرها لا ينضب، ومن حقنا أن ننتقد بأسلوب حضاري مقدمين الحلول ومقترحين البدائل والمخارج,وبكذا أساليب يمكننا الانصهار في بوتقة واحدة تكون مخرجاتها لأبنائنا من بعدنا بمزيد من الخير والعزة والأمن والأمان والعدل والإخاء والمساواة أما ماعدا ذلك فو الله إنه حرث في البحر وزرع للشوك.
كلمة ..وكلام لـ (الأيام)
أخبار متعلقة