عدت بالأمس من مشاركتي في المسيرة الحاشدة التي نفذها أبناء محافظة أبين النازحون المنكوبون وانطلقت من عدن إلى مشارف عاصمتهم المنكوبة زنجبار لتوجيه رسائل احتجاجية غاضبة إلى الضمير الإنساني في الدولة وتحديداً إلى حكومة الوفاق الوطني ولجنة الشؤون العسكرية وإلى كل العالم ومن تعنيهم مأساة الأرض والإنسان في محافظة أبين التي سقطت بأيدي العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة في الـ 27 من مايو العام الماضي 2011م وصارت هذه الجماعات المسلحة ترتكب أبشع الجرائم بعد أن شردت جميع سكان زنجبار من منازلهم ودمرت ونهبت كل الأموال والممتلكات العامة والخاصة وأجهزت على البنى التحتية الخدمية بصورة شاملة لم يعرفها الإنسان في زنجبار، ولم يحدث مثل هذا الفعل الوحشي المريع في التاريخ اليمني المعاصر..وقد لفت انتباهي في مسيرة أبناء أبين- التي تطالب بسرعة حسم المعركة مع ما يسمون بـ (أنصار الشريعة) وتحرير زنجبار وأبين بالكامل من هؤلاء المارقين عن الدين والقيم والأخلاق والأعراف الإنسانية والرحمة - مشهد الجماهير الكبيرة لأبناء أبين وشارك معهم في مسيرة التحرير وفك الطريق العديد من أبناء عدن ويافع ولحج الضالع كما تقدم المسيرة عدد من المناضلين والقادة العسكريين الصناديد وعلى رأسهم اللواء المتقاعد علي ناصر هادي الدمبوع قائد اللواء 115 سابقاً وبعض مدراء العموم الغيورين من أبناء المحافظة أمثال د. الخضر السعيدي مدير مكتب الصحة و م. خالد الحميقاني مدير مكتب الأشغال والطرق وعدد من أعضاء اللجنة الدائمة وقيادات بالمؤتمر الشعبي العام وقيادات بالحزب الاشتراكي وأحزاب المعارضة وكان هناك حضور مشرف لنساء أبين اللاتي تحدين المعاناة واجتزن الخوف، ويحسب لعدد من المشايخ والأعيان مشاركتهم وتفاعلهم المتميز أمثال الشيخ شائع الداحوري والشيخ نائف جباري وكثيرين غيرهما أسهموا في الإعداد لمسيرة أبين..إن مرور ثمانية أشهر على كارثة أبين شيء لا يقبله العقل والمنطق ولا يشرف قيادة البلاد والعباد واعتقد أن أبناء أبين الذين دشنوا مسيرات الاحتجاج بالأمس سيواصلون التصعيد حتى تتجه الحكومة وتركز إلى تطهير أبين من خلال توفير الدعم والتعزيزات المتكاملة للوحدات العسكرية التي تخوض الحرب مع الإرهاب وفي مقدمتهم اللواء 25 ميكا الصامد بقيادة العميد الركن البطل محمد الصوملي الذي صمد صموداً أسطورياً واجترح مقاتلوه المغاوير أعظم المآثر البطولية التي كبدت الإرهابيين أكبر الخسائر في الأرواح والعتاد وبفضل صموده في وجه الحصار لـ 100 يوم أفشل المخطط الإرهابي المعد لاستهداف مدينة عدن الإستراتيجية كونه وقف حاجزاً أمام مطامعهم الجهنمية.بقي القول إنني هنا أشد على أيادي أبناء محافظة أبين بالمضي في مواصلة المسيرات للدخول إلى زنجبار وحمل السلاح مع إخوانهم العسكريين لقتال هؤلاء المجرمين الخوارج وطردهم من أرض أبين الأبية وأن لا ينتظروا من إرهابيين مجرمين الرحمة أو الإنسانية كونهم طوال ثمانية أشهر لم يفكروا للحظة واحدة بما اقترفوه من انتهاكات سافرة بتشريد كل مواطني زنجبار نساء وأطفالاً وشيوخاً من بيوتهم دون ذنب، ولا ينفع مع هؤلاء السفاحين الحوار والتفاوض بعد أن دمروا أبين الأرض والإنسان.
أبين .. مأساة الأرض والإنسان
أخبار متعلقة