افتتح ندوة التحديات الكبرى أمام حكومة الوفاق الوطني
صنعاء / سبأ : افتتح رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي بصنعاء أمس ندوة التحديات الكبرى أمام حكومة الوفاق الوطني المنعقدة في مركز المعلومات بمبنى مجلس النواب التي ينظمها مركز إنماء الشرق للتنمية الإنسانية بالتعاون مع منظمة «الشباب المستقل».وفي مستهل أعمال الندوة تحدث رئيس مجلس النواب .. مرحباً بكافة المشاركين في هذه الندوة .. متمنياً لأعمالها التوفيق والنجاح لتحقيق كامل الأهداف المرجوة منها .وأشار إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وخاصة المسائل المتعلقة بدور مجلس النواب لإنجازها خلال الفترات المحددة في المبادرة والآلية .وحث رئيس مجلس النواب كافة أعضاء المجلس على الاضطلاع بمسئوليتهم في تحقيق ما تضمنته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .. داعياً أعضاء المجلس من كتل الأحزاب والتنظيمات السياسية المتمثلة في مجلس النواب إلى الالتئام والالتحاق بزملائهم أعضاء المجلس من الكتل الأخرى للحضور وممارسة مهامهم الدستورية والقانونية وبما تتطلبه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ليتمكن المجلس مع السلطات الأخرى في الدولة من إنجاز المهام والواجبات ليسهم الجميع في إزالة أسباب الأزمة ومعالجة آثارها وتداعياتها والعمل بروح الفريق الوطني الواحد وجعل مصلحة اليمن في مقدمة على كل الاعتبارات والمصالح الذاتية والثانوية.عقب ذلك بدأت أعمال الندوة برئاسة رئيس لجنة الشئون الدستورية والقانونية بمجلس النواب علي عبد الله أبو حليقة ، حيث قدمت أوراق عمل من رئيسة مركز إنماء الشرق للتنمية الإنسانية زعفران علي المهنأ والناشط أحمد غيلان والناشطة الدكتورة نجيبة مطهر والناشط عبد الله السلمي والناشطة أحلام السياغي في إطار عنوان الندوة شملت محاور الأمن والاستقرار كقضية تحتل مركز الصدارة في أعمال كافة الجهات والشخصيات الوطنية والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.وتناولت أوراق العمل مسائل تتصل بالمشكلة الجنوبية ومشكلة صعدة وتعز وقضايا الإرهاب وتأثيراته على الحياة العامة في البلاد وفي مقدمة ذلك الأمن والاستقرار والسكينة العامة ومناخات التنمية المستدامة.وأثريت الندوة من قبل الحاضرين الذين مثلوا عدد من أعضاء مجلس النواب والجهات الرسمية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني بمداخلات وآراء قيمة وإيجابية بما يثرى أوراق العمل المقدمة إلى هذه الندوة.وحث المشاركون في ختام الندوة كافة منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والشباب على التعاطي الإيجابي مع مثل هذه الأنشطة التي من شأنها قراءة واقع البلد والإسهام في طرح المقترحات والرؤى التي تساعد في رسم سياسات الدولة وقواها السياسية لمعالجة مشاكل الوطن ورفع معاناة المواطنين.وحيا المشاركون جهود الأحزاب والقوى السياسية وعلى رأسها الفريق المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية والقيادات الوطنية للقاء المشترك وشركاؤه والمؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه التي أسهمت في إنجاح الخطوات العملية الأولى لتنفيذ التسوية السياسية والمتمثلة في « الدعوة للانتخابات الرئاسية المبكرة، تشكيل اللجنة العسكرية، تشكيل حكومة الوفاق الوطني ، وبدء العمل الميداني للجنة العسكرية وكذلك للحكومة بأداء القسم الدستوري وتكليف لجنة إعداد برنامج الحكومة».وثمن المشاركون كافة الجهود التي بذلتها القوى السياسية والأشقاء والأصدقاء للخروج باليمن من أزمته بسلام .. مؤكدين بذل المزيد من الجهود لإكمال المسيرة التي بدأت خطواتها العملية بتوقيع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح للمبادرة الخليجية وتوقيع القوى السياسية المعنية على الآلية التنفيذية للمبادرة.وأشادوا بما جاء في كلمتي المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الوفاق الوطني الأستاذ محمد سالم باسندوة في الاجتماع الأول الذي انعقد عقب أداء اليمين الدستورية .. مؤكدين أن مضامين الكلمتين يجب أن تكون محددات البرنامج النظري والأداء العملي لحكومة الوفاق الوطني.وأثنى المشاركون على رعاية رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي لافتتاح الجزء الثاني من الندوة بكلمة ضافية ومهمة، وأوصوا باعتبار الكلمة إحدى أوراق عمل الندوة.وبارك المشاركون في الندوة الجهود الميدانية للجنة الشؤون العسكرية في تعز .. داعيين كافة القوى والمواطنين والمنظمات إلى تقديم العون لها لتؤدي مهامها على أكمل وجه .كما دعوا كافة أطراف العمل السياسي إلى إدانة أي عمل إجرامي أو ممارسة غير مسئولة من قبل أي كان يمكنها أن تؤثر على الجهود الخيرة ومسار التسوية السياسية .. مشددين على حكومة الوفاق الوطني و كافة القوى السياسية بتوحيد الجهود في أعمال مكافحة الإرهاب وعدم استثمار جرائم الإرهاب في المناكفات والمزايدات السياسية .وحث المشاركون على الإسراع في تسهيل وإيصال المعونات للمواطنين المنكوبين بسبب أعمال القاعدة في أبين .. مطالبين كافة أعضاء حكومة الوفاق الوطني إلى التحلي بروح المسئولية والإخاء والمحبة والاستعداد للتضحية والحرص على تجنب كل ما من شأنه خلق المعوقات والعراقيل أمام مسيرة التسوية السياسية المعول عليها أن توقف الصراع وتحقق الانتقال السلمي للسلطة وتخفف معاناة المواطنين والخروج بالوطن من الأزمة ووضع اليمنيين أمام مشاريع إصلاحات تحقق التحول الديمقراطي والتنموي الشامل.وجدد المشاركون دعوتهم لأعضاء حكومة الوفاق الوطني وأحزاب اللقاء المشترك الذين دخلوا مع الحوثيين في مكون واحد اسمه «المجلس الوطني» إلى تقديم تصور واضح لمفردات ومشكلة صعده وكذلك تصورات لحلولها تحت سقف الثوابت الوطنية .كما دعا المشاركون حكومة الوفاق إلى اعتبار إعادة النازحين من أبناء صعده إحدى مفردات المشكلة وأيجاد حلول لها وكذا التعامل بمسؤولية مع كافة مفردات المشاكل الواقعة في المحافظات الجنوبية بما يستوعب هموم ومعانات ومطالب أبناء هذه المحافظات ويعمل على حلها تحت سقف الوحدة و الثوابت الوطنية وبما يضمن عدم بروز مثل هذه المشاكل التي تهدد الوحدة الوطنية مستقبلا.وطالب المشاركون كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمكونات الشبابية في الساحات وخارجها وكافة النخب السياسية والحقوقيين والمثقفين والباحثين إلى التواصل والتحاور والتشارك والتعاون في إعداد مشاريع الإصلاحات التي تشمل كافة مجالات الحياة ، وتسهم في تحقيق التحول الشامل وبناء الدولة المدنية الحديثة، ودعوة أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم إلى الدفع بكتلتهم البرلمانية لحضور جلسات مجلس النواب لاستكمال المهام المطلوبة منهم لتنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية و كذلك أداء مهامهم البرلمانية الأخرى.كما دعا المشاركون في الندوة حكومة الوفاق الوطني والأحزاب السياسية إلى حسن اختيار لجنة وشخصيات الحوار مع الشباب في الساحات وخارجها والتعامل معهم على أنهم أصحاب حق في الحضور والمشاركة وأن من الآليات والأساليب ما يتسق مع التطلعات والآمال النبيلة والمشروعة التي يحملونها، وأنهم ليسوا مجرد أدوات تستثمر وطاقات تستغل لتحقيق مآرب وأهداف لا علاقة لهم بها.وأوصى المشاركون حكومة الوفاق الوطني الأخذ بعين الاعتبار أهمية الإعلام والإسراع في وضع حد للتطرف الإعلامي والخطاب المتشنج الذي يؤجج الفتنة ويقلق المواطنين ويؤدي إلى تباعد الإطراف ودعوة جميع الأحزاب و المنظمات ومؤسسات الإعلام الحكومي إلى البدء في تبني خطاب إعلامي متوازن يساعد في التهدئة وتقريب وجهات النظر ويلتفت إلى قضايا التنمية بعمل إعلامي توعوي وليس تعبوياً.وأكد المشاركون أن الفعل السياسي الناضج والمسئول والمقبول من كل أطراف العمل السياسي ومن الشباب ومن كافة مكونات المجتمع هو دعم مسيرة التسوية ومؤازرة جهود الحكومة والاستعداد بمشاريع ناضجة يتم طرحها في مؤتمر الحوار الوطني .. و أن أي عمل يسير باتجاه غير اتجاه التهدئة والمصالحة والحوار والخروج الآمن من الأزمة والاحتكام لإرادة الجماهير لن يكون مقبولاً ولا شرعية له ولا شعبية ، وسيلقي بصاحبه ومن يؤازره ويشجع عليه في عزلة سياسية داخلية وخارجية ، ويضعه تحت طائلة السخط الشعبي والمساءلة القانونية.وأدان المشاركون دخول المسلحين وبقاءهم في مدينة تعز وأحيائها .. مطالبين بإعداد خطة أمنية تشارك فيها أجهزة الأمن والعقال والشخصيات الاجتماعية لتأمين تعز وتطهيرها من المجاميع المسلحة التي انسحبت من الشوارع واستأجرت شققاً وبيوتاً ومساكن.كما دعا المشاركون حكومة الوفاق الوطني إلى سرعة اتخاذ إجراءات عاجلة وصارمة لتوفير احتياجات المواطنين من المشتقات النفطية وخدمات الكهرباء وفتح وتأمين الطرقات.حضر الندوة عدد من أعضاء مجلس النواب وأمين عام المجلس عبدالله أحمد صوفان وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني.