ـ “إنها (أي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) تؤكد إيمانها الصادق بوحدة اليمن الطبيعية شمالاً وجنوباً وستعمل من جانبها جاهدة بالتشاور والمشاركة مع حكومة الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة في بحث السبل العملية لوصول إلى تحقيق هذا الهدف السامي.” هذه العبارة جزء من نص بيان إعلان الاستقلال الوطني الذي ألقاه الرئيس قحطان محمد الشعبي في المهرجان الجماهيري الضخم في عدن يوم الاستقلال 28 شعبان 1387هـ الموافق 30 نوفمبر 1967م.ـ “لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية..” كان هذا شعار كل مواطن يمني في جنوب الوطن قبل الوحدة المباركة إلا أن هناك من انحرف عن المبادئ التي وقع عليها في اتفاقية الوحدة فكانت الحرب المشؤومة عام (94) وازداد تذمر الناس واحتقانهم حتى وصلوا إلى المطالبة بالانفصال وفك الارتباط مع أنهم وحدويون حتى النخاع ويعلمون بأن العيب ليس في الوحدة كمبدأ نبيل بل في الطرف الذي تنصل عن تطبيق الأهداف التي قامت من أجلها هذه الوحدة المباركة.ـ يسجل المؤرخون أن أحداث شهر مارس 1956 كانت محطة مهمة في مسار الصراع بين تطلعات وأهداف القوى الوطنية في الجنوب اليمني المحتل من جهة وبين الأهداف والمخططات والمصالح الاستعمارية من جهة أخرى.ففي هذا الشهر شهدت مدينة عدن انتفاضة مارس الشهيرة على أثر ظهور الطبقة العاملة كقوة سياسية واجتماعية منظمة في نقابات حيث ارتفعت في تلك الانتفاضة ولأول مرة شعارات تطالب بالاستقلال الوطني الناجز والوحدة اليمنية.. الأمر الذي أثار قلقاً واسعاً في أوساط الإدارة الاستعمارية والكيانات السلاطينية حيث ارتبط الاستعمار البريطاني بمعاهدات صداقة وحماية مع حكام السلطنات والإمارات والمشيخات في الجنوب اليمني المحتل.ـ في 30 نوفمبر 1967 انتصرت ثورة 14 أكتوبر بتحقيق الاستقلال الوطني الناجز ورحيل الاستعمار وإنهاء الكيانات السلاطينية وتوحيدها في دولة واحدة حملت الهوية اليمنية لأول مرة،حيث تم تغيير اسم الجنوب العربي إلى اليمن الجنوبي عندما أطلق على اسم الدولة الجديدة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وبقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تم توحيد كل إمارات وسلطنات ومشيخات وجزر الجنوب العربي في دولة واحدة وقسمت الدولة إلى محافظات ومديريات ومراكز وعاصمتها مدينة عدن، وأصبحت الدولة الجديدة في اليمن الجنوبي تسيطر على جميع أراضي ما كان يسمى باتحاد الجنوب العربي وسلطنة حضرموت الكثيري وسلطنة حضرموت القعيطي وسلطنة المهرة وسقطرى شرقاً إلى باب المندب وجزيرة كمران غرباً ومهدت هذه الدولة لقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م بعد حوالي 22 عاماً من الجهود الوحدوية لإعادة توحيد شطري اليمن في دولة وطنية واحدة تجسيداً لأهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
|
تقارير
عبارات للتأمل في عيد الاستقلال
أخبار متعلقة