نجوم الزمن الجميل
الفنانة القديرة فاتن حمامة (27 مايو 1931)، ممثلة مصرية ملقبة بسيدة الشاشة العربية. تعتبر من قبل الكثيرين علامة بارزة في السينما العربية حيث عاصرت عقوداً طويلة من تطور السينما المصرية وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة في السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940. في عام 1996 أثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها تم اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلماً من أحسن ما أنتجته السينما المصرية، وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفي عام 2000 منحت جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين، كما منحت وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001.صاحب عودتها للعمل الفني بعد غياب طويل ضجة إعلامية، حيث شاركت عام 2000 في المسلسل التلفزيوني (وجه القمر) الذي عرض على 24 قناة فضائية ومحطة تلفزيونية عربية والذي انتقدت فيه العديد من السلبيات بالمجتمع المصري من خلال تجسيدها شخصية مذيعة كبيرة بالتليفزيون وكان في المسلسل تعاطف مع الانتفاضة الفلسطينية عبر مشاهدة أبطال المسلسل للأحداث على أرض فلسطين إلى شاشات التلفزيون وتأييدها، خصوصاً عبر تعليقات المذيعة ابتسام البستاني (التي تقوم بتأدية دورها) حول الانتفاضة وتجار السلاح، وكان سبب الضجة الإعلامية إقامة مؤلفة العمل ماجدة خير الله دعوى قضائية ضد الشركة المنتجة للمسلسل بدعوى إن المسلسل أصابه التشويه من كثرة الحذف والإضافة في النص من قبل بطلته التي وحسب المؤلفة كانت تتدخل في عمل المخرج سواء باختيار النجوم أو في عملية المونتاج، ولكن برغم هذه الضجة تم اختيار حمامة كأحسن ممثلة ومسلسل (وجه القمر) كأحسن مسلسل.وفي عام 2007، اختارت لجنة السينما للمجلس الأعلى للثقافة في القاهرة ثمانية من الأفلام التي ظهرت فيها فاتن حمامة ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.ولدت فاتن أحمد حمامة في 27 مايو 1931 في المنصورة عاصمة الدقهلية في مصر- حسب سجلها المدني- لكنها وحسب تصريحاتها ولدت في حي عابدين في القاهرة، وكان والدها موظفا في وزارة التعليم. بدأ ولعها بعالم السينما في سن مبكرة عندما في السادسة من عمرها عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض في مدينتها وكانت الممثلة آسيا داغر تلعب دور البطولة في الفيلم المعروض، -وعندما بدأ جميع من في الصالة بالتصفيق لآسيا داغر واستناداً إلى فاتن حمامة فإنها قالت لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها ومنذ ذلك اليوم بدأ ولعها بعالم السينما.وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم (يوم سعيد) (1940)، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاهالمخرج نفسه امرة ثانية لتمثل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم (رصاصة في القلب) (1944)، ومع فيلمها الثالث (دنيا) (1946) استطاعت إنشاء موضع قدم لها في السينما المصرية وانتقلت العائلة إلى القاهرة تشجيعاً منها للفنانة الناشئة ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل عام 1946.[c1]فاتن حمامة ويوسف وهبي[/c]لاحظ يوسف وهبي موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم (ملاك الرحمة) (1946)، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة في حياتها وهي الميلودراما وكان عمرها آنذاك 15 سنة فقط وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها، واشتركت مرة أخرى في التمثيل إلى جانب يوسف وهبي في فيلم (كرسي الاعتراف) (1949)، وفي السنة نفسها قامت بدور البطولة في الفيلمين (اليتيمتين) و(ست البيت) (1949)، وحققت هذه الأفلام نجاحا عاليا على صعيد شباك التذاكر.وكانت الخمسينيات بداية ما سمي بالعصر الذهبي للسينما المصرية، وكان التوجه العام في ذلك الوقت نحو الواقعية وخاصة على يد المخرج صلاح أبو سيف. قامت بدور البطولة في فيلم (لك يوم يا ظالم) (1952) الذي اعتبر من أوائل الأفلام الواقعية واشترك هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي. وكذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج يوسف شاهين (بابا أمين) (1950) ثم في فيلم صراع في الوادي (1954) الذي كان منافسا رئيسياً في مهرجان كان السينمائي. كذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج كمال الشيخ (المنزل رقم 13) الذي يعتبر من أوائل أفلام اللغز أو الغموض. في عام 1963 حصلت على جائزة أحسن ممثلة في الفيلم السياسي (لا وقت للحب) (1963).وفي عام 1947 تزوجت من المخرج عزالدين ذوالفقار أثناء تصوير فيلم أبو زيد الهلالي (1947)، وأسسا معاً شركة إنتاج سينمائية قامت بإنتاج فيلم موعد مع الحياة (1954) (وكان هذا الفيلم سبب إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها). وظلّت منذ ذلك اليوم وإلى حد آخر أعمالها وجه القمر (2000) صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات. انتهت العلاقة مع ذو الفقار بالطلاق عام 1954 وتزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف.[c1]فاتن حمامة وعمر الشريف[/c]ترجع قصة لقائها بالشريف الذي كان اسمه آنذاك ميشيل شلهوب إلى اعتراضها على مشاركة شكري سرحان البطولة معها في فيلم يوسف شاهين (صراع في الوادي) وقام شاهين بعرض الدور على صديقه وزميل دراسته عمر الشريف حيث كان الشريف زميل دراسته بكلية فيكتوريا بالإسكندرية، وكان عمر الشريف في ذلك الوقت قد تخرج من الكلية ويعمل في شركات والده بتجارة الخشب فوافقت على الممثل الشاب، وأثناء تصوير هذا الفيلم حدث الطلاق بينها وزوجها عز الدين ذو الفقار. وقد كانت مشهورة برفضها أي مشهد أو لقطة فيها قبلة ولكن سيناريو الفيلم (صراع في الوادي) كان يحتوي على قبلة بين البطلين، ووسط دهشة الجميع وافقت على اللقطة. بعد الفيلم أشهر عمر الشريف إسلامه وتزوج منها واستمر زواجهما إلى عام 1974.استنادا إليها في أحد المقابلات الصحفية فإن علاقتها بذو الفقار تدهورت لأنها اكتشفت أن علاقتها معه كانت علاقة تلميذة مبهورة بحب الفن وانجذبت لأستاذ كبير يكبرها بأعوام عديدة. واستناداً إليها فإنها كانت سعيدة مع الشريف وكانت تعيش في حلم لا تريده أن ينتهي، ولكن الشائعات من جهة وكونها -على لسانها- كانت (شديدة الغيرة عليه) استحال استمرار الزواج.[c1]فاتن حمامة وجمال عبد الناصر[/c]استناداً إلى مقابلة صحفية لها مع خالد فؤاد فإنها غادرت مصر من عام 1966 إلى 1971 م لضغوط سياسية تعرضت لها، حيث كانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن، وكان السبب الرئيسي حد قولها (ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل، وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية)، وقد تعرضت إلى مضايقات من المخابرات المصرية حيث طلبوا منها (التعاون معهم) ولكنها امتنعت عن التعاون بناء على نصيحة من صديقها حلمي حليم (الذي كان ضيفهم الدائم في السجون)، ولكن امتناعها عن التعاون أدى بالسلطات إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد تخطيط طويل.أثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بأنها (ثروة قومية) وكان عبد الناصر قد منحها وساماً فخرياً في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاة عبدالناصر، وعند عودتها تحديداً بدأت بتجسيد شخصيات نسائية ذات طابع نقدي وتحمل رموزاً ديمقراطية كما حدث في فيلم (إمبراطورية ميم) (1972)، وحصلت عند عرض ذلك الفيلم في مهرجان موسكو على جائزة تقديرية من اتحاد النساء السوفيتي وكان فتلا التالي (أريد حلاً) (1975) نقداً لاذعاً لقوانين الزواج الطلاق في مصر. وبعد الفيلم قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن، وبالتالي سمحت بالخلع.[c1]دورها في السينما العربية[/c]رشح فيلم (دعاء الكروان) لجائزة أحسن فيلم في مهرجان برلين الدولي.عندما بدأت مشوارها في السينما المصرية كان النمط السائد للتعبير عن الشخصية النسائية للمرأة المصرية في الأفلام تمشي على وتيرة واحدة، حيث كانت المرأة في أفلام ذلك الوقت إما برجوازية غير واقعية تمضي معظم وقتها في نوادي الطبقات الراقية و إما تطارد الرجال أو العكس، وأيضاً كانت هناك نزعة على تمثيل المرأة كسلعة جسدية لإضافة طابع الإغراء لأفلام ذلك الوقت، وكانت معظم الممثلات في ذلك الوقت يجدن الغناء أو الرقص.قبل مرحلة الخمسينيات ظهرت في 30 فيلما وكان المخرجون يسندون لها دور الفتاة المسكينة البريئة، ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات. حيث بدأت في الخمسينيات نتيجة التوجه العام في السينما المصرية نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع ففي فيلم (صراع في الوادي) (1954) جسدت شخصية مختلفة لابنة الباشا فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثري وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء والمسحوقين وقامت بمساندتهم، وفي فيلم (الأستاذة فاطمة) (1952) مثلت دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن بأن للنساء دوراً يوازي دور الرجال في المجتمع،وفي فيلم (إمبراطورية ميم) (1972) مثلت دور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب، وفي فيلم (أريد حلاً) (1975) جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفي عام 1988 قدمت مع المخرج خيري بشارة فيلم (يوم حلو يوم مر) ولعبت فيه دور أرملة في عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباء ثقيلة جداً دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو لتمسح ذاكرة اليوم المر.ويرى معظم النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفني مع فيلم (دعاء الكروان) (1959) الذي اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية وكانت مستندة إلى رواية لعميد الأدب العربي طه حسين، وكانت الشخصية التي قامت بتجسيدها معقدة جداً من الناحية النفسية، ومن هذا الفيلم بدأت بانتقاء أدوارها بعناية فتليا هذا الفيلم فيلم (نهر الحب) (1960) الذي كان مستنداً إلى رواية ليو تولستوي الشهيرة (آنا كارنينا) وفيلم (لا تطفئ الشمس) (1961) عن رواية إحسان عبد القدوس وفيلم (لا وقت للحب) (1963) عن رواية يوسف إدريس.[c1]الجوائز التقديرية[/c]-أحسن ممثلة لسنوات عديدة -شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999 -جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين عام 2000 -وسام الأرز من لبنان (1953 - 2001) -وسام الكفاءة الفكرية من المغرب -الجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001 -ميدالية الشرف من قبل جمال عبد الناصر -ميدالية الشرف من قبل محمد أنور السادات -ميدالية الاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثاني بن محمد -ميدالية الشرف من قبل إميل لحود -وسام المرأة العربية من قبل رفيق الحريري -جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين عام 2000 -عضوة في لجنة التحكيم في مهرجانات موسكو وكان والقاهرة والمغرب والبندقية وطهران والإسكندرية وجاكرتا. [c1]الأفلام [/c]لها ما يقارب 94 فيلماً، بدأت أولها بفيلم يوم سعيد عام 1940، وآخرها أرض الأحلام. وقد عملت مع معظم رواد الإخراج في مصر.[c1]المسلسلات[/c]ضمير أبلة حكمت، أنتج عام 1991، لعبت فيه دور (حكمت). وجه القمر، أنتج عام 2000، لعبت فيه دور (أبتسام البستاني).