اعذروني
ما تزال نظرة بعض الناس قاصرة نحو المعاق ومازال البعض يعتقد أن المعاق عنصر غير نشيط في المجتمع وينبذون فكرة أن يأخذ مكانه الطبيعي مثله مثل غيره في الدراسة أو العمل أو أن يعتلي أحد المناصب ولا يجدون فيه الكفاءة حتى في أن يتسلم زمام أمر إدارة صغيرة ، ولا يحترمون محاولته لتقديم شيء لنفسه ، كما أن الغالبية لا يحاولون مساعدته وتقدير صدقه وإن فعلوا فغالبا لن يستمروا.من الملاحظ كثيرا ما يهمش المعاقون في الأسرة وفي المجتمع ككل ويهضمون سواء في دراستهم أو في عملهم .. رغم أن العالم الآن وضع لهم مساحة في جدول اهتماماته ووجهت بعض المنظمات الدولية بأن يؤخذوا بعين الاعتبار وتقدير ذواتهم وتخصيص عدد من البرامج لدعم الجمعيات والجهات المهتمة بهم حتى تؤهلهم وتكيفهم بحسب قدراتهم ليكونوا فاعلين في مجتمعهم مثلهم مثل الأسوياء . ورغم أن المعاق دخل في اهتمام الأجندات العالمية لكنه لم يملأ عين الأجندات المحلية في مجتمعه، فنجد البعض يتصرف نحوه بطرق مستفزة وجارحة قد يظنونها سهلة الوقع عليه ولكنها تنهال عليه كالسهام القاتلة التي قد تضرب فيه روح المبادرة في التصالح والتعامل مع المجتمع بشكل طبيعي ، وتجعله ينغلق وينكفئ على نفسه ، على اعتبار أن المعاق إنسان يحمل مشاعر شفافة تخلق لديه رادارا يلتقط كل ما يؤثر في نفسيته وذاته بسبب الإعاقة. إن كثيرا من الناس ما يزالون ينظرون إليه نظرة قاصرة تشمل عدم قدرته على العمل والإبداع وخدمة المجتمع بقدر استطاعته. من المؤسف أن المجتمع شبه رافض أمر عمله فهاهو المعاق لا يحصل على نسبة التوظيف (5 %) في بلادنا التي بالكاد تم حصرها بدرجات الدبلوم والبكلاريوس ، مع أن مواثيق الأمم المتحدة أقرت أحقية المعاق في العمل والتوظيف منذ العام 1990م ولو بالدرجات الدنيا.ومن يسأل ويتتبع أخبار العامل المعاق يجده مهضوما مهنياً في معظم مرافق العمل الحكومي ، و يمكن عدهم بالأصابع .ذات يوم تحدثت مع صديق كفيف فقال: لماذا أنت تعمل وأنا لا؟ قلت له لماذا لا تقدم في اقرب مرفق حكومي ولو حتى لوظيفة عامل بدالة على الهاتف . فذهب .. ثم التقيته مرة أخرى تبدو عليه ملامح الإحباط والخيبة ، قلت له : كيف سارت أمورك ؟ فكان جوابه أنه تعرض للشتم والرفض والسخرية .. ورغم إصراره على أحقيته بالعمل ومحاولته مرة ثانية وثالثة فإنه دائماً يقابل بالرفض !!وختاما اترك لك سؤالاً أيها القارئ: هل ترى أن المعاق لا يصلح للعمل ؟!