يقول الله في محكم كتابه: (وبشر الصابرين، الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) ويقول تعالى: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين) (صدق الله العظيم).ولهذا فالصبر يؤدي دائماً إلى النصر حسب وعد الله، والله لايخلف وعده، ومن يقلب صفحات تاريخ الرئيس علي عبدالله صالح سيجده دائماً ما يميل إلى الصبر وبالتالي يكون النصر حليفه ومن ورائه شعبه بإذن الله، فالرئيس منذ اعتلائه سدة الحكم بمنطق الصبر سلاحاً لايمكن هزيمته، والمواقف الدالة على ذلك كثيرة، فغالباً ما واجه الرئيس أزمات حادة كادت أن تودي بحياته أو تعصف بالوطن، ولكنه دائماً كان يشهر السلاح الذي يمتلكه وهو الصبر الذي يذلل كل العقبات والصعاب في طريقه لقيادة اليمن إلى بر الأمان.وإضافة إلى ذلك السلاح اتخذ سلاحاً آخر عزز به صبره وهو العفو، وللقارئ أن يقلب ما يشاء في صفحات الرئيس، فسيجد أن الرئيس لم يتخذ يوماً شعار الانتقام، فهذا شعار الجبناء الانقلابيين بل إن هذه صفة لاتتواءم مع سجاياه السمحة فهو كريم وليس من عادة الكرام الانتقام.لقد حدثت أزمات عدة في عهد الرئيس صالح ولولا صبره وعفوه لكنا ومازلنا نعيش العقلية الانقلابية التي يحملها من يسمون أنفسهم اليوم ثوار مع ان الحقيقة أنهم انقلابيون متمردون على الشرعية الدستورية، بل إن معظم هؤلاء المارقين نموا وترعرعوا في عهده واستفادوا من صبره وعفوه (ولهفوا) الكثير والكثير من ثروات هذه الأمة مستغلين صبر هذا الرجل وعفوه حفاظاً على اليمن وأهله ولكي يدفن فتنة هؤلاء في مهدها كي لايحترق الشعب بنارهم، وبدلاً من أن نختار المواجهة مع هؤلاء وتجنباً للحريق الذي قد يشعلونه في الوطن وأهله، اختار ان يصنع الإنسان اليمني الذي يعي حقوقه ويستطيع انتزاعها منهم، وهو ما يحصل اليوم فالإنسان اليمني اليوم يعي تماماً من أفسد في البلاد وعربد على حساب الشعب ومهما حاولوا الاختباء أو التستر خلف أية تسميات أو تقمص الدين فإن الشعب يعرفهم.ونحن نقول للرئيس إن كانت الظروف الأمنية أو السياسية قد أجبرتك على غض الطرف عن هؤلاء في حين أنهم يعيثون فساداً في البلاد والعباد، فلم تعد الظروف نفسها ولم يعد مطلوباً منك أن تتحلى بالصبر والعفو كما فعلت مع من حاولوا الانقلاب عليك عدة مرات، وكما فعلت أيضاً مع من خربوا في المناطق الوسطى وكما فعلت أيضاً مع شخصيات أخرى منها العميل ومنها المخرب، ولانريد منك أيضاً أن تفعل كما فعلت مع من حاولوا الانفصال ولا كما فعلت مع الحوثيين حين اتبعت الصبر بالعفو، فاليمنيون لم يعودوا قادرين على تحمل قتل أبنائهم بسبب هذه العصابات ثم العفو عنهم، فكما أننا نقدر هذه المميزات فيك ونلتمس لك العذر في عفوك عنهم بسبب ظروف خارجة عن إرادتك، فإننا اليوم اصبحنا نعي حقوقنا وقادرين على الدفاع عنها وأنت في وضع اليوم غير الوضع الذي كنت فيه بالأمس، فأنت منتخب من ملايين الشعب وهم من سيدافعون عنك ويحافظون على خيارهم في انتخابك رئيساً للبلاد وزعيماً لهذا الشعب.إن الشعب اليمني اليوم في حالة بلغ فيها السيل الزبى بسبب هذه العصابة، ويتابع كل خطوة تتخذها ويرقب ردود فعل هذه العصابة الانقلابية، فلقد طلبوا في البداية مراجعة كشوف الناخبين وعندما وافقت على ذلك طالبوا بتعديل قانون الانتخابات وعندما وافقت صعدوا من مطالبهم ليطالبوا بالرحيل عكس إرادة الشعب خارجين عن الديمقراطية التي اختارها الشعب أسلوباً حضارياً لحكم الشعب نفسه بنفسه والتداول السلمي للسلطة، محاكين في مطلبهم هذا دولاً وشعوباً أخرى شقيقة تختلف عنا نهجاً وسلوكاً في الحكم والسياسة، وحتى عندما أعلنت المبادرة في المدينة الرياضية التي تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون من صلاحياتها تعديل قانون الانتخابات وتقاسم لجنة الانتخابات والعمل على إجراء انتخابات سريعة متنازلاً بذلك عن حقك الشرعي في البقاء في الحكم حتى 2013م، مع هذا كله فهم يرفضون أي مبادرة للخروج بالوطن من هذه الأزمة الطاحنة، وليس هذا وحسب بل إنهم دأبوا على افتعال الأزمات وإشعال الحرائق في كل ربوع الوطن، والخاسر نتيجة لأفعالهم تلك هو الوطن الذي تستنزف ثرواته ويقتل أبناؤه.نعم أنا على ثقة بأن صبر الرئيس وحلمه سيكون حليفهما النصر في النهاية خصوصاً مع تلكؤ المشترك، فالرئيس لا يزال صابراً حليماً حتى بعد أن استهدف في شخصه وكاد يخسر حياته لولا لطف الله.نعم الصبر والحلم ميزتان تحسبان للرئيس لا عليه، خصوصاً مع توفر القدرة على إلحاق الضرر بالخصم، وأنا أقول هنا ان المبادرة الأخيرة للرئيس التي جاءت بصدور قرار جمهوري بتفويض الفريق المناضل عبدربه منصور هادي نائب الرئيس بالحوار مع (المشترك) حول تنفيذ المبادرة الخليجية والتوقيع عليها تحت اشراف اقليمي ودولي، جاءت لتدق آخر مسمار في نعش (المشترك) فلم يبق لهم لكي ينقشع الضباب عن حقيقتهم الفاضحة، إلا هذه المبادرة وأظن انهم لو رفضوها سيضعون أنفسهم في مواجهة الشعب اليمني الذي سيهب للاقتصاص منهم، ولن يكون مطلوباً من الرئيس الصبر والعفو، فالقرار ساعتها سيكون للشعب اليمني الذي سيعجز الصبر عن صبره وسيقرر أن يدفن فتنة هذه العصابة إلى الأبد.
|
تقارير
آخر مسمار في نعش (المشترك)
أخبار متعلقة