• كلنا ينتظر ما سيسفر عنه الانتظام المدرسي وعودة أبنائنا إلى مدارسهم التي ظلوا محرومين منها معظم فترات الموسم الماضي، مع أن وزارة التربية والتعليم طالعتنا بتأكيدات غريبة عن نجاح الموسم معللة ذلك بنجاح امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية، وكأن الوزارة لا هم لها سوى الامتحانات، مع أن الاختبارات هي نتيجة لمحصلة عام دراسي ذهب هدرا، فمن أين يأتي النجاح يا وزارة التربية والتعليم؟ هل في النتائج التي استعصى الإفصاح عنها حتى تم إعلانها قبيل الدخول المدرسي بيومين فقط؟ مع أن نتيجتها معروفة سلفا بأنها قد تساوي للأسف بين المجتهدين وأولئك الذين ظلوا بعيدا عن مدارسهم! فمعيار التفوق العلمي مفقود في العام المنصرم.. وأتمنى أن يستعد الجميع للانتظام المدرسي الذي يصادف اليوم السابع عشر من سبتمبر، ونحتاج لتصعيد حقيقي من اجل أن يلتحق أولادنا بمدارسهم، مع حاجتنا الماسة لان يستعيد المعلمون ضميرهم المهني ويعودوا أيضا إلى مدارسهم. • بالتوازي مع الانتظام المدرسي وفي نفس اليوم تشرع الجامعات أبوابها أمام طلابها الذين فقدوا الكثير في العام الفائت، وأُرغموا عنوة على عدم دخول الحرم الجامعي، وقد كانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أكثر حرصا على طلابها، ولم تدفن رأسها في الرمل لتخرج إلينا بتصريح يقول: إن العام الجامعي كان ناجحا، بل على العكس استنبطت من الأزمة دروسا وعبرا كثيرة، أهمها أنها أوجدت هذا العام ثلاثة فصول دراسية، بمعنى أنها اعترفت بان النصف الثاني من العام الماضي ضاع بسبب أصحاب العقول المريضة التي لم تجد سبيلا للتغيير سوى غلق بوابة التغيير الحقيقية والمتمثلة في الجامعة.! فهل تصغي قيادة الفرقة لنداءات الدكتور صالح باصرة بإخلائهم لحرم جامعة صنعاء؟ وكم كان شجاعا كعادته وهو يتحدى أي جهة تثبت عسكرة الجامعات باستثناء سيطرة الفرقة على جامعة صنعاء..!! فهل نشهد تصعيد التغيير الحقيقي والمتمثل بطرد أعداء العلم من مواقع التغيير والتعمير التي تبني الأذهان وتخلق الأفكار؟!. • بالمقابل مع العلم الذي ننشده لوطننا، هناك الأمن الذي خلفناه وراء ظهورنا منذ فبراير الماضي!، واستبدلنا به نقيضه حتى سقطت أبين وشرد أهلها وأضحوا لاجئين في وطنهم. !وقد كانت غصة دامت ما يربو على ثلاثة أشهر حتى انتفض أبطال اللواء 25ميكا من الحصار بقيادة العميد محمد عبد الله الصوملي، ليخلقوا تصعيدا بطوليا أسعدنا جميعا بدحرهم للقوى الإرهابية..لكن الغريب أن الذين شككوا في الأمس بوجود القاعدة؟والذين قالوا: إنها سراب !وإنها ليست سوى فزاعة للنظام،! لم يخجلوا اليوم وبدؤوا يهرولون راكبين موجة الانتصار، كما ركبوا موجة تغيير الشباب، فأين حمرة الخجل يا هؤلاء؟ ألا تستحون؟ ! لو ظللتم ساكتين لكان انفع لكم! ولن نستغرب فالقاضي الهتاّر الذي لم يرتفع اسمه إلا ببطولاته في محاورة القاعديين، ها هو اليوم ينكر شيئاً اسمه قاعدة فكيف سيصدقكم الناس بعد هذا؟. • كُلنا بحاجة لان نصعد من لهجة السلام، وان نجعل من تفويض الأخ الرئيس لنائبه البوابة الحقيقية للخروج من نفق الأزمة السياسية الحالية، فالخطوة كبيرة وتنم عن الوطنية التي يتمتع بها الأخ الرئيس، فهل ينتهي بقية الفرقاء عن الرفض المبني على الرفض فقطن وغير المستند إلى مطالب الناس الواقعية التي تريد الأمن وتوفير لقمة العيش واستمرار التعليم وتوفير الخدمات الأساسية، ولا شيء دون ذلك. • التصعيد الحقيقي الذي يرفع الرأس هو ما قامت به تركيا، التي أعادت الاعتبار لكل ما هو إسلامي، وليس تصعيدنا المبني على القتل والترويع ومنع التعليم، ليت الأنظمة العربية مع معارضيها يتعلمون ولو قليلا من تركيا! ليت من سموا أنفسهم بـ (ثوار الربيع العربي) المبني على أفكار اليهودي(ليفني) الذي زرع الفتن في وطننا العربي باسم التغيير وظهر مع التونسيين والمصريين والليبيين! وحجبه عن وطنه إسرائيل وعن أمته اليهودية الصهيونية،ولو كان خيرا ما منعه عن أهل ملته!، فهل نحن مع تصعيد (رجب اردوجان) على إسرائيل؟ أم مازلنا مع تصعيد الخبيث (ليفني) على المسلمين؟؟. • بالمقابل نعم التصعيد ما يقوم به الإخوة في فلسطين لكي يعترف المجتمع الدولي بدولتهم وعاصمتها القدس الشريف، بقرارهم الشجاع الذهاب بالقضية لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والعجيب أن قوى التغيير الجدد نسوا تماماً شيئاً اسمه فلسطين،! فاختفت صور (المسجد الأقصى) ورفعت صور (جيفارا)،! ولم يعد فيهم من ينادي بمحاكمة (النتن ياهو)، بل نصبوا المشانق لإخوتهم،وتفرغوا لمحاكمة شعوبهم! ولم يساند احد منهم ولو بالكلام تصعيد فلسطين لإقامة دولتها،فنعم التصعيد ذاك وبئس التصعيد ما نحن فيه. • نسينا سبتمبر باكورة شهور ثورتنا، وتفرغنا لما يشغلنا، إن التغيير الحقيقي يتمثل في استكمال أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ففيهما يكون التصعيد الصحيح،! لا أن نلغي ثورتينا لنخلق (ثورة) بنيت من أولها على دعم الفاسدين والاستنجاد بهم، مع أنهم هم من يجب أن يثار عليهم، وان يثأر منهم، لأنهم لو كانوا صالحين لنصحوا في السنين الماضية، لا بعد أن ملئت بطونهم، استفاقوا ليصبحوا مصلحين وليس صالحين فقط،مع أن ذلك ليس على الله بعزيز،ولكنهم لو كانوا صالحين فعلا لظهر ذلك في إصلاح ذات البين، لا بأن يهدموا المعبد على من فيه!. • إخوتنا في الصومال لهم الله فهم يحتاجون لتصعيد كبير يقود إلى انتشالهم مما هم فيه من مجاعة قاتلة، ما كانت ستأتي لولا تفكك شملهم، واستقواء بعضهم على بعض حتى أصبحت الصومال أثرا بعد عين، وللأسف أن البعض يخوفنا بأن نصبح صومالا آخر، وكأنه معجب بحالها، لقد كان كلام الأستاذ علي حسن الخولاني في إذاعة الجزائر الدولية غاية في الأهمية، عندما تطرق هذا الأسبوع لأهمية مساعدة الصومال كونها ممراً مهماً للملاحة الدولية، وكون موقعها يؤثر في اليمن والمنطقة والعالم، فالصومال لا تحتاج فقط لتصعيد غذائي، بل تحتاج لتكاتف أغنياء العرب لمساعدتهم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، فهم بذلك يساعدون أنفسهم لان زيادة خرابهم (الصوماليين)، بداية خرابنا جميعا. [c1] باحث دكتوراه بالجزائر[email protected][/c]
تصعيد حميد في سبتمبر
أخبار متعلقة