الإعاقة أياً كان نوعها هي قضية إنسانية ينبغي النظر إليها والاهتمام بها مثلها مثل أي قضية أخرى.(في بيتنا معاق).. هذه الكلمة قد تجرح الكثيرين ويتحسس منها الكثير ويعتبرونها عار عليهم إذا جاء في بيتهم ولداً معاق أو متخلف عقلياً ويفكرون ملياً قبل اتخاذ أي خطوة أو تدابير في كيفية معالجة هذا الأمر الذي قلة من تتقبله والأغلبية من ترفضه ولا تستطيع التكيف والتأقلم معه ويظل علامة سوداء في تاريخهم الأسري ويبدأو في التفكير بكلام الناس وتقبلهم له..كنت قد سمعت بأن فلان طلق زوجته لأنها حملت منه بطفلاً معاق فلا أعلم ما ذنب هذا الطفل والأم في ما أختاره الله لهم وكيف يحكم هذا الشخص لروح بالموت قبل أن تولد لمجرد رفضه أن يكون له أبن معاق وطالب بإجهاضه. فالأسلم أن يكون له ولد معاق يكسب به أجراً في دنياه قبل آخرته ولا أن يكون لديه ولداً عاق يدعي عليه في دنياه وآخرته.فهل ذهبت الإنسانية عند البعض وتناسى هؤلاء أن الله ابتلاهم ويمتحن صبرهم وتقبلهم لقضاه فكيف نرفض المعاق بعالمنا وهو جزء من هذا العالم وله حق فيه, كيف نتبرأ منه وهو له حق فينا وكيف نتجاهل وجوده وهو يعيش معنا ويتنفس مثلنا..هناك العديد من الوسائل التي يجب أن نتبعها لتقبل المعاق بحياتنا وتجعلنا سعيدين بتعاملنا معهم أولها الرضا في ما أختاره الله ومن ثم محاولة معرفة نوع الإعاقة وكيفية التعامل معها ولنحاول أن نكون إيجابيين في تقبله بيننا. فربما يكون هذا الطفل معاقاً ومتخلفاً في عقله ولكنه من الممكن أن يتميز بأشياء وصفات أخرى تغنيه وتجعله يتفوق عن غيره, ومع مساعدته وإشراكه في المجتمع ومد يد العون له يستطيع أن يكون فعال ويحقق كل ما يرغب به فهو لا يحتاج سوى إتاحة الفرصة له لإثبات نفسه وسط مجتمعه.وعلى الأهل ألا يجعلوا الطفل يشعر أنه عالة عليهم أو أن هناك فرق بينه وبين أخوة الآخرين أو يحرصون عليه بألا يندمج مع غيره ويجعلونه حبيس المنزل ما يسبب له ضغوط نفسية وخوف وقلق, وعليهم أن يدركوا جيداً أن ردود أفعالهم حول أبناءهم لها دور كبير في حياتهم سواء بالإيجاب أو السلب ويلعب الترابط الأسري أيضاً دور مع هؤلاء المعاقين فشعورهم بالانتماء والتعاطف من قبل أهاليهم تجعلهم يشعرون بالراحة النفسية مما يعطيهم ذلك نمواً سليماً بعيداً عن الاضطرابات والضغوط التي تتعرض لها بعض الأسر.
في بيتنا معاق
أخبار متعلقة