صنعاء / نبأ نيوز : أثارت عملية التجنيد الواسعة التي قام بها اللواء المنشق علي محسن الاحمر قائد الفرقة الاولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية القريب من الجماعات الجهادية والدينية المتشددة مؤخرا وضمت المئات من طلاب جامعة الإيمان التي يرأسها رجل الدين عبدالمجيد الزنداني ليلحقها خلال الشهرين الماضيين بآلاف من المجندين معظمهم من صغار السن اهتمامات خبراء ومراقبين بأبعادها المختلفة داخل اليمن وخارجه.. خصوصا وان لدى اللواء قوات متضخمة انشق بها.الحديث عن تحضيرات ذلك من قبل الجنرال المنشق في إطار مساعي تفجير الأوضاع الأمنية والعسكرية على نطاق واسع ، لم يعد حديثا ذا جدوى حاليا كونه بات مؤكدا وواقعا ملموسا بعد انتكاسات سياسية ممزوجة بحرب غير معلنة لإسقاط الدولة، انطلقت كلها من مركز قيادة اللواء الأحمر بفعل مسلح وممنهج وبخارطة موسعة ذات بعد عسكري في أكثر من منطقة منذ عدة شهور وبغطاء قبلي مليشياتي حزبي جهادي متطرف بمسمى حماية ومناصرة الثورة ، وجهها صوب الجيش الوطني بمعسكراته وثكناته للاستيلاء عليها ولإضعافه وتفكيك مؤسسات الدولة ، واستبقها بمحاولة اغتيال كبار قياداتها السياسية وتصفيتهم جماعيا في يونيو الماضي.لكن الحديث الآن أعاد إلى الواجهة ما نبه إليه خبراء قبل عديد سنوات من خطورة تكريس اللواء علي محسن الأحمر بناءه لقوات الجيش لفترة ليست بالقليلة ولقوات الفرقة الأولى مدرع تحديدا وفق أسس عتيقة وبناء على علاقات شخصية وشراء الولاءات بمسعى تحويل تلك القوات لتبعية ليست للدولة بقدر ما تكون تبعية شخصية لحمايته ومراكز نفوذه مع تشكيلة مضافة من المشيخات القبلية والدينية من حزب الإصلاح «الاخوان»-اكبر أحزاب المعارضة- والتي احتمت به وكبرت بنشاطاتها الاستثمارية والمالية والعسكرية اعتمادا على دوره كأحد اللاعبين الأساسيين داخل النظام وخارجه خلال ثلاثة عقود لتحقيق طموحاتها السلطوية-وهو أمر برز من خلال إعلانه بوحداته الانشقاق عن الجيش.غير أن عمليات التجنيد الجديد والواسع والتي قام ويقوم بها اللواء المنشق علي محسن مؤخرا بأسس جهادية عقائدية متطرفة في إطار الجيش المنشق كبناء جديد -كما كشفته تقارير عسكرية - تعد ابرز مؤشرات الخطر فيما افرزه مشهد الصراع باليمن.هذه الخطورة برئ مراقبين وخبراء عسكريين والتي تكشفت مع تخرج دفع من المجندين الجدد غالبيتهم من صغار السن على أيدي مدربين بمنهج عسكري وعقائدي متطرف دينيا من معسكرات الفرقة ، كبديل ونواة تشكل لجيش جديد ..تمهد لمسعى اللواء الأحمر نحو تدمير الجيش اليمني كله بالدفع لتوريط قوات الفرقة الأولى مدرع من الأساسيين ضباط وجنود في صراع عسكري واسع مع قوات النخبة النظامية- التي بنيت مؤسسيا بإسناد عسكري عالي من خبرات محلية وأجنبية في بناء قدراتها.من محاسن طول الأزمة العاصفة باليمن منذ نحو سبعة أشهر أنها كشفت للشارع كما لعديد من قادة وصف ضباط منخرطين في عديد من الألوية والوحدات التابعة للفرقة والمنطقة الشمالية الغربية التي أعلن قائدها علي محسن الأحمر انشقاقه بها عن الجيش ، خفايا الصراع وأجنداته التي يحملها الجنرال والتشدق ظاهريا انه مع الثورة السلمية وضد أي عمل عسكري وأن ما تقوم به قواته فقط حماية للمعتصمين في ساحة التغيير ، قبل أن تظهر الوقائع على الأرض أن اللواء كان وما يزال يدير حربا في أكثر من مكان ومنطقة «أبين-تعز نهم وأرحب والحيمة-صنعاء وغيره» ، وبأبعاد غير وطنية.وخلال الاشهر الماضية كانت صفعات للجنرال المنشق من عديد قيادات وصف ضباط وأفراد ، أعلنت بوحداتها من قوات الفرقة تخليها عن الانشقاق والانضمام للجيش النظامي ، وأوقف بذلك جماح التهور لتفجير الأوضاع العسكرية على نطاق واسع حتى الآن على الأقل، فيما لا يزال آخرون تحت ضغوط الولاء الشخصي والتبعية كخلايا حزبية كونها على مدار سنين ، أما البعض بقوات الفرقة ففي نطاق حياد يؤدون واجبهم العسكري في مواقعهم ورفض منهج الاعتداء وقتال زملائهم بالجيش.[c1] معسكرات نظامية للقاعدة[/c]ويرى خبير عسكري متقاعد في حديث لـصحيفة « الوطن» ان عملية التجنيد للمئات من العناصر العقائدية الجهادية المتطرفة في الجيش المنشق قبل عدة أشهر بأنها تعد في غاية الخطورة كونها بمثابة «معسكرات نظامية للقاعدة»فالفكر واحد والمنتج واحد ..لافتا الى أن الرئيس صالح كان قد أطلق في ذلك تحذير في مقابلة مع قناة بي بي سي نهاية ابريل الماضي بالقول أن «تنظيم القاعدة يتجه عناصره إلى المعسكرات التي خرجت عن الشرعية وإلى قطع الطريق في مأرب وقطع الغاز عن المواطنين وقطع المحروقات والتقطع في خط مأرب صنعاء»، منتقدا سكوت الغرب عن هذه الاعمال. .ويوضح الخبير الذي فضل عدم ذكر اسمه ، ان الدفع الأولى من المجندين كانت مخصصة لأصحاب فكر عقائدي متشدد وبطريقة لم تخضع لرقابة وزارة الدفاع ولا المؤسسة العسكرية في القوات المسلحة، فتم تهيئتهم عسكريا ليكونوا بمثابة ضباط جدد بقوات الفرقة يعتمد عليهم اللواء المنشق محسن في العملية اللاحقة التي ظهرت خلال الشهرين الماضيين بتجنيد الآلاف من الفتيان صغار السن تحت سن 18 اعتمادا على سهولة استخراج بطائق شخصية بأعمار كبيرة في ظل الانفلات الحاصل.[c1]الدفعات الأولى.. ضباط مرشدون[/c]ولفت الخبير في سياق حديثه الى أن وزارة الدفاع كانت عبرت عن تفاجئها في ابريل الماضي حينما وجدت طلبا من اللواء المنشق على محسن الأحمر باعتماد المئات من المجندين الجديد ماليا في قوام الفرقة الأولى مدرع التي يقودها ، واتضح وفقا لتصريحات منسوبة لمسئولين بوزارة الدفاع حينها بعد الفحص بالملفات أن اغلب من طلب اعتمادهم كمجندين جدد هم من طلاب جامعة الإيمان لإنتاج التطرف والتي يرئسها رجل الدين عبدالمجيد الزنداني عضو الهيئة العليا بحزب الإصلاح المعارض.وقال «دفع ذلك الأمر لإعلان دائرة التجنيد بوزارة الدفاع تحذير في بيان رسمي في مطلع مايو من الانجرار وراء ما يقوم به البعض من عملية تجنيد غير قانونية باسم الفرقة الأولى مدرع لمجاميع من الشباب للزج بهم في أعمال شغب وتخريب للمرافق العامة والخاصة وإثارة الفوضى وأعمال العنف واستهداف المواطنين الأبرياء» ، ورغم ذلك لم يتضح هل اعتمدوا تحت ضغط اللواء على محسن وخشية أي تصعيد من قبله لتفجير الوضع عسكريا، ام لا .[c1] المرحلة الثانية.. غسيل دماغ لآلاف الأطفال[/c]«صغار السن تحت 18 ، هم في مراحل عمرية احترفت التنظيمات والجماعات العقائدية والجهادية على مدى تاريخها السري اوالعلني لا سيما في اليمن ،استقطاب تلك الفئات العمرية لسهولة غسل أدمغتهم ليكونوا أدوات تسير وفق ما يراد لها أن تكون «-يقول الخبير العسكري في سياق حدثه لـ»الوطن».وأضاف « خطورة الأمر أن الاستقطاب العقائدي المتطرف الآن يتم داخل كيانات الجيش المنشق، فالدفع الأولى من الجهاديين(المجندين الجدد الذين كشفت وزارة الدفاع عنهم)في ابريل الماضي ، شكلوا كما يبدوا دور قيادات ميدانية وفكرية لآلاف من صغار السن دعوا مؤخرا للتجنيد في الفرقة الأولى وبشكل لا أخلاقي وعلى مستوى واسع من عديد محافظات وباستغلال للأوضاع المعيشية الصعبة التي تجعل من أوليا الأمور يدفعون بأبنائهم لذلك طلبا في مرتب الجيش، ودون حساب للمخاطر على حياتهم، بل أحيانا يسهمون في إصدار بطائق شخصية لأبنائهم بأعمار اكبر من سنهم حتى ينالوا فرصة الوظيفة».ذات السيناريو في نهج اعتماد الدفع الاولى ، اعتمده اللواء المنشق على محسن مع الثانية حيث تفاجئاً المسئولين بوزارة الدفاع ودائرة التجنيد بطلب اعتماد آلاف من المجندين الجدد كانوا بالفعل قد انهوا فترة التدريب على مختلف أنواع الأسلحة بجانب التحضير والتأطير العقائدي بالمركز الرئيسي لمعسكر الفرقة بصنعاء..غير أن المؤكد وفقا لمعلومات تحصلت عليها «الوطن» انه لم يتم اعتمادهم ماليا ،الأمر الذي يفسر انزعاج الجنرال المنشق في ظهوره الأخير عشية العيد والقول بأنه يحارب في المخصصات المالية لجنوده وتسليحهم-هو يشير للمجندين الجدد الذين يتطلب اعتمادهم مبالغ خرافية بجانب الاسلحة.مصدر عسكري بوزارة الدفاع اليمنية وقبل أسابيع قليلة وجه بيانا لأبناء الشعب اليمني حذر فيه من عملية تجنيد غير قانونية تتم باسم الفرقة الأولى مدرع المنشقة عن الجيش مستغلة حاجة بعض المواطنين للحصول على درجة وظيفية للتغرير بهم. وقال بأن «ما يتم من تجنيد باسم الفرقة حالياً يعتبر خارجاً عن الأطر القانونية المنصوص عليها في قانون الخدمة في القوات المسلحة في اليمن وخارج خطة التجنيد لوزارة الدفاع».واعتبر المصدر هذه الممارسات بما تمثله من مخالفة صريحة ومتعمدة للقانون بأنها خدعة لأولئك الشباب ودون السن القانونية لتوريطهم باسم التجنيد والتسبب في ضياع مستقبلهم من خلال إيهامهم بالتجنيد الذي ليس له أي أساس قانوني ولا توجد له أي اعتمادات مالية. وأكد أن الأشخاص الذين يتم استقطابهم لهذا التجنيد لن يتم تسجيلهم أو ترقيمهم رسمياً من قبل الدائرة المختصة ، ووزارة الدفاع غير ملزمة بدفع رواتب من يتم تجنيدهم بهذه الطريقة لعدم وجود براءة مالية من وزارة المالية». منوهاً بأن الوزارة وفي حالة احتياجها للتجنيد ستعلن عن ذلك رسميا ومن خلال القنوات الرسمية وبموجب القانون والشروط المحددة في اللوائح المتعلقة بهذا الجانب.[c1]لا يثق بالأساسيين ويسعى لتوريطهم[/c]احد المراقبين تحدث حول نهج التحشيد والتجنيد برتب مختلفة كتعبئة عسكرية وعقائدية جديدة متطرفة في إطار قوات الجيش المنشقة بالإشارة إلى أن في ذلك مدلولات إن اللواء علي محسن الاحمر لا يثق كثيرا بالضباط والجنود الأساسيين الذين هم كثر ولا يحتاجون لإضافة كما يفعل ، لكونه يدرك أنهم وطنيون ومخلصون وتشربوا الروح والوطنية وبالتالي لن يكونوا مرتزقة لتحقيق طموحاته السلطوية وأجندة حلفائه ، وتحويلهم الى قوى متطرفة نحو نهجه التخريبي ولحمايته وحلفائه من مشيخات ال الاحمر ومتطرفي الإخوان المسلمين.وأضاف «المؤكد أن ما يسير به على محسن الأحمر هو تحويل الانشقاق في بعض وحدات الجيش لتمرد وبالضغوط على ضباطها وجنودها كتابعين له ومدافعين عنه وعن مصالحة الشخصية وحلفائه نحو نهج الفوضى واضطرابات ودعم المليشيات الخارجة عن القانون بالمال والسلاح ، كما يظهر في ذلك برفض الاستجابة بشكل جاد مع نائب الرئيس والتمرد عليه منذ تكليفه بمهام رئيس الجمهورية وقائدا اعلى للقوات المسلحة والامن من قبل الرئيس صالح الذي يتعالج بالمملكة السعودية، حيث يعمل اللواء على تعقيد مسارات التهدئة ، بل وإشعال جبهاتها مع حلفائه الذين التقوا حول اسقاط الدولة بأكثر من منطقة وبإدارته وتمويله مالا وعتادا وخبرات عسكرية.وأوضح أن الكثير من الضباط وجنود وحدات الفرقة يدركون مسعى اللواء علي محسن الذي انشق بهم باسم حماية ومناصرة الثورة السلمية بالساحات في الوقت الذي بات الجميع يدرك ان الساحات هي التي تحميه ومصالحه ، وتكشفت إرادته الواضحة في تحويل ساحات اعتصامات شباب الثورة المغدورة إلى قوى مضافة للقوى التابعة له ، في حين ان لا علاقة له بالثورة ، وانما راكب لموجتها.
علي محسن يسعى لتجنيد طلاب جامعة الإيمان ضمن قوام الفرقة الأولى
أخبار متعلقة