تعاني السينما في اليمن ـ فناً وصناعة وتجارة ـ من مشاكل كثيرة .. أهمها نقص الدعم المادي من قبل الدولة، إضافة إلى قلة دور العرض السينمائي في معظم المحافظات اليمنية وتحويل دور العروض السينمائية الموجودة إلى محلات تجارية. ونحن هنا لانستطيع القول إننا لانملك سينما يمنية ولكنها موجودة بمستوى غير مقبول، والمعدات الفنية مستهلكة ولم تعد تواكب التقدم التكنولوجي في مجال صناعة السينما، وارتفاع أسعار التذاكر، تكرار أفلام في موضوعها وافتقارها إلى نصوص جيدة وجديدة.كما أنها لاتواكب قضايا المجتمع اليمني المستحدثة وتعتمد على الفردية لبعض الشباب اليمني الدارسين في الخارج والمتخصصين في مجال الإنتاج السينمائي، كما تعتمد على عدد محدود من الممثلين والممثلات وإهمال ذوي المواهب الجادة في مجال التمثيل، ما أصاب المشاهد بالملل، وغياب دور الدولة ومساهمتها في بناء دور السينما والمسرح وتشجيع مهنة التمثيل والعمل السينمائي إضافة إلى نشوء أزمة سينما ومسرح في اليمن، وغياب الإعلام الفني في معظم الصحف والمجلات المحلية، وإخفاق الجهاز الإعلامي في إيصال المعلومات عن الفنون المسرحية والسينمائية إلى المشاهد وإلقاء الضوء على الجوانب الإيجابية والسلبية للأفلام المنتجة محلياً ومنها الأفلام السينمائية من الدول العربية والأجنبية وعدم تشجيع كتاب القصص وسيناريوهات الأفلام من المبدعين اليمنيين.وفي ضوء ما تقدم، أصبح النقد أحد أسباب غياب السينما، حيث نجم عدم تشجيع للسينما الوثائقية التي تهدف إلى تنشيط السياحة والدعاية الإعلامية للمناطق السياحية والمواقع الأثرية والتعريف بالقطع الأثرية الموجودة في المتاحف اليمنية لجذب السياح لزيارة اليمن والتعرف على تاريخها وحضارتها.والموجود حالياً في بلادنا شركات لاستيراد الأفلام العربية، ومنها المصرية، والهندية والأوروبية والأمريكية .. وهناك عدد من المسلسلات المصرية التي تعرض على شاشات القنوات الفضائية اليمنية التي تتناول قضية المرأة العربية ودورها في بناء المجتمع العربي الحديث، ومكافحة العنف الأسري ورعاية الطفل والمرأة، كما تعالج السينما العربية مشاكل الزواج المبكر والطلاق وآثاره السلبية على أفراد المجتمع، وكذلك الهموم الاقتصادية التي يعانيها المجتمع العربي في الوقت الحاضر .. ومع حلول شهر رمضان المبارك نجد تعدد المسلسلات الرمضانية العربية من مصرية وسورية وسعودية وخليجية، كما نجد القنوات الفضائية اليمنية مستعدة لتقديم مسلسلات درامية يمنية من إخراج المخرجة اليمنية المعروفة خديجة السلامي والمخرج اليمني المعروف عقبى، كما تعرض الشاشة اليمنية مسلسلات تاريخية يمنية وعربية خاصة بالشهر الكريم.[c1]تشجيع المسلسلات الرمضانية وتكريم الممثلين والممثلات اليمنيين [/c]نظراً لغياب السينما اليمنية، نجد نشاطاً ملحوظاً في تقديم المسلسلات الاجتماعية اليمنية، وبالذات في شهر رمضان المبارك ونجد إقبالاً ملحوظاً على تقديم النصوص الدرامية للمسلسلات، منها الأعمال التاريخية والأعمال الكوميدية والمسلسلات الاجتماعية وهذا ما يدعونا إلى تشجيعها ومنح الجوائز للأعمال الجيدة وتكريم الممثلين والممثلات والكتاب والمخرجين اليمنيين في هذه الأعمال الدرامية الناجحة.[c1]الدراما اليمنية والصحافة[/c]وفي بلادنا، قدمت الدراما اليمنية عدداً من المسلسلات التي تبرز دور الصحفي اليمني، وقد جاءت بقالب درامي إذاعي، مع العلم أيضاً أن الدراما اليمنية قد نجحت إلى حد ما في ربط هذه الصورة بالشكل الكاريكاتوري الساخر، إذ يتمتع الصحفي اليمني بالقدرة والثقة والتعاطف مع مجتمعه وتتوفر فيه الصفات الموضوعية والخبرة في تقديم قضايا المجتمع .. بالطبع نحن لانطالب الدراما اليمنية بتقليد أفلام السينما العربية، ولكن نطالبها بأن تستند إلى أصول علمية بمعنى أن تكون لها ركيزة صحيحة فلا تسقط في دوامة الخطأ في تقديم صورة الصحفي أو المرأة اليمنية، مع الاهتمام بالموسيقى التصويرية التي كثيراً ما نرى إهمالها في المسلسلات الدرامية المحلية في بلادنا.إن الفنان اليمني خاصة في مجال الدراما التلفزيونية يحمل في داخله أنساناً حساساً يعشق تاريخ مجتمعه ويقدمه بقالب فني شيق ينال إعجاب المشاهد ومن خلال عملي الصحفي تعرفت على العديد من الفنانين اليمنيين ومنهم من أبدعوا في تقديم المسلسلات الدرامية اليمنية التلفزيونية والأفلام الوثائقية السينمائية التي يمكننا تحويلها إلى أفلام سينمائية جديرة بالسينما اليمنية.أن دور السينما في اليمن تعاني من نقص في التمويل ماجعل الممثل السينمائي يتجه إلى الدراما التلفزيونية.وأما الرأسمال الوطني فأصبح اليوم أكثر حذراً من الإنتاج السينمائي نظرا لضعف الدعاية الإعلامية وغياب دور العرض السينمائية.أخيراً، أن ثقافتنا في عالم السينما وإغلاق دور العرض السينمائية في عدن تؤكد أننا نعاني من ثقافة مريضة لاتحتاج إلى القمم والمستشفيات قدر حاجتها إلى مواقف حقيقية وايجابية إزاء الشأن الثقافي بعامة، ومرضها الراهن لايحتاج إلى النهوض من السبات، أو التجدد. كما هو الحال في بداية العصر الحديث قدر حاجتها إلى توحيد الجهود واستنفار الطاقات الفكرية والإبداعية لإحياء فكرة وحدة ثقافية عربية تقوم على التنوع والتعدد، والإقرار بشرعية الاختلاف حتى تسهم في صياغة وجدان الأمة.وان يتم ذلك في رحاب ثقافة وفن يمني أصيل .. ولاننسى الدور المهم الذي يلعبه الإعلام المرئي والمسموع والمقروء بمشاركة كل المثقفين من الشباب وكبار الأدباء والكتاب من أجل إنعاش دور السينما اليمنية ورسم معالمها المستقبلية وذلك اضعف الإيمان.
|
فنون
هموم السينما في اليمن .. وصناعتها الصعبة
أخبار متعلقة