إعداد : الدكتور / علي فايز الغول الفن التشكيلي من رسم ونحت وتصميم وعمارة - جزء من ثقافة الناس وممارساتهم اليومية . يشكل عنصر اتصال مهماً كما يشكل جزءاً من البيئة التي يعيش فيها الإنسان. واعتبر المجتمع أن الفن هو ثقافة عليا تخص المترفين وأنه أحد عناصر اللهو والبذخ وبذلك نظر إليه عامة الناس على أنه موهبة لها إعجازاتها واختلف الناس في نظرتهم اليوم للفن المعاصر مع تداخل الثقافات في العالم . انعكس كل ذلك على الطلبة الوافدين إلى الجامعات العربية، لحثهم وتأهيلهم لممارسة هذه المهارات الضرورية لدراستهم وأعمالهم وحياتهم في المستقبل من خلال منهجية خاصة تؤدي بالضرورة للتثقيف والممارسة واستعمال أدوات التكنولوجيا الحديثة ومفاهيم الفن الحديثة .الفن تعبير، عميق عما هو مخزون داخل القلوب البشرية من انفعالات وأحاسيس ذات رسالة معينة موجهة من قبل الفنان إلى الجماهير عبر العصور والأزمنة، فالفنان يعتبر رسالته استمراراً لما سبق من رسالات يؤكدها أو يجددها لأنه يعيش من روحها ، فمن ثقافته وإدراكاته يسجل خلال هذه الرسالة القضايا التي يعيشها كالحدث أو الرؤيا .من هذا المنطلق نرى الفن ضرورة حياتية ذات ترتيب أساسي بين الأولويات في سبيل تحقيق النضال الفكري والثقافي للشعوب المهيأة لحياة أفضل .إن الفن تعبير ومفردات لغته نماذج فراغية من نسيج مجاله المحيط من الخارج وأجواؤه النافذة بمناخاته إلى الداخل. وحتى يكون الفن تعبيراً مشاركاً فيتحتم عليه أن يكمل البناء البيئي ويضيف إليه عناصر جديدة تطوره وتنميه .الفن هو ثمار رغبة قوية في الإنسان ملحة عليه، وعشق للعمل الفني متواصل فهو تعبير بقصد الإثارة، متأثر بثقافة صاحبه وتجربته، والفن مرتبط بطريقة الآلة أو الآلات؛ لذلك فهو صنعة وإتقان .إن كلمة (فن) مع اتساعها وشموليتها، لغوياً تدل على الصنعة والمهارة والإتقان في إنتاج الأشياء وفي أدائها .فالفنان هو الصانع الماهر والفني هو الصنائعي الماهر ويجمع بينهما المهارة .[c1]تصنيف الفنون[/c]إن دائرة الفن تتسع لتشمل صناعة الكلام والكتابة والموسيقى والغناء والرقص والمسرح وكل أداء فني ورسم ونحت وعمارة وتنسيق وتخطيط للحدائق والمدن والأقاليم . ومن الصعب تعدادها وتصنيفها عشوائياً ولابد من الرجوع إلى نظام معين لذلك .وحسب اعتقادي - كمعماري- فإن الأسلوب الأسهل والأدق هو الرجوع إلى مصادر الفن التشكيلي الحديث ابتداء من ظهور نظرية النسبية وتأثيرها على الحركة التكعيبية بإدخال عامل الزمن كعنصر فراغي إذ أصبح الزمن هو البعد الرابع للفراغ وعلى اعتبار الفنون هي تمثيل وترجمة لهذا الفراغ . فإن الفنون هي تعابير فراغية للمحيط الإنساني وأبعادها من أبعاده . فالموسيقى لها بعد حقيقي هو الزمن، والرسم له بعد حقيقي هو السطح، والنحت له الحجم، أما العمارة والمدن فلها الأبعاد الحقيقية ( الطول والعرض والارتفاع والزمن ).ويمكن تقسيم وتلخيص ما تقدم إلى قسمين :1. فنون تعبيرية: الموسيقى والدراما .2. فنون التصميم ( الفن التشكيلي ) - الرسم ، النحت ، الديكور والعمارة .[c1]التصميم الفني والثقافة الفنية[/c]إن التصميم ( Design) هو معالجة الأشكال في البيئة التي يعيش فيها الإنسان والتي تدعىThe Built Environment أي البيئة المبنية وبكلام آخر البيئة (المصممة).فالتصميم هو فن الشكل الوظيفي . فكل تصميم له وظيفة وكل وظيفة لها علم وأصول ، وعليه فكل نوع من تصاميم الوظائف النفعية له أصول وجذور وفروع وأسرار علمية وتكنولوجية. لذلك فالتصميم ليس فناً فقط بل فن وعلم. وإذا ما اجتمع الفن والعلم في موضوع واحد أصبح (ثقافة ). فالتصميم هو ثقافة، وكل ثقافة يجب تعميمها. إننا لا نستطيع تعميم العلم والمعرفة ولكن نستطيع أن نعمم الثقافة وننشرها . يضم التصميم كل أوجه النشاط التي تشمل جميع نواحي الحياة الحديثة ... فالتحول في مفهوم التصميم من الاسم إلى الفعل قد أثر في طريقة تفكيرنا كلياً ويعني ذلك بصفة خاصة أنه قد حدث تحول كبير لتركيز الانتباه في أنواع كثيرة معينة من التصميم، إلى الفاعلية في التصميم ذاته .فالتصميم في الوقت الحاضر قد اعتبر بصفة عامة كنظام إنساني أساسي وكأحد الأسس الفنية لحضارتنا .فعملية التصميم هي عملية إنتاج وليست هي النتاج في حد ذاته . فتصميم اللوحة ليس هو اللوحة أو شكل اللوحة وإنما هو إخراج اللوحة إلى حيز الوجود الحسي والبصري ... فالنظر هو تدريب عقلي ( ذهني ) وليس تدريباً على حاسة النظر، مع هذا الكلام يتفق المهندس ربيع الحرستاني في عملية الرسم فيقول :( إن الرسم يتطلب قدراً من الذكاء، وأكثر بكثير مما يتطلب من مهارة يدوية، إذ أن الرسم في حد ذاته هو تصميم بحت ، ولكن ليس التصميم هو وحده النهاية ).
|
فنون
مفهوم الفن التشكيلي المعاصر ودور الجامعات في تنمية المهارات الفنية
أخبار متعلقة