عرض/ دنيا هاني نرمين الكوني البالغة من العمر (14 عاماً) ولدت وهي فاقدة للبصر في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، قهرت عجزها بالإرادة والتصميم على النجاح والشهرة ولم تمنعها إعاقتها من التحدي وخوض المغامرة والتجربة لتثبت للعالم موهبتها وأن الإبداع والغناء هما وسيلة للتحرر من قيود الإعاقة البصرية وغيرها.ونجحت بذلك عندما شاركت في مسابقة (أحلى صوت..غنيها) التي تستهدف المواهب الغنائية من الفئة الشابة بدعم من القنصلية الأميركية العامة في القدس.وأبهرت العشرات من الشباب والشابات الذين تجمهروا حولها بصوتها العذب وجذبت آذانهم قبل عقولهم أثناء تقليدها لأغاني المطربة اللبنانية المشهورة (فيروز). وتعرف نرمين مدى حب الجمهور لسماع صوتها من تشجيعهم لها وتصفيقهم وتصفيرهم.موهبتها في الغناء هبة من الله عوضها بها عن إعاقتها. كما أنها تتمتع بملكة الكتابة النثرية منذ نعومة أظفارها. الإرادة والتحدي دفعاها إلى الاشتراك في المسابقة لإثبات حقها كواحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة في الدمج الاجتماعي، وليرى المجتمع إن هذه الفئة منتجة ويمكنها الاعتماد على نفسها. وأنهم كغيرهم من الأشخاص الأسوياء يملكون أفكاراً ومواهب عديدة، والبعض لديه الإمكانات التي تفوق الأشخاص الأسوياء.وأيضاً شاركت بهذه المسابقة بهدف الحصول على الدعم الكافي من اجل تنمية موهبتها وتطويرها، واثبات وجودها في مجتمع لا يرحم ذوي الاحتياجات الخاصة.وتعمل نرمين على قضاء الكثير من الوقت في الدندنة والغناء. وتؤكد إن الإبداع الفكري لذوي الاحتياجات الخاصة يفوق إبداع صحاح الأجسام والعقول.ولإيمانها بأن ذوي الاحتياجات الخاصة مثلهم مثل باقي فئات المجتمع، يضحكون ويلعبون ويحلمون بمستقبل أفضل وأن الكثير من الناس ينظرون لذوي الإعاقة نظرة دونية لأنه ينقصه شيء ما في جسده لكنهم لا يعلمون أن النقص يكون في التفكير والقلب وليس في الجسد. أطلقت قبل عام أغنية بعنوان “إحنا مثل كل الناس” تبين فيها أن هذه الفئة تستطيع الاعتماد على ذاتها، وإنهم يملكون طاقة كغيرهم من الأسوياء. وكانت قبل أربعة أعوام بطلة الفيلم الوثائقي “معاق في عتبات الدهر” الذي جسدت خلاله معاناة هذه الفئة والصعاب التي يواجهونها وطالبت بحقوقهم. التحقت نرمين بمدرسة ابن سينا في نابلس، بعد أن كانت في مدرسة خاصة بذوي الإعاقة في مدينة القدس. وتحلم بدراسة الصحافة والإعلام في إحدى جامعات الضفة لتكون صحفية تحمل رسالة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوصل معاناتهم وآلامهم إلى كل العالم، ولتبين أنهم فئة قادرة على تحمل المسؤولية وذات قوة وان لها دوراً فعالاً في تنمية المجتمع.وبرغم كل ما تعانيه فإن اليأس لم يدخل قلبها في يوم من الأيام، بل استطاعت اجتياز المراحل التي مرت عليها بنجاح باهر، ولكنها تتمنى وجود مرشد حركة للأكفاء لتعليمها طرق المدينة التي حرمت من رؤيتها.
مكفوفة لم يمنعها فقدانها لبصرها من التألق والإبداع
أخبار متعلقة