عبدالقادر محمد العيدروسهل سنبقى كثيرا نندب حظنا ونتباكى على ما حصل ونترك المجرم يتباهى بعمله المشين لا بل يحتفل به ويفتخر وكأنه حرر القدس؟! إن مبدأ الثواب والعقاب يكاد يكون معدوما في قاموسنا وكل من يريد شيئا يعمله من دون حياء أو خوف، والناس تريد دولة قوية تطبق النظام والقانون ليستتب الأمن والأمان وتدوم السكينة والأمن بين الناس في حياتهم المعيشية ورغم ما حصل ويحصل لحد هذه الدقائق من انتهاك لحرمات الناس ومضايقة للمواطنين في حياتهم، وما تكتنفه هده الأوضاع من تأزم في نفوس الناس لاختفاء بعض السلع وغلاء بعضها الفاحش، 0نجد أنفسنا أكثر حاجة إلى مزيد من الهدوء وضمان تواصل وجود هذه المواد.ولكن في النفس غصة من عدم الحزم والتهاون الذي نشهده إزاء ما يحصل وعدم ردع المجرمين الذين عاثوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد - وأتذكر الأستاذ الكبير / احمد الجار الله رئيس تحرير السياسة الكويتية الواسعة الانتشار وهو يطمن كل أفراد الشعب اليمني بحلم وكياسة وحكمة رئيسه حين قال في مقال له بعنوان (الرئيس علي صالح والمعادلة اليمنية): لا يزال الرئيس علي صالح يقدم المصلحة الوطنية على ما عداها حتى وهو في ظرف صحي حرج وذلك ما أكدته كافة الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية على لسان وزير خارجيته الدكتور القربي بالتعامل مع المبادرة الخليجية واجتماع كافة الأطراف الوطنية والتحاور حول ما جاء بتلك المبادرة للخروج بحل سلس وسلمي وحسب الدستور اليمني الذي يضمن كافة حقوق الأطراف من أجل إنهاء الأزمة اليمنية - فهذه الرسالة تؤكد أن صالح الذي تعرض لغدر همجي إرهابي أجبره على الابتعاد مؤقتا عن بلاده ولكن لم يجبره على الابتعاد كثيرا عما يعانيه بلده، ويبقى العنصر الأساس في الدولة، وما تعرض له لم يضعف موقفه السياسي وقوته الشعبية التي عبر عنها الملايين من اليمنيين بشهادة كل المراقبين ورغم تزوير وفبركة بعض القنوات لم يهتز موقفه قط - وهذا طبعا كلام الأستاذ الكبير أحمد الجارالله رئيس تحرير صحيفة السياسة الدولية الكويتية - حسنا فعل الرئيس حين أعطى التعليمات بالتوافق مع المبادرة الخليجية، وهذا دليل على حسن عنايته وخبراته وحبه لشعبه وبصرف النظر عما لاقاه من خصومه من حقد دفين لم يكن له في قاموس السياسة مثيل.وقد غضب الشعب وكل القوى الخيرة والعالم المتحضر لما حصل من عمل إرهابي جبان يندى له الجبين وتتعاظم شروره في كل إنحاء الوطن وأوقاته وتتلاحق الهبة الشعبية بنبذ هذا العمل الشرير المندد به في كل أندية السياسة المتحضرة. ما طرحته المعارضة من أجنده وأطروحات ومطالبات لم تكن مقبولة من قبل الجماهير التي تأمل في التغيير الصحيح السلمي المدني التقدمي الديمقراطي، وليس التغيير هو العودة للخلف ولعصور قد انبرت منها الأمم وهجرتها لما فيها من شباك التأخر ووشائج الحقد والدمار والقتل والإرهاب وهتك الأعراض ونهب الأموال وقطع الطرق والتسبب في أزمات للمجتمعات المحلية وغالبية أبناء الشعب الذي يعاني الأمرين من جراء ثورة لم تحدد ملامح حقيقية لمطالبها والشعب الذي يحاول أن يفسر ثورة استغلت وحوصرت من قبل الإسلاميين، ولم تحدد قيادتها وأهدافها ومبادئها وانتماؤها ودوافعها واتجاهاتها وهو في حيرة.. لا يريد أن يعود للوراء للتسكع والجريمة والقتل والمخدرات وإرهاب الأمن والسكينة في المجتمع المدني والعودة إلى حياة القبيلة والطائفة والانحدار للجريمة والفوضى والنهب والتقطع والسلب وحكم الإسلاميين المتعطشين للدماء والمنحرفين في حياتهم، والذين يكرهون أصلا التقدم والتطور والمدنية التي تزعجهم وتقض مضاجعهم فهم لا يريدون مجتمعا مدنيا ولا ديمقراطيا ولا نظم ولا قوانين بل يحكمون بالفتوى التي قاسوها تماما على مقياس خاص بهم يستسيغونه بما تهوى أنفسهم ويرضي أهواءهم الطائشة وليس لهم مواصفات أو مقاييس أو نظم أو دساتير تنظم حياتهم بل بما يفتي به الشيخ حسب مصالحه الخاصة.والمفروض أن يوضع مشروع مشترك بين المعارضة والسلطة مشروع حضاري تقدمي ديمقراطي يتميز بالسلاسة وسلامة انتقال السلطة لأيد آمنة وأمينة يرضى بها الجمهور اليمني المسكين الذي أذاقوه الويل والثبور وضايقوه في حياته ونفسيته التي ارهبوها وجعلوا منه إنسانا يتمنى الخلاص من هذه المحنة التي طالت عليه وعرقلت كل مقتضيات حياته وحاجاته وأعماله وكل سويعات يومه وليله وعاش في رعب ورهبة من المستقبل الذي لم تظهر له بشائر في الأفق القريب.ولاشك في أن التاريخ سيسجل للرئيس موقفه هذا وحرصه على بقاء كل المؤسسات تعمل لخدمة الجمهور الذي تكالبت عليه كل القوى، ولم تقدم له سوى الشعارات البراقة والكلام المعسول الذي (لا يودي ولا يجيب) وعدم تفريط الرئيس في المنجزات المقامة والمعاشة وعدم تنازله لتخريبها وضع حدا لتلك القوى الباغية الساعية إلى هدم منجزات شعبنا الأبي المغلوب على أمره كون الرئيس لم يترك له الحبل على الغارب ولم يعطه الضوء الأخضر لسحق هذه الطغمة الباغية، وكون الرئيس لبى رغبة الجماهير بعدم التفريط بمسئولياته التي أولاها له الشعب بانتخاب حر شهدت له كل المؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية ولن يصح إلا الصحيح وسيبقى اليمن مقبرة للمجرمين والغزاة والمخربين والإرهابيين.وتبقى المعادلة اليمنية هي معادلة علي عبدالله صالح زعيم اليمن، وستتهاوى عروش الأطماع والانتهازيين في كل مكان في أقاصي اليمن وسيتحرر من الفساد والمفسدين إن شاء الله.ورغم أن اليمن يقف في مفترق طرق تعصف به تلك العواصف الهوجاء وهذا الدمار والتخريب والقتل وانتهاك أعراض وأموال الناس وتعطيل مصالحهم إلا أن اليمن سيكون بخير وسيتعافى من محنته ورغم أن المصيبة كبيرة والعاصفة هوجاء، لكن اليمن سيبقى قويا والفرصة اليوم متاحة لكل أبناء اليمن الخيرين لانجاز تاريخي يضمد الجراح ويعالج كافة مشاكل اليمن ويضع الإنسان المناسب في المكان المناسب ويقضي على الرشوة والفساد والخراب وحكم الطائفة والقبيلة وينهي هذه المظاهر المتخلفة ويمسح دموع الشعب ويخرج فرحا مستبشرا بما سيأتيه من خير وفير إن شاء الله وربما تكون ضارة نافعة.
|
تقارير
إلى متى سنتباكى ونترك الجريمة والمجرم ؟
أخبار متعلقة