الرباط /14 أكتوبر/ رويترز: أدلى المغاربة بأصواتهم يوم أمس الجمعة في استفتاء على تعديلات دستورية عرضها الملك محمد السادس لاسترضاء احتجاجات فيما تشير التوقعات الى أن النتائج ستأتي بالموافقة بالرغم من دعوات المعارضة لمقاطعة التصويت.ويمنح الدستور الجديد صراحة الحكومة صلاحيات تنفيذية لكنه يبقي الملك قائدا للجيش ويحفظ له صلاحياته الدينية والقضائية ولا يزال يتيح له حل البرلمان وان لم يكن بصورة منفردة كما هو الحال الان.ولا يستجب هذا الى مطالب حركة (20 فبراير) التي تنظم احتجاجات في الشوارع وتريد ملكية برلمانية تخضع فيها صلاحيات الملك لرقابة مشرعين منتخبين.ودعت الحركة المغاربة الى مقاطعة التصويت وتنظيم المزيد من الاحتجاجات بالرغم من أنها فشلت حتى الان في اجتذاب الدعم الكبير الذي لاقته الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت برئيسي مصر وتونس في وقت سابق من العام.وقالت ليز ستورم المحاضرة في سياسات الشرق الاوسط بجامعة اكستر «تصويت كبير (بنعم) بنسبة اقبال ضعيفة أو بطاقات اقتراع باطلة ليس نتيجة عظيمة».ويعتبر كثير من المغاربة المخزن وهو الديوان الملكي المغربي نخبة سياسية غامضة لا تخضع للمساءلة الى حد كبير.وحقق الملك البالغ من العمر 47 عاما بعض النجاح في اصلاح الارث الكئيب من انتهاكات حقوق الانسان وتفشي الامية والفقر بعد أن انتهى حكم والده الذي امتد 38 عاما في سنة 1999 .وبينما تبدو شعبيته متأرجحة يميل كثير من الناخبين الى الاصلاحات لكن يمكن أن يتاكل هامش النصر أمام مشاعر السخط على ما يعتبر تميزا صارخا بين الاغنياء والفقراء وشعورا بالعزلة عن النخبة السياسية.وقال يونس دريوكي (29 عاما) ويعمل بائعا وهو في طريقه الى الشاطئ لن أصوت لانني لم أتمكن من الحصول على بطاقتي الانتخابية ولاكون أمينا تماما أنا غير مهتم. اذا ما كانوا يقصدون الخير حقا لفعلوها منذ سنوات».وأظهرت نتائج مسح الكتروني أجراه موقع (لكم.كوم) الاخباري المستقل أن 53 بالمئة من 43800 شملهم الاستطلاع قالوا انهم سيقاطعون الاستفتاء. وقالت غالبية النسبة المتبقية انهم سيصوتون بنعم لكن مثل هذا الاقبال الضعيف سيثير التساؤلات بشأن مصداقية التصويت.ومن المقرر أن تعلن النتائج اليوم السبت.وقالت وزارة الداخلية ان نحو 13 مليونا سجلوا أسماءهم في الجداول الانتخابية وهو ما يقل بنحو ستة ملايين عن 19.4 مليون مغربي فوق 19 سنة كما يشير تعداد أجري عام 2009 .وقال حميد بن شريفة المحلل في الجمعية المغربية للتضامن والتنمية ان الفارق قد يرجع الى ان الناخبين لم يحدثوا بيانات بطاقات الهوية بعد تغيير العناوين أو الى عدم الاهتمام بشؤون السياسة.واحتج عشرات الالاف منذ أن كشف الملك عن الاقتراحات هذا الشهر وقالوا انها غير كافية وان توقيت الاستفتاء لا يتيح للمغاربة - ونصفهم تقريبا أميون - الوقت الكافي لدراسته.وقال يوسف وهو حارس مبنى اداري في الرباط بينما يسحب قميصا دعائيا قطنيا (تي شيرت) لحملة المعسكر الذي يؤيد التعديلات كيف لا أصوت عندما يمنحوني هذا..وقال عن الحيرة التي يشعر بها العديد من المغاربة حيال تصويت يعتبره كثيرون تصويتا ضد الملك «/لكننا/ نحتاج الى 50 عاما أخرى قبل أن يفهم الناس كيف يمكن لدستور أن يغير أساليب الإدارة العامة.