في الذكرى السنوية الستين لإبرام اتفاقية اللاجئين
جنيف / سبأ:صادف أمس الاثنين الذكرى السنوية الستين لإبرام اتفاقية اللاجئين لعام 1951 وهي أيضا الذكرى السنوية الستون لإنشاء مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتمثل الحروب السبب الرئيسي لظاهرة التشريد القسري. وأعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أمس ان عدد الأفراد الذين يجبرون على النزوح عن ديارهم خوفا من الحروب أو التعرض للأذى ارتفع الى أعلى مستوياته خلال الأعوام الـ (15) الماضية.وقالت المفوضية ان إجمالي 7ر43 مليون شخص نزحوا عن ديارهم في نهاية عام 2010 بارتفاع عن عددهم في العام السابق له والبالغ 3ر43 مليون . وأوضحت المفوضية في تقريرها السنوي ان من بين هذا العدد 4ر15 مليون لاجئ فروا عبر الحدود منهم 80 بالمائة الى دول نامية قريبة فيما تم اقتلاع 2ر27 مليون من أراضيهم وتضمن العدد أيضا 850 الف شخص من طالبي اللجوء السياسي .ومن جانبه قال انطونيو جوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين وهو رئيس وزراء سابق للبرتغال في بيان له” انه تم الخلط بين قضايا الهجرة وبين الخوف من تدفق مفترض من اللاجئين إلى الدول المتقدمة”.وأشار البيان الذي يحمل عنوان (الاتجاهات العالمية لعام 2010) إلى ان أفقر دول العالم تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين مشيرا الى ان أكثر من نصف عدد اللاجئين من الأطفال دون 18 عاما من العمر.ومن بين الدول التي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين باكستان وإيران وسوريا إذ تستضيف باكستان 9ر1 مليون لاجئ وإيران 1ر1 مليون لاجئ وسوريا مليون لاجئ ويمثل الأفغان اكبر عدد من اللاجئين بواقع ثلاثة ملايين يليهم العراقيون ثم الصوماليون فالكونجوليون وهي دول تخوض صراعات.وقال الكسندر ألاينيكوف نائب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في بيان صحفي “ ان العام الحالي شهد صراعات في شمال إفريقيا وساحل العاج وسوريا والسودان ومناطق أخرى في أرجاء العالم”.وأضاف ان هناك توزيعا غير عادل للاجئين في العالم .. وقال “ يبدو في بعض الأحيان ان اعلى الاعتراضات صوتا تجيء من دول لاتتحمل العبء الأكبر” .يذكر انه خلال الأشهر القليلة الماضية توجه آلاف ممن فروا من اضطرابات في شمال إفريقيا الى ايطاليا في سفن ما خلق أزمة هجرة على جزيرة لامبيدوزا الايطالية التي تقع في منتصف المسافة بين تونس وجزيرة صقلية الايطالية.وقال مسؤولون الاسبوع الماضي “ ان ايطاليا تفوقت على اليونان بوصفها نقطة العبور الرئيسية الى دول الاتحاد الأوروبي للهجرة غير المشروعة خلال الربع الأول من العام الحالي”.الجدير بالذكر ان المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين تم إنشاؤها منذ 60 عاما للتعامل مع 1ر2 مليون لاجئ في أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وتستضيف آسيا نحو أربعة ملايين لاجئ وإفريقيا 1ر2 مليون لاجئ فيما يوجد نحو سبعة ملايين لاجئ في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتستضيف الاميركيتان 800 الف لاجئ. ولا يزال الأفغان يشكلون القسم الأكبر من اللاجئين في العالم (ثلاثة ملايين)، يليهم العراقيون (1,6 مليون) والصوماليون (770200) ومواطنو جمهورية الكونغو الديمقراطية (476700) وبورما (415700).وفي فلسطين قال الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أمس الأول، إن 66 % من إجمالي عدد الفلسطينيين هم لاجئون، وأن نحو نصف سكان المناطق التي احتلت في العام 1967 هم من اللاجئين، خصوصاً أن إسرائيل هجرت قسرا ثلثي الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948.وأوضح الإحصاء في بيان صحفي حول واقع اللاجئين بمناسبة اليوم العالمي للاجئين ، أن نسبة السكان اللاجئين في الأرضي الفلسطينية بلغت 43,4 % من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الأرضي الفلسطينية، بحسب بيانات عام 2010.اما في اليمن فتشير الإحصائيات الرسمية للحكومة الى ان عدد اللاجئين في اليمن يتجاوز 800 الف لاجئ فيما تبين إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ان عدد اللاجئين في اليمن لا يتجاوز 190 الفاً .ويهدف الاحتفال باليوم العالمي للاجئين الى رفع مستوى الوعي حول قضايا اللجوء مع التذكير دائما ان الناس لا يصبحون لاجئين بمحض إرادتهم كما انه لا احد يمكنه ان يختار ان يكون محروماً من وطنه.