تناقض في روايات الاتحادات الكاريبية حول «الفساد»
دبي / متابعات :مازالت تداعيات قضية الرشاوى التي هزت الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" تلقي بظلالها في ظل توارد أخبار ومستجدات عن مزاعم تؤكد الفساد المالي أثناء الحملة الانتخابية للقطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والمرشح السابق لرئاسة الفيفا الذي يتأزم موقفه في ظل التطورات الأخيرة، رغم نفيه بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إليه، مؤكداً في الوقت نفسه تكفله بمصاريف الاجتماع والإقامة فقط.وكان السكرتير العام لاتحاد الكونكاكاف الأمريكي تشاك بلايزر قدم بلاغاً، ذكر فيه دفع مبالغ مالية من بن همام لمن حضر الاجتماع الذي عقده القطري مع أعضاء اتحادات أمريكا الشمالية والوسطى.ففي أحدث حلقات هذه القضية، اعترف اتحاد سورينام لكرة القدم من منطقة الكاريبي بتلقيه 40 ألف دولار نقداً في اجتماع نظمه بن همام وجاك وارنر، حيث أعلن لويس كيكوس رئيس اتحاد سورينام أنه تلقى هذا المبلغ من فئة مئة دولار في مغلف أسمر اللون عند وصوله إلى ترينيداد في 10 مايو الماضي للاجتماع مع بن همام.وادعى كيكوس في تصريحات نقلتها عنه وكالة "اسوسييشن برس" أنه قبل بالمبلغ الذي قيل له إنه من الاتحاد الكاريبي لكرة القدم لـ"مشاريع التنمية" ووضعه في حساب مصرفي، مؤكدا أنه ترك الاجتماع في مساء اليوم ذاته ولم يكن موجوداً في اجتماع اليوم التالي عندما زعم الأعضاء الآخرون أن رئيس الكونكاكاف المحظور جاك وارنر أخبرهم أن الأموال كانت هدية من بن همام.وتابع: "عندما دخلنا إلى الغرفة اعطيت لنا 40 ألف دولار في مغلف أسمر اللون مع ذكر اسم سورينام عليه، فوجئنا بذلك، وسألنا عن الجهة التي أعطتنا هذه الهدية، فقالوا إنها هدية من الاتحاد الكاريبي لتطوير كرة القدم في سورينام. وعندما كررنا السؤال قيل لنا انه لتطوير كرة القدم في بلادنا. لذا قبلنا بهذا المبلغ".ويبدو أن الأدلة الجديدة من سورينام ستدعم رواية الأحداث التي أوجزها أعضاء آخرون في الاتحاد الكاريبي في ملف الأدلة التي جمعها المحامي الأمريكي جون كولينز بناء على طلب تشاك بليزر عضو اللجنة التنفيذية في الفيفا الأمين العام لاتحاد الكونكاكاف.وبينما قالت اتحادات جزر الباهاما و بورتوريكو وبرمودا وجزر كايمان وتركس وكايكوس، أنها تلقت رشاوى، نفت اتحادات أخرى كاتحاد جامايكا، بربادوس وأنغويلا عرض أي رشى عليهم.يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه جاك وارنر أنه حصل على دعم مكتوب من 13 من مجموع 25 عضواً في اتحاد الكونكاكاف يدحض هذه المزاعم.يذكر أن غالبية الأعضاء الـ25 في الكونكاكاف رفضوا حضور جلسات المحكمة التي نظمت هذا الأسبوع في ميامي من قبل محققين مستقلين يعملون لمصلحة لجنة الأخلاق التابعة لفيفا، المكلفة بالنظر في مزاعم الرشوة التي أدت إلى انسحاب بن همام من السباق الرئاسي قبل ساعات من تعليق عضويته وعضوية وارنر.وتجرى تحقيقات الفيفا من قبل شركة مملوكة للرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي الأمريكي لويس فريه الذي يعتقد الآن بأنه يسعى للحصول على مكانة جديدة في منطقة البحر الكاريبي للقاء أعضاء اتحاد الكونكاكاف.ويمر اتحاد الفيفا الذي فاز السويسري بلاتر برئاسته بغالبية ساحقة من أصوات أعضائه ( 186 من أصل 203) بمرحلة من أصعب مراحله على الإطلاق، بعد قضايا الفساد التي كشفتها صحيفة "صنداي تايمز" الإنكليزية، والتي أشارت إلى حالات رشوة صاحبت التصويت على استضافة مونديالي 2018 و2022، إضافة إلى تصريحات رئيس الاتحاد الإنكليزي السابق اللورد تريسمان في البرلمان البريطاني، وتتعلق أيضاً بقضايا فساد ورشوة في أكبر منظمة رياضية على مستوى العالم.