ليما /14 أكتوبر/ رويترز: يتجه اولانتا هومالا القائد العسكري السابق والمرشح اليساري لانتخابات الرئاسة في بيرو نحو الفوز بها وحاول تبني لهجة تصالحية لان المستثمرين والمعارضة يخشون من أن يفسد الطفرة الاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ فترة طويلة.وأعلن هومالا عن فوزه ليل الاحد بعد أن أظهرت نتائج فرز 84 في المئة من صناديق الاقتراع فوزه بفارق ضئيل وان كان يتزايد مقداره 1.8 نقطة مئوية على النائبة اليمينية كيكو فوجيموري ابنة الرئيس السابق المسجون البرتو فوجيموري.ويظهر استطلاع آراء الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع تقدم هومالا بوضوح ومن المتوقع أن يزيد تقدمه في النتائج الرسمية لورود المزيد من الاصوات من مناطق فقيرة وريفية.وقال هومالا (48 عاما) لآلاف من أنصاره الذين كانوا يهللون بعد سباق أعاد للاذهان ذكريات ماضي بيرو الذي اتسم بالفوضى «نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية.واقتصاد بيرو واحد من أسرع اقتصادات العالم نموا على مدى العقد الاخير وهي من كبار مصدري المعادن لكن ثلث شعبها يعيش في فقر وقد بنى هومالا حملته الانتخابية على وعود بتوزيع المزيد من ثروة البلاد الجديدة.وكان هومالا خسر الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2006 بفارق طفيف ومنذ ذلك الحين خفف من حدة سياساته المناهضة للرأسمالية في محاولة لكسب أصوات الناخبين الوسطيين.لكن المستثمرين ما زالوا قلقين من أن يزيد سيطرة الدولة على الاقتصاد. وانخفضت بورصة بيرو وعملتها السول اثر تقدمه في الانتخابات.ويتعهد هومالا بأن يدير ميزانية متوازنة وأن يضم (تكنوقراط) الى حكومته ويحترم المستثمرين الاجانب الذين يعتزمون انفاق 40 مليار دولار على مشاريع التعدين والنفط في بيرو على مدى العقد القادم.كما يعد ايضا بأن يعطي للفقراء نصيبا اكبر من ثروة بيرو من الموارد الطبيعية وأن ينهي الصراعات الاجتماعية.وتخشى قيادات قطاع الاعمال من أن يعرض هومالا النجاحات الاقتصادية التي حققتها البلاد في الآونة الاخيرة للخطر بانتهاج سياسات تدخلية وزيادة الانفاق الاجتماعي وادارة ظهره لاتفاقات التجارة الحرة.وكانت فوجيموري (36 عاما) المفضلة لدى المستثمرين لكن كثيرين صوتوا ضدها لان والدها يقضي عقوبة بالسجن 25 عاما بتهمة الفساد واستخدام فرق اعدام للتخلص ممن يشتبه أنهم يساريون حين كان رئيسا لبيرو في التسعينات.وحذرت فوجيموري من أن هومالا سيدمر اقتصاد بيرو من خلال الغاء اصلاحات السوق الحرة التي بدأها والدها. وساعدت هذه الاصلاحات في تمهيد الطريق لنمو لم يسبق له مثيل على مدى العقد المنصرم لتتجاوز بيرو التضخم الهائل وحروب العصابات في الثمانينات والتسعينات.ويريد هومالا فرض ضريبة على الارباح الاستثنائية في قطاع التعدين الضخم في بيرو ويقول ان على الدولة أن تنظم الاقتصاد لكنه استبعد السيطرة على شركات القطاع الخاص.وقال البرتو برنال رئيس قسم الابحاث بمؤسسة بولتيك كابيتال ماركتس في ميامي عن فوز هومالا «فيما يبدو هذه ليست اخبارا ايجابية... ليس هناك ما يدعو المستثمر الى أن يكون عنده امل».