الأسرة هي البنية التحتية للمجتمع والتي تعتبر البيئة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الفرد وتبنى فيها الشخصية الاجتماعية باعتبارها المجال الحيوي الأمثل للتنشئة الاجتماعية والقاعدة الأساسية في إشباع مختلف حاجات الفرد المادية منها والمعنوية بطريقة تساير فيها المعايير الاجتماعية والقيم الدينية والأخلاقية وذلك من خلال إتباع الوالدين مجموعة من الأساليب في إشباع حاجات الأبناء وخصوصا في فترة المراهقة . وقد أوجب التشريع الإسلامي أن تسود الأسرة التربية الدينية الصحيحة التي تغرس في النفوس العقائد السليمة الراسخة وتربية الأبناء في جو من الإيمان الصحيح، وهو الدعوة إلى طاعة الله والامتثال إلى أوامره واجتناب نواهيه والتحلي بمكارم الأخلاق ومراقبة الله وحده وخشيته في السر والعلن.. الخ.وكانت الأسرة في الماضي هي المؤسسة الرئيسية والأساسية في المجتمع . وتقوم بوظائف ومهام متنوعة ومتعددة كالمهام التربوية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك العسكرية، ولكن مع تقدم الإنسان والتغير الاجتماعي والحضاري الذي حدث، وتراكم المعارف والثقافات الأخرى حتى أصبحت هناك مؤسسات اجتماعية أخرى في عصرنا الحاضر، ولكن يبقى دور الأسرة في غاية الأهمية لأنها هي البيئة الأولى للطفل.فالطفل يكتسب ثقافة مجتمعه من خلال المواقف الاجتماعية المختلفة التي تحيط به ويتعرض لها أثناء الطفولة وهذه المواقف تختلف من مجتمع لآخر باختلاف الثقافة السائدة فيه، وتؤثر في تركيبة شخصيته، فإن كان على سبيل المثال يختلط بأطفال جيران ذوي سلوك سيئ، يكتسب ذلك السلوك إن كان فعلاً أو قولا بالوقوف أمام الموقف الذي تعرض له، ولكن قد لا يكتسبه في حالة علمه أن هذا القول أو الفعل غير محمود بل هو مذموم، لما تعلمه من أبويه في المنزل، نحو الإيفاء بالمواعيد، وتسليم الأمانات. تربية الأسرة تشمل كافة الأساليب التي يتلقاها الطفل من الأسرة خاصة الوالدين والمحيطين به من أجل بناء شخصية نامية متوافقة جسميا ونفسيا واجتماعيا وذلك في مواقف كثيرة منها اللعب والغذاء والتعاون والتنافس والصراع مع الآخرين في كافة مواقف الحياة، فكل ما يتعرض له الطفل من خبرات ومواقف يبقى راسخا في شخصيته طوال حياته، سواء كان سلوكاً طيباً او ذميماً.
|
المجتمع
الأسرة هي البنية التحتية للمجتمع
أخبار متعلقة