(أنا أحدثك لترى.. فإن رأيت فلا حديث)، واليمن قد حدثت العالم ورأى العالم المتآمرين والمتربصين ببلادنا الحبيبة وهي ليست المرة الأولى التي تظهر فيها ملامح الانتقام التي تقودها أحزاب (اللقاء المشترك) ضد اليمن على وجه العموم ومحافظة تعز وأبنائها على وجه الخصوص والتي تتنافى مع كل الشرائع التي عرفتها البشرية.وليس هذا هو المشهد الأول الذي يطفو فيه الحقد الخارج من رؤية ظلامية لا تكتفي بالإلغاء بل تتشفى، غير أن ما تكشفه ممارسات الجماعات الإجرامية المسلحة في شارع جمال يذهب إلى أبعد من كونه وجهاً بشعاً من وجوه الحقد. لأنها تفتح على الملأ فصلاً من فصول إجرامها.. وهي تمارس طقوس وحشيتها على المارين وأفراد الأمن والجيش. هذا لا يترك مجالاً للتريث أو الانتظار. أو حتى للمواقف الوسط.. بل يلغي المنطقة الرمادية المتسعة أو تلك التي حاول البعض التستر خلفها للتريث أو الانتظار.وما يدهشك فعلاً أن تذهب أبعد من ذلك لتبحث في جذور وأبعاد تحاول أن تتوارى تحت يافطات تتنوع وتتلون وأحياناً تتعدد في أشكالها ونماذجها. لكنها أمام الحقيقة المرة التي تجرف آخر الالتباسات وآخر الاحتمالات وترمي في هوامش صفحاتها ذرائع وحججاً يتباكون خلفها. ويحاولون لها أن تنفلت، حيث المشهد بتفاصيله يرونه مجرد حكايات وروايات، لكنه في الواقع ملمح من ملامح الرعب والترويع إلى حد التوحش.وهذه حقيقة لابد من التعاطي معها والنظر إلى أبعد مما تظهره ديكوراتهم، وياقات حضورهم في الفضائيات وبيانات قيادتهم التي لا تستند إلى الواقع في شيء.. بل إلى تحريض لمزيد من القتل والإجرام. ندرك أن بعضاً من تلك البيانات ستدفع لنا بوجوه أكثر حقداً لتمعن في وحشيتها. وندرك أيضاً أن المواجهة المفتوحة معها لن تثنينا أبداً عما نؤمن به.. وما نتمسك به لأنه جزء من وجودنا. وأجزم أنه ليس استنتاجاً سياسياً ولا رؤية تنظيرية بل حقائق تتجسد على أرض الواقع.. لم يخالجنا يوماً الشك بتلك الأجندة القطرية. ولا بتلك الظلامية التي تريد اكتساح ساحاتنا وشوارع مدننا وطرقات قرانا، وهي تحاول أن تروع أطفالنا وأن تزرع الخوف في عيوننا وبالقدر ذاته أيضاً كنا ندرك أن إجرامهم ووحشيتهم وطبول بياناتهم لن تدفعنا للتردد.. لن تغير من قناعاتنا. ولن تزرع فينا لحظة شك بقدرتنا على دحرها. إنهم أبناء تعز بوعيهم وبحسهم الوطني الذين سبق لهم إبعاد المؤامرات حين لم يقبلوا بالمنطقة الرمادية. ولم يؤمنوا بالخلط . وحذروا من تفاصيله يوماً.. لا ننكر عليهم أنهم فشلوا ولا ننكر عليهم خيبتهم حين عجزوا عن زرع الفتنة.. ولا ننكر عليهم أيضاً وحشيتهم وظلاميتهم وإيغالهم في الانتقام من أبناء تعز ولا ننكر كذلك على تلك الأفعال الإجرامية والبيانات المعدة على تلك الشاشات المعبأة بالتحريض والتجييش قدرتها على تحريكهم. لكن كما عجزوا في الماضي. فهم عاجزون اليوم وأبناء تعز الذي سبق لهم لفظهم من صفوفهم قادرون على أن يكرروا الفعل ذاته وباقتدار.. وقد فات على دعاة الفتنة والقتل والتحريض ومن يقف وراءهم من الفرقة الأولى مدرع وأبناء الشيخ الأحمر، أن اليمن ومنها تعز مرت بأزمات مماثلة للأزمة الحالية بل أشد منها وطأة وخرجت منها أكثر قوة وصلابة ومهما قيل ويقال ومهما زعق من يسمون أنفسهم معارضين ونشطاء سياسيين وحقوقيين يمنيين فالحقيقة واضحة، ولكن وكما وجدت الغرف السوداء فاختارت تعز لتكثيف التصعيد، يقولون، يضحك كثيراً من يضحك أخيراً، فهم خسروا مالياً ومعنوياً وأخلاقياً واستنفروا، وفرطوا من شدة الإعياء، وكانت الحصيلة صفراً مكعباً لأنهم لم يأخذوا في حساباتهم أنهم أمام اليمن والقيادة والجيش، و الشعب الذي علمهم أبجديات العمل بالحياة السياسية، والقيادة السياسية التي لم تراهن يوماً إلا على شعبها، والأمن والجيش اللذين يعرفان كيف يصونان اليمن وأمجادها.
أخبار متعلقة