ابوظبي / متابعات : كثيراً ما يثار الجدل حول الآثار الجسدية والفكرية المترتبة على ازدواجية مسؤولية المرأة بين عملها وأعبائها الأسرية والمنزلية، وهل عمل المرأة في ظل الظروف والمتغيرات المجتمعية الحديثة نعمة أم نقمة؟تشير الاستشارية الأسرية الدكتورة نهى عدنان قاطرجي، إلى هذه الإشكالية، وتقول: «هناك بعض الأضرار التي لحقت بالمرأة وأسرتها من جراء خروجها إلى العمل وإن كان ضرورياً، وهذا الضرر يخشى أن يترك أثراً على الأجيال المقبلة، والذي يمكن أن يلاحظ عند الاطلاع على أحوال المرأة العاملة الغربية التي مرت بالطريق نفسه الذي تمر به المرأة العربية اليوم، حتى أن كثيرات من النساء الغربيات بدأن يطالبن بعودة المرأة إلى البيت.ومن أبرز الأضرار التي يمكن استنتاجها عدم تنازل الرجل عن أي حق منحه إياه الشرع أو العادة أو التقليد، لذلك فهو يرفض أن يقوم بأي عمل قد لا يتناسب معه، لهذا تجد المرأة نفسها «تعيش عبء خيارها العمل المزدوج لوحدها ولا تحصل على دعم الرجل أو على دعم المجتمع» .تتابع قاطرجي: هذا الرفض للتعاون قد يكون إرادياً يفعله الرجل عن رغبة وتصميم، كما قد يكون لا إرادياً، وذلك عندما يطال المهام التي هي أصلاً من اختصاص الزوجة كما حددتها طبيعتها الجسدية كالحمل والإرضاع والاهتمام بالأطفال. أما عدم التعاون الإرادي فحجة الرجل فيه تستند إلى فهمه لمفهوم القوامة. وقد استدل بعض من العلماء بهذه الآية على جواز فسخ النكاح إذا عجز الزوج عن نفقة زوجته وكسوتها.وتؤكد: بعض الأزواج يجهلون مفهوم القوامة ويربطونها فقط بالرجولية، فلا ينظر هذا الزوج إلى تقصيره في القيام بواجباته الزوجية، إنما ينظر فقط إلى حقوقه، والتي من أبرزها السمع والطاعة.ومما يبعث على الخوف من تفاقم هذه الحالة هو وجود النموذج الحي الذي تقتفي المرأة العربية أثره، وهو نموذج الزوجة الغربية التي تشير أخبارها إلى مدى القهر والاستبداد الذي يمارسه الزوج عليها، حيث يجبرها على العمل خارج المنزل وداخله من دون الاهتمام لنوعية العمل الذي تقوم به، فإن ضاقت بذلك ذرعاً وأعلنت احتجاجها على هذا الظلم، أحيلت إلى مجموعة النساء المطلقات، بعد أن تنال نصيبها الأوفى من الإيذاء والضرب.وقد أدى الأمر ببعض الدارسات اللاتي يدعين المحافظة على حقوق المرأة الى التخوف من هذه النقطة، إذ أدركن أن القوانين التي يمكن أن تسن لصالح المرأة لا فائدة منها إذا لم تقترن بتصحيح للذهنية السائدة، لذلك قالت إحداهن: إن خروج المرأة إلى العمل في ظل هذه الظروف يؤدي إلى أن يتضاعف الاستغلال الواقع عليها وبدلاً من أن تكون «أداة» للعمل داخل البيت فحسب، تصبح بالإضافة إلى ذلك أداة للعمل خارج البيت ولحساب زوجها» . وتضيف قاطرجي: « تخسر المرأة راحتها واستقرارها داخل البيت مع زوجها وأولادها، حيث يسود جو مشحون بالتوتر واللوم نتيجة تقصيرها في واجباتها العائلية، هذا التقصير الذي لا يخفف منه الاستعانة بالخادمات والمربيات اللواتي يزدن من إحساسها بتأنيب الضمير كونها تترك لهن مهمة تربية الأولاد والاهتمام بهم.وقد عبرت إحدى النساء عن مشاعر الإحساس بذنب تجاه أطفالها ناجم عن ضيق في دورها الأسري، والذي يخشى من نتائجه التربوية السلبية التي يمكن أن يتعرض لها الأبناء بناءً على تأثيرات الإعلام والتربية العلمانية الوافدة من الغرب التي لا تملك أن تضبطها. لهذا تخشى هذه الأم أن تخسر أبناءها وتذهب تضحيتها أدراج الرياح، فلا تجد في شيخوختها ابناً باراً أو ابنة محبة، لأن من الأسباب الموجبة لبر الأم والإحسان إليها الحمل والفصال والتربية والإشراف.
المرأة الخليجية العاملة ضحية ازدواجية وتعدد المسؤوليات
أخبار متعلقة