بصدمة وذهول شاهد العالم اجمع جريمة بشعة لا يمكن تخيلها ، أو تخيل أن يرتكبها إنسان بحق عدوه ، فما بالنا وهي بحق أخ تجمعه به أخوة الدين واللغة والوطن والإنسانية ، إن إقدام البعض على قطع لسان الشاعر الشاب وليد محمد أحمد الرميشي بتلك الطريقة الوحشية ، تنم عن أنه لا صوت يعلو فوق صوت الترويع والتخويف، وان المسألة لم تعد مجرد أقوال بل هي أفعال ترتكب ضد من يعارضهم في الرأي والتوجه، وهذا ليس من الديمقراطية في شيء إطلاقا ، فحق التعبير مكفول للجميع وإلا لما استطاع البعض سب وشتم ولي الأمر على مرأى ومسمع في الفضائيات، وذلك ليس من قيم ولا شيم اليمنيين، فللجميع الحق في أن يقول رأيه ويقف مع من يشاء بحرية طالما وهو ملتزم بآداب الحرية التي تمنع في الوقت ذاته التعدي على حرية الآخرين، فما بالنا اليوم وقد وصل بنا الحال إلى قطع الألسن فماذا سننتظر في قادم الأيام ، اهو قطع للرؤوس أم انتهاك للحرمات ، إن ما حدث يجعل الجميع يتخيل ما هو أفظع .أبدا ليست هذه مبادئ التغيير، فإن كانت تلك ملامحه الأولى فلن يقف احد في صف تغيير جاء ليقضي على كل شيء حتى الصوت الذي لا يتوافق معه، إن الشرفاء من شباب التغيير ومعهم كل الشرفاء في الوطن الحبيب وفي المهجر، يستنكرون مثل هذه الأعمال الإجرامية التي يقصد منها الإساءة أولا لنا كيمنيين، ثانيا دفن كل رأي معارض ، وقد برز تساؤل في محله أين قنوات الفتنة من نقل هذه الجريمة للعالم ، أم أن الرميشي ليس من البشر.إن تكميم الأفواه لم يقتصر فقط على قطع الألسن بل أيضا، في نقل ما يريده هذا الطرف أو ذاك، وإذا لم يعجبه رأيك فأنت لست في صفه بل معاد لفكرته، مع أن الحقيقة ذاتها هي نسبية ، فما تظنه أنت حقيقة يراه الآخرون عكس ذلك ، ولهذا يجب أن نتقبل جميع الآراء طالما وأنها لا تنافي الآداب ولا تدعو إلى التخريب ولا تحث على الفوضى، وإلا فلنقرأ على ما نسميه بالديمقراطية الفاتحة ولندفنها في اقرب مقبرة . وعلى المعارضة أن تدرك أنها لو فازت بالسلطة عبر صناديق الاقتراع فسوف تواجه بمعارضة ، وعليها حينئذ أن تحترم رأيها كما هي تطالب اليوم باحترام رأيها ، وان تتقبل من المعارضين لها يومئذ ما تبيحه اليوم لنفسها، وان تتوقع أن تخرج قلة قليلة للمطالبة بإسقاطها ، فهذا أصبح حال ديمقراطية اليوم، فلنجنح للأمن والاستقرار لما فيه مصلحة العباد والبلاد.[c1]باحث دكتوراه بالجزائر
أخبار متعلقة