لا تستغربوا أعزائي فقد تعودنا أن النجاح يأتي بالعمل والمثابرة والجد والاجتهاد وليس بالكلام فقط ولكن قصص هذا اللقاء هي من حققت هذا المعنى وهو أن الكلمة أحيانا قد تصل بنا إلى مرسى النجاح ولعل الكثيرين ممن يعون ان الكلمات لها دور فعال في حياة نتعامل معهم ويجودون ولا يبخلون بها خاصةً أصحاب العمل .. ومن يقعون موظفين تحت إدارتهم سيفهمون معنى قوة الكلمة.إن كلمة التشجيع والدعم يحتاجها كل من حولنا فالابن يجب ان يسمعها من والديه والموظف من مديره والزوجة من زوجها...الخوقد قرأت حكايتين أشارككم بهما لتعلموا دور الكلمة الطيبة والمشجعة واثرها البالغ : الحكاية الأولى : يحكى أن رجل أعمال مشهوراً كان مسافراً بالقطار وهو متأخر عن موعده وإذا به يجد صبياً وبيده أقلام رصاص فرمى إليه ببعض الدولارات ومضى مسرعاً إلى القطار وعندما وصل الى مقعده وضع حقيبته ونزل مسرعاً إلى الصبي وقال له المعذرة لقد كنت مستعجلاً ونسيت أن آخذ منك بثمن النقود أقلاما ، ونظر إلى عينيه وقال له : أنت رجل أعمال مثلي تماماً ولديك بضاعة تبيعها وأسعارها مناسبة للغاية ثم استقل القطار .. بعد سنوات وفي إحدى المناسبات الاجتماعية التي يحضرها كبار رجال الأعمال إذا بالرجل يجد شاباً أنيقا قدم له نفسه قائلاً من المؤكد انك لم تعرفني ، أنا كذلك لا اعرف اسمك ولكنك الذي أعدت لي احترامي لنفسي وجعلتني اقدر ما أقوم به.لقد كنت أظن أنني ( شحاذ) أبيع أقلام رصاص إلى أن التقيت بك وأخبرتني أنني رجل أعمال وقد وصلت إلى ابعد ما أظن لأنك ظننت أن باستطاعتي ذلك . كم هو رائع هذا الموقف من هذا الرجل الذي بكلمة قالها للصبي الصغير جعل منه اسماً له شأن ، فهل نفعل نحن ذلك ونزرع في نفوس أبنائنا ومرؤوسينا الأمل ونوقظ العملاق داخلهم.. اتمنى ذلك.الحكاية الثانية تتحدث عن زوج كان يعود الى منزله ليجد زوجته قد أعدت الطعام ورتبت البيت وعلمت أولادها وغسلت الملابس ويجدها منهكة ، وبكل برود يقول لها ماذا تفعلين؟ أنت مرتاحة بالمنزل وأنا اذهب للعمل وابذل جهداً اكبر منك لتوفير احتياجات المنزل والأولاد ، وكانت تتألم من حديث زوجها كثيراً لأنه كان يقول لها: أتمنى أن أكون مكانك فأنت مرتاحة ومع ذلك تتذمرين من أعمال بسيطة . وفي أحد الأيام عاد الزوج إلى المنزل ليجد البيت في حالة سيئة والأطباق تملأ حوض المطبخ والملابس تملأ آلة الغسيل ولا طعام يأكله وزوجته نائمة في السرير فسألها ما هذه الفوضى فقالت له أنها مريضة ويجب أن يأخذ إجازة يومين من عمله ويقوم هو بعملها . وبالفعل نفذ رغبتها واخذ إجازة ونهض في الصباح وقام بتنظيم البيت وطباخة الطعام وتجهيز الأبناء للمدرسة وغسل الملابس وذاكر دروس أولاده وفي نهاية اليوم ارتمى على الفراش وأحس بتعب شديد، عندها ذهب الى زوجته وقَّبل يديها وطلب منها أن تسامحه فلم يكن يعلم أنها ترهق نفسها يومياً بهذه الأعمال ووجد أن جهدها كان اكبر من جهده ومن يومها وهو يشكرها على كل عمل تقوم به له ولأولاده وللمنزل . أرأيتم أعزائي صدى الكلمة في نفوس من نتعامل معهم بالسلب أو الإيجاب .أتمنى ألانبخل بقول كلمات التشجيع لمن حولنا حتى نفجر طاقتهم المكنونة بالكلمة الطيبة والمشجعة التي تصنع المستحيل .
أخبار متعلقة