إن ما يحدث في العاصمة صنعاء في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن يعتبر أمراً غريباً ومثيرا للدهشة، وان كان حدس احد سائقي التاكسي صحيحا في انه أمر مقصود بهذا التوقيت للسيطرة على منافذ الشوارع وتحديد السير في طرق محددة منعا للشغب والفوضى فهذا أمر أكثر للغرابة والدهشة.فما يعانيه المواطن من ازدحام شديد وقطع لكل الشوارع المهمة والحيوية والرئيسية أصبح عاملا مدمرا في ظل الهبة الجماعية التي يعيشها الشعب وتذمره من الأوضاع الاقتصادية و السياسية والمعيشية.ومن وجهة نظري اعتبره قراراً غير صائب لشحن أنفس الناس وزيادة غضبهم فنحن نمر بأزمة حقيقية ماليا واقتصاديا وسياسيا ولم يعد المواطن يفكر بالجسور والأنفاق الآن وبهذا التوقيت الصعب.وأكثر ما يزيد الأمر سوءاً هو العشوائية في قطع جميع الشوارع بدون تخطيط أو مراعاة لأقرب نقطة للوصول وبالذات شارعي حدة والزبيري واللذين يعتبران قلب العاصمة وطريقين رئيسيين للوصول إلى المرافق المهمة.ألا يكفي ما نعانيه من سائقي الباصات الصغيرة والدراجات النارية الذين لا يحترمون النظام ويتسببون بكوارث وخسائر مالية عديدة لمجرد أن يقف لراكب أو ينزل آخر. وبدون وجود قانون يحدد لهم أماكن محددة للوقوف واحترام الإشارات المرورية والتنبيه لمن خلفهم بما سيفعلون في الشارع، فمن أجل ثمن أجرة راكب يتسبب بخسائر لآخرين خلفه ويأتي شرطي المرور ليقول المخطئ هو من بالخلف أو ثلثين بثلث!. ألا يكفي الازدحام الشديد وخاصة من الساعة 10حتى1 ظهرا والاختناق الذي تشهده الشوارع والمعاناة التي يعانيها كل من يقود سيارة بالعاصمة وما يزيد الطين بلة أن شرطي المرور يأتي ويقول لك اربط حزام الأمان فمن الأحرى أن يلتفت للعبث الذي يقوم به سائقو الباصات الأجرة والموتورات.وتجد هذا الشرطي يحرر مخالفة لعدم ربط حزام الأمان ونحن نمشي بسرعة 20 كيلو متراً فماذا سيفعل حزام الأمان لمركبة تمشي بسرعة السلحفاة.إنني استغرب أن يتم إغلاق شوارع مهمة لفترة تصل إلى سنة! أيعقل أن تعطل مصالح لمدة عام وأن يستغرق مشوار مدته 10 دقائق ساعة ونصف ليصل المرء إلى مكان عمله!.وأكثر ما يدهشني هو كيف قامت دولة خارجية ببناء جسور عملاقة وأنفاق ونحن في وطننا نسمي ما نراه بالشوارع جسورا وهي لا تتعدى (المعدية) باللهجة المصرية.إنني أناشد ذوي الاختصاص بإعادة النظر في المخطط الفاشل الذي رسموه في شارع حدة والزبيري وأطالبهم بإعادة النظر فيه والبحث عن اقرب المنافذ وتوفير اقرب نقطة وصول. أو انصح أن يبيع كل واحد سيارته ويمشي بقدميه في عاصمة الدولة.
|
تقارير
بع سيارتك وامش برجلك
أخبار متعلقة