غضون
* تحدث أحد زعماء ما يسمى بائتلافات الثورة “ السلمية “ ، وما أكثرها هذه الأيام ،في مؤتمر صحفي أن لديهم خطة للتصعيد ضد النظام في الفترة المقبلة ، ولكنه قال إن الخطة ستبقى سرية من باب الاحتياط الأمني .حزب الإصلاح وزع أعضاءه في مساحة الاعتصام بصنعاء على كيانات كثيرة تسمى ائتلافات وقد ملئت بها الساحة و المشار إليها سابقاً واحدة منها ، وما قيل إنها خطة للتصعيد ولكنها ستبقى سرية لأسباب أمنية لم تعد سراً ولا سرية ، فبين يدي صورة منها أرسلها صديق عبر الفاكس قبل عشرة أيام تقريباً وتلك الخطة ( السرية) هي في الحقيقة واحدة من الأوراق المغطاة التي تتضمن توجيهات للإصلاحيين بتنظيم أنفسهم وإشراك الآخرين معهم لتسيير مسيرات هنا وهناك لمهاجمة مراكز رسمية مهمة وحساسة ومحاولة السيطرة عليها بالقوة .. والخطة تم التأكيد على أن تبقى سرية لكي لا يفضح حزب الإصلاح نفسه ويحرج شركاءه أمام الرأي العام الذي بات يدرك أن هذه الأحزاب تتبنى موقفاً مزدوجاً: تدعي من جهة السلمية والتغيير السلمي وفي الوقت ذاته تستخدم أساليب وأدوات القوة .* لقد أدركوا أنهم خلال أكثر من شهرين ونصف لم يتمكنوا من جر النظام إلى العنف ولم يسقطوه ، وأدركوا أنهم لم يتمكنوا من الانقلاب على النظام عسكرياً بحكم أن الجيش الذي تفرد اللواء علي محسن بجزء منه وانحاز إلى جانبهم يقابله الجزء الأكبر من الجيش وهو الذي يقف مع الشرعية وبالتالي صار الانقلاب العسكري خياراً غير مقبول داخلياً وكذلك إقليمياً ودولياً ، كما أدركوا أن أكثرية المواطنين اختاروا الوقوف إلى جانب الشرعية ، فالاعتصام يقابله اعتصام أكبر والمسيرة يقابلها مسيرة أكبر وجمعة الستين في صنعاء مثلاً تقابلها جمعة التحرير.. هذا إلى جانب أن موقف الشرعية متماسك وواضح، بينما أحزاب المشترك في حالة تناقض وازدواجية وتخذل الشباب المستقلين ، وهي بذلك تخسر كل يوم ... وهنا يأتي المنقذ .. يأتي الاصطلاحيون بخطة جهنمية .. سموها “ البرنامج التصعيدي” .. وهو المقصود بالخطة “ السرية” التي قالوا ستبقى كذلك لاحتياط أمني .* ووفق ذلك البرنامج أو الخطة سيتم إسقاط النظام عن طريق استخدام العضلات وأسلحة ثقيلة من قبيل جر الشباب إلى الزحف على مراكز حساسة والسيطرة عليها .. وقد أجروا بروفة بهذا الشأن كما حدث في بروفة احتلال وزارة الخارجية ثم مبنى التلفزيون. والغرض من ذلك دفع النظام إلى دائرة العنف وعندما يحدث ذلك سوف يحصلون على جماهير أكثر، ومع مواصلة العنف من الطرفين فهذا سيقود إلى تفكك الجيش أكثر فأكثر وانهيار المؤسسة الأمنية للنظام ، ومن ثم يأتي الوقت الملائم للانقضاض على السلطة .. وفي اعتقادي أنها خطة مصيرها الفشل .. وإذا كانت فيها فائدة ما فهي ستكون لصالح النظام بالتأكيد ، فهو لا يزال قوياً ومتماسكاً داخلياً ولا يمكن جره أو قهره بهذه الخطة ، وهو لا يزال مؤيداً بالشرعية الدستورية والقانونية فضلاً عن التأييد الخارجي .