محمد قائد علي الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات بشتى أنواعها الشعبية والشبابية والسياسية والطلابية والاجتماعية والجماهيرية والفئوية والعمالية وغيرها تعتبر حقاً مشروعاً كفله الدستور والقوانين النافذة في بلادنا، وكلنا متفقون على ذلك ولا يوجد أي اعتراض في إطار الممارسة والنهج والمناخ الحر والديمقراطي وفي الأطر السلمية التي لا تتجاوز الهدف والمضمون الذي أقيمت من أجله وهو تحقيق مطالب مهما كان نوعها وهدفها. ويفترض عند إقامة الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات أن تلتزم بمسارها الصحيح والواضح وأن تكون سلمية ولا تتعدى حدودها وخط سيرها ولا تتسبب بأي مخاطر وإضرار للآخرين ولا تتحول إلى فوضى وإزعاج أو إلى مجزرة وساحة لاصطياد أرواح المواطنين الأبرياء وإراقة الدماء المعصومة أو تتحول إلى تخريب وتدمير ونهب للمكتسبات الوطنية والممتلكات العامة والخاصة وتحطيم كل ماهو جميل ومفيد ونافع للوطن والمواطن، وجميعنا متفقون على ذلك وهذا يعتبر الأسلوب الحضاري الراقي والصحيح الذي لايغضب ولا يضر أي أحد ولا يجرح أي جهة ولا ينحاز إلى أي صف كان. وبمناسبة هذا الحديث فإن بلادنا الحبيبة حماها الله من كل شر ومكروه وجنبها المآسي والويلات ما ظهر منها وما بطن، نشهد هذه الأيام موجه من الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات الشعبية والجماهيرية في عموم محافظات الجمهورية وهذا حق شرعي ودستوري سواء كانت هذه الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات تخص المعارضة والشباب أو تخص الفريق الآخر وسواء كانت منددة أو مؤيدة فهذا يعتبر حقاً شرعياً ودستورياً وفي إطار الممارسة الديمقراطية الحرة وكل يعبر بطريقته وفي الأطر السلمية المتاحة. ونحن هنا لاننحاز إلى أي فريق على الآخر ولكنا نسجل رأياً وانطباعاً محايداً بما يمليه علينا ضميرنا وحرصنا الوطني والإنساني، وكمتتبع ومشاهد لمجريات الأحداث والأوضاع التي يشهدها الوطن الغالي، فإني أرى أن كل الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات التي شهدتها كافة محافظات الجمهورية اليمنية لكلا الفريقين معارضة وموالاة كانت مشروعة وحرة رغم بعض التجاوزات التي حصلت، وما أريد أن أوضحه هنا أن كل هذه الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات في جميع محافظات الجمهورية لم تتحول إلى فوضى ولم تخرج عن هدفها وخطها. ولكن للأسف الشديد وما يحز في نفسي ويحزنني ويؤلمني كثيراً هو تلك الأعمال والأفعال التي شهدتها محافظة عدن هذه المدينة الجميلة والعريقة والهادئة.. أعمال مخلة ومخجلة لا ترضي أي مواطن شريف، هذه الأفعال التي أقترفها بعض المتهورين وهي بالفعل لا تندرج في إطار الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات السلمية وإنما نستطيع القول عنها إنها صبيانية سمحت لنفسها بارتكاب حماقات وقامت بإغلاق الشوارع والطرقات وإحراق الإطارات التي تسببت بالعديد من الأمراض الصدرية للمواطنين من المرضى والعجزة والمسنين والأطفال جراء ما ينبعث عنها من أدخنة وغازات سامة تملأ الشوارع والأحياء السكنية والبيوت، وكذا تخريب طبقات إسفلت الطرقات، وإحراق الممتلكات العامة والخاصة ونهب وسرقة محتوياتها حتى أعمدت الإنارة لم تسلم من التخريب وتم تحطيمها وسد الطرقات بها وهي التي تنير لنا دربنا وطريقنا من عتمة الظلام الدامس، كما تعرضت بعض أقسام الشرطة والبلديات للحرق وإتلاف محتوياتها وسرقة ونهب ما بها من معدات وأدوات حتى الأبواب والشبابيك لم تسلم من النهب والسرقة، كما أن بعض مكاتب البريد لم تسلم من محاولات السرقة وبعض فنادق المواطنين تعرضت للمداهمة ونهب وسرقة ما بها من ممتلكات ومعدات وأدوات ثمينة وغيرها من الأفعال والممارسات والتصرفات التي لم نشهدها إلا في محافظة عدن فقط رغم أنه يوجد احتجاجات وتظاهرات واعتصامات في معظم محافظات الجمهورية ولم يحدث ما حدث في محافظة عدن من تخريب وسرقة ونهب، ولا نعرف لماذا يلجأ البعض إلى تخريب وإحراق مكتسبات الوطن التي هي أصلاً ملك كل الشعب اليمني، يعني ملكنا جميعاً، ولا نعرف ما الذي يدفع مواطناً سوياً وصالحاً إلى تخريب وإتلاف وحرق ممتلكاته التي حققها وبناها على مدى سنوات طويلة ولا نستطيع معرفة متى نقدر على إرجاع ما تم تخريبه وبعد كم سنة؟ وهناك احتجاجات وتظاهرات واعتصامات في بعض مديريات محافظة عدن يمارس المحتجون فيها حقهم الشرعي بصورة سلمية ولا يرضون عن هذه التصرفات التخريبية التي ترجعنا سنوات طويلة للوراء. لهذا نقول لهؤلاء الذين يسعون إلى التخريب اتقوا الله ورفقاً بالوطن وممتلكاته ومكتسباته، وإذا أردتم التظاهر والاعتصام فليكن بس بصورة سلمية بعيداً عن النهب والسرقة والتخريب.
أخبار متعلقة