محمد علي الجنيد هاهي الملايين من جماهير الشعب اليمني في جمعة ( الوفاق) تصر على مواصلة فعالياتها الحاشدة تعبيراً عن تأييدها المطلق للشرعية الدستورية والدعوة للحوار والإخاء وحل الخلافات بالطرق السلمية في إطار الدستور والنهج الديمقراطي إضافة إلى ولائها لله عزوجل ، ثم للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية. رغم أن جمعتي ( التسامح) و(الإخاء ) تجلت فيهما البلاغة في أسمى معانيها وقد كشفت حقيقة الولاء والحب والانتماء للوطن، وكان ذلك الجمع الكبير والحشد العظيم الدائم في ( التسامح ) و( الإخاء ) و(الوفاق ) ليعبر في استفتاءات حقيقية مستمرة عن الحرص على الأمن والاستقرار والتمسك بالمكتسبات الوطنية.
وما كان ( التسامح ) إلا تأكيداً لحقيقة ( الإخاء) القائم على ( الوفاق ) والتوافق الوطني في حل الأزمة القائمة عن طريق الحوار والتفاهم بما يجنب الوطن الفتن ويحفظ أمن اليمن واستقراره، ويخلق الاصطفاف الوطني لمواجهة مهام الإصلاح والبناء والتنمية. وتلك الملايين التي شهدت جمع (التسامح) و( الإخاء ) و(الوفاق ) بميدان السبعين لن تسمح لأي كان أن يزور إرادتها أو يعبث بأمن الوطن، ولن تترك الفرصة لمرور أو تمرير أي مشروع انقلابي مهما كان الثمن ومهما كانت التضحية. بصدق، كل يوم يزداد المشهد سخونة وتتسع دائرة العنف وتتصاعد حدته .. أرواح تزهق ومنشآت تخرب وبأيد يمنية .. وكلما سالت قطرة دم واحدة ازدادت الأمور تعقيداً وتباعدت آمال الوصول إلى حلول تنهي هذه الأزمة الخانقة. مع استمرار الوضع وتصاعده يتسع الثقب في جدار سفينة الوطن. إننا في ظل تلاطم الأمواج الشديدة من كل اتجاه، أصبحنا على وشك الغرق، لأننا مستمرون في عملية التكسير والهدم في مختلف أجزاء السفينة بكل ما أوتينا من قوة.
كفى نزيفاً للدماء كفى فوضى وتخريباً فأحزاب اللقاء المشترك وجدت في اعتصامات الشباب مبتغاها وتحقيق أهدافها. سعت إلى احتوائهم وقتلت ثورتهم الشبابية وطموحاتهم وأحلامهم وبذلك سيطرت عليهم وبدأت تسعى إلى تحقيق تلك الأهداف الشبابية ولن تتنازل عنها لصالح الشباب، وتطالب بالرحيل السريع للرئيس وإسقاط النظام، وحتى الآن لم تقدم أحزاب اللقاء المشترك أي تصور للمرحلة القادمة، وقدمت مبادرة دون الرجوع إلى الشباب وليس هناك موقع للشباب في أجندة تلك الأحزاب المتمترسة خلفهم والمتحدثة باسمهم. كلنا نريد التغيير، كون التغيير سنة كونية، ولكن أود الحديث عما يجري داخل محافظتي الساحرة الحديدة، هذه المحافظة الوديعة التي ما عرفت سقوط قطرة دم على أرضها أبداً .. فالتغيير لا يأتي بالفوضى وإقلاق السكينة العامة، أبدا لم تكن ولن تكون الوطنية هي التدمير والعبث بالحق العام، وما يحدث في مركز المحافظة من تخريب وتدمير وعبث لا يرضى عنه عاقل، ويشوه أية مطالب يدعو إليها من يقومون بهذه الأعمال التشويهية لهذه المحافظة. ماذا فعلت بكم اللوحات الإعلانية بشارع صنعاء حتى تكسروها؟!
ماذا فعلت بكم حديقة الشعب حتى قتلتهم أعشابها الخضراء الجميلة وعبثتم بها ؟ بقالة أفريقيا ماهي جريمتها حتى تنهب؟! شوارع المدينة ماذا عملت لكم حتى شوهتموها بتلك الإطارات المحروقة؟! وهناك أشياء كثيرة هل أساءت لكم أم إنكم أسأتم لها؟! ما ذنب الطفلين بسام محمد عبدالجليل السويدي وعارف سيف المقطري وإصابة العشرات من الأبرياء ؟! أليست الفوضى التي تقومون بها أيها الجبناء يا من تدعون الحرية وأنتم بعيدون عنها كبعد السماء عن الأرض، إن من يرغب بتغيير وضع ما إلى الأفضل عليه أن يسلك طرقاً إيجابية ومؤثرة، لا طرقاً سلبية منفرة . بالله عليكم هل شهدنا في أي مكان بالعالم قيام مسيرة بالليل، فالشباب المعتصمون بحديقة الشعب كلهم بحاجة إلى محاكمة لأنهم هم الأساس والسبب الرئيسي بهذه الفوضى والمذابح الإنسانية وما اقترفوه في حق الشعب اليمني والوطن في آن واحد. نحن بحاجة إلى وقفة جادة لما هو للصالح العام ( الإنسان - الأرض الوطن) بحاجة إلى تجنيب وطننا الحبيب أعمال التخريب والعنف والفوضى، بحاجة إلى العقل والشعور بالوطنية والمسؤولية الحقيقية التي صارت أغنية للناس هذه الأيام، مجرد كلمات على الشفاه بعيدة عن الواقع الفعلي الذي نعيشه.
ما هذا التخاذل من السلطة ومن الناس ومن قادة الحزب الحاكم الصامتين الذين اكتفوا بالبقاء على المدرجات للمشاهدة فقط؟! استغرب جداً أن تتحكم مجموعة من الشباب الطائش بحياة الناس وأن يتكلموا باسم المحافظة رغم أنهم ليسوا من أبناء المحافظة أصلاً، وكأنهم وحدهم من يملكون المحافظة؟! فأغلب هؤلاء بحديقة الشعب ليس من أبناء المحافظة أصلاً، وهناك 10 % من أبناء المحافظة لكنهم ينفذون أجندة أحزابهم السياسية، ولكن استغرب هذا السكوت وهذا التخاذل من الجميع مشايخ وأعياناً وشخصيات ورجال مال وأعمال وقيادات مسؤولة بالحزب الحاكم. كما استغرب غياب دور الأغلبية الصامتة من الناس الذين يعتبرون المتضررين الرئيسيين من هذه الفوضى وهذا التخريب .. أليس ذلك جرماً ؟! المسؤولية مشتركة.. وعلى المسؤولين في السلطة أن ينزلوا إلى الميدان ويلتقوا بمن تضرروا وبأهالي الضحايا ويضعوا الحلول المناسبة، وهذا من صميم عملهم، وعلى الناس أن يعوا أنهم هم أصحاب الشأن وعليهم تحمل المسؤولية والمشاركة في الحفاظ على ممتلكاتهم العامة التي يضيعونها وسط ثارات غضب المعتصمين وتهور ردود السلطة على هذه الثارات ، ونسأل الله عز وجل للأخ المهندس أكرم عبدالله عطية محافظ الحديدة مزيداً من الصبر والتحمل ونسأل الله له الشفاء والصحة والعافية، فهو عند مستوى المسؤولية. أتمنى من الله عز وجل في القريب العاجل حل الأزمة ودرء الفتنة والاجتماع في جمعة الصلح، نعم جمعة الصلح والسلام.