برلين/ متابعات : في العالم الذي يتخيله المهندس (يورجن ماير إتش) ستكون تجربة القيادة مزيجا من واقع رقمي وآخر افتراضي وثالث واقعي تقليدي . تخيل أن العام هو 2030 وأنك تقود عبر مدينة افتراضية اسمها بوكيفيل سيارة مجانية اخترتها من وسط مجموعة ، تخيل أيضا أنك تحاول أن تقود زائرا ما في نزهة عبر المدينة وكي تترك انطباعا قويا لديه قررت حظر المباني القبيحة ومحوت تلك الأحياء العشوائية من الجولة. لا مشكلة ، فقط اضغط على شاشة اللمس على زجاج السيارة الأمامي ، لتنشط مواصفاتك الشخصية. ما قمت به يسمح لك وللمجموعة المرافقة لك برؤية المدينة كما تشاء. قم بمحو تلك الخربشات على الحائط على يسارك وكبر منظور الرؤية للمبنى على يمينك لتشاهد شقة خالية متوفرة للإيجار، واركن سيارتك. يقول يورجن ماير إتش “ سيارة المستقبل ستكون أكبر وهي في الأساس سيارة أجرة دون سائق، هي ليست مركبة تناور بها عبر زحام المرور بل أقرب لآلة اختبار حسية..التجربة لم تعد تجربة قيادة تلعب فيها دور القائد ، بل المقاد “ . هذه الرؤية الجديدة الجريئة كانت هي الفائزة بالجائزة في مسابقة “أودي أوربان فيوتشر “ والتي تبلغ قيمتها مئة ألف يورو “133310 دولارات” . تقوم أودي كل عامين بدعوة مهندسين كبار للمنافسة في محاولة منها لتدشين حوار حول تناغم الحركة والهندسة والتطوير العمراني في المستقبل. يقول يورجن ماير إتش إنه استلهم مفهومه الجديد هذا من مجموعة من الشباب الإيراني في العاصمة طهران، قضوا معظم الليل يطوفون بالمدينة يحاولون التعرف على أشخاص آخرين، ما حول السيارة إلى اداة تواصل اجتماعي . في محيط بوكفيل 2030 كل ما عليك هو الضغط على شاشة اللمس على زجاج السيارة الأمامي لتعرف أين تجد الحانات والنوادي والرفاق المحتملين. وعندما سئل عن المكان الذي يتصور أنه يصلح لتحقيق ذلك الحلم فيه ، قال ماير إتش إن ناميبيا أو زيمبابوي في أفريقيا تصلحان لاستضافة بوكيفيل المستقبل . وأوضح “ إن افتقار تلك الدول لبنى تحتية معقدة يجعلها مثالية ، ما على المرء سوى أن يأخذ شبكة الهواتف الخلوية في زيمبابوي فهي واحدة من أفضل الشبكات الخلوية في العالم كمثال، إن زيمبابوي لم تكن لديها شبكة اتصالات أرضية كبيرة في البداية وهو ما سهل الأمور كثيرا على القائمين على تشغيل الهواتف الخلوية “. لقد تنافست ست من أكبر شركات التصميم في العالم على الجائزة ،غير أن رؤية ماير والتي أطلق عليها ( أيه ـ وأي ) والكلمة بمعناها المتطرف- تلاعب بكلمة “اواي” أو بعيدا باللغة الإنجليزية- وهي فرضية تسند إلى تداعيات ثقب الأوزون الذي اكتشف عام 1985، فالمدن تتسع وتتحول إلى كائنات عملاقة تمد أذرعها في كل اتجاه وتزداد تعقيدا. كان حجم تلك المدن والزيادة الرهيبة في أعداد سكانها واختناقها السبب الأساسي وراء التلوث. لقد حفز اكتشاف ثقب الأوزون إدراك أن الواقع الحضري معرض للخطر. غير أن ثقب الأوزون كان نافذة في الوقت نفسه للإطلال على واقع جديد يتعايش فيه المرئي وغير المرئي، المحسوس والمتخيل ، الافتراضي والواقعي . في تصور ماير لمنتصف القرن الحادي والعشرين تتحرك السيارات بفضل الكهرباء المستخرجة من شبكة ذكية تعرف باسم “ بيئة الكهرباء المغمورة “ وتأتي مقترنة ببرامج واقع إضافية. التكنولوجيا الرقمية جعلت الحدود ضبابية متداخلة بين الجسم والسيارة والتصميم ، كما هو الحال داخل وخارج خريطة ثلاثية الأبعاد .
القيادة الرقمية الافتراضية في المستقبل
أخبار متعلقة