نعيد ونكرر للجميع أن وطننا اليمني ملك الجميع، ودم كل مواطن فيه غالٍ على الجميع، وأن قطرة دم تخرج من جرح بسيط من أيٍ كان هي بمثابة دماء اليمنيين كافة وعلى الجميع أيضا أن يقف حجر عثرة أمام كل من يحاول إراقة الدماء في وطننا اليمني.ومرة أخرى أوجه كلامي للشباب المرابطين في اعتصاماتهم التي أقيمت لتحقيق مطالبهم التي كانت تتمثل في البدء باجتثاث الفساد ومحاسبة كل من أضر بالوطن لتتحول فيما بعد مع دخول الأحزاب السياسية إلى مطالب غير واقعية تدعو للتفرقة بين أبناء الوطن بفعل تصرفات الأحزاب التي اندست بين الشباب وأفقدتهم سلمية اعتصاماتهم لتحولها إلى اعتصامات تهدف من ورائها تلك الأحزاب إلى الوصول لكرسي السلطة بعيداً عن الطرق السلمية التي كفلها الدستور والقانون للوصول إلى السلطة في بلادنا.ولعل آخر تلك الافتعالات المحرضة هي إشراك الأطفال والنساء في مسيرات غير قانونية يراد منها تأجيج الوضع وزيادة حدة التوتر بين أبناء الوطن الواحد ومحاولة استخدام أولئك الأطفال سلالم تتسلق عبرها تلك الأحزاب وتضحي بها أمام الرأي العام المحلي والعالمي وتستخدمها كورقة تلعب بها للوصول بأي وسيلة كانت وعبر دماء البسطاء والمغرر بهم من أطفال ونساء لا يدرون مغزى تلك القيادات المغرضة التي تسعى للدفع بهم إلى الهاوية.فلماذا يتم استغلال الأطفال والدفع بهم لتصفية حسابات حزبية وسلطوية في الساحات وقارعات الطرق بينما “جنة الأطفال منازلهم” فالمنازل هي أمكنة الأطفال وإن كان هناك صوت للعقل فإنه سيعي جيداً أن مثل هكذا تصرف بالدفع بأطفال ونساء للواجهة هو عمل أرعن وغير مسئول وغير أخلاقي وغير وطني ويدل على عدم امتلاك تلك القيادات لأي قيم ومبادئ إنسانية وسياسية من خلالها يمكن أن تخوض العملية السياسية بتعقل لا يسمح بأن يتضرر أحد من جراء تفكير سياسي كل همه الوصول إلى كرسي السلطة بأي وسيلة كانت.فالأطفال هم شباب الغد الذين سيكونون قادة المستقبل وعلينا أن نعمل على تهيئة المناخ المناسب لهم حتى يكتب التاريخ أن شباب اليمن قادوا التغيير بطريقتهم السلمية وأتاحوا لأطفالهم شباب الغد أن يعيشوا في مناخ يسوده الحب والوئام والود والاحترام فيما بينهم وأن يكون لهم مكانتهم وتاريخهم المشرق بين الشعوب.فإشراك الأطفال في اعتصامات أو مسيرات لا يتحمله إنسان أبداً خصوصاً في الوضع الراهن الذي يشوبه التوتر، بل إن مثل هذا الفعل هو تفكير عقيم، فكيف بقيادات حزبية وسياسية تدفع بشباب المستقبل إلى الهاوية وهي تتفرج وتنتظر الفرصة المواتية لكي تستغل تلك الملائكة في تحقيق هدف يمكن أن يتحقق عبر صناديق الاقتراع بطريقة يكفلها الدستور والقانون في الجمهورية اليمنية.لقد عرف اليمنيون وعلى مر العصور بحكمتهم ووفائهم لوطنهم والحفاظ على أمنه واستقراره ولم يعرفنا العالم أبداً بأننا نضع الأطفال والنساء كدروع بشرية نقدمها ضحايا من أجل تحقيق مصالحنا وهذا أمر يتوجب على الشباب إدراكه تماما، وليعرف كل شخص حقيقة تلك الأفكار الهدامة التي تحاول سلب الثورة من يد الشباب واستخدامها كورقة رابحة لتحقيق مطالبها الشخصية والحزبية للوصول إلى السلطة.أخيراً .. “جنة الأطفال منازلهم”، والتعبير عن الرأي حق مسموح للجميع، فالدستور والقانون كفلا للجميع الحق في التعبير عن رأيه بطرق سلمية أما إشراك الأطفال فهو بمثابة خيانة عظمى للأجيال القادمة التي سيحكي التاريخ عنها ويقول: هؤلاء من دفعوا بالأطفال وتسلقوا على أجسادهم الطرية للوصول إلى مآربهم.أيها الشباب اعتصامكم شبابي وسلمي وعليكم طرد ونبذ كل من يحاول الإساءة لهذه الاعتصامات التي يعول عليها الكثير إن صحت أهدافها السلمية بعيداً عن الطامعين للوصول إلى السلطة وتصفية الحسابات الحزبية والسياسية على أكتافكم.
جنة الأطفال منازلهم
أخبار متعلقة