غضون
* أكل هذه الأعداد الهائلة من المواطنين الذين يهتفون للرئيس وللحوار والأمن والاستقرار «بلاطجة»؟ من المعيب على الإخوة في المشترك أن يزدروا بشعبهم ويوجهوا هذه الإهانة.. كل من ليس معهم يسمونه «بلطجي».. أكان مواطناً متحمساً لموقفه السياسي أو صحفياً أو من قدامى الثوار والمناضلين.. كل من يقف على الطرف الآخر بلطجي.. وإذا اعترفوا بضخامة تلك الحشود المنقولة صورها في التلفزيون، قالوا أنها صور مدبلجة، كما قالوا أمس.. حيث قالوا إن الصور التي ظهرت للجموع في ميدان السبعين هي صور قديمة تعود إلى أيام انتخابات 2006م رغم أن ما فيها من هتافات وشعارات وصور تبين بوضوح إنها توثق لجمعة أمس.. وهذا التلفيق أو الكذب بقدر ما يدل على شعورهم بالمرارة فإنه بالقدر نفسه يريك كيف يفرجون عن كربهم ويعبرون عن عدم احترامهم لإرادات المواطنين.* وعندما يخففون من إساءاتهم للمواطنين الذين يحتشدون بمئات الآلاف في ميدان السبعين بصنعاء، يقولون هؤلاء جلبوا بأموال الخزينة العامة حيث يحتشدون بأجرة ويهتفون بأجرة و.. و.. وكله بمقابل، وهي أيضاً إهانة للمواطنين. حيث يتم اتهامهم بأنهم يبيعون مواقفهم بالمال وأن لا إرادة لهم ولا موقف سياسياً، بل مجرد بضاعة للبيع. ومن المؤكد أن هناك أموالاً تدفع من قبل المؤتمر والمعارضة لتنظيم المسيرات والاعتصامات، ولكن ليس لشراء الذمم بل للمنظمين والحاشدين والناقلين، ومع ذلك أجزم أن ما يصرف لجهة المؤتمر يأتي من متطوعين أكانوا قيادات تنظيمية أو مشايخ أو رجال أعمال، وأن معظم الحاشدين هم مواطنون عاديون يسخرون سياراتهم لنقل المواطنين.. وأجزم أيضاً أن الطرف الآخر ينفق أموالاً هائلة يومياً وربما أكثر من خصمه لأن فعالياته يومية، وهناك من استقدموا من أماكن بعيدة للإقامة المستمرة في ميادين الاعتصام.* أمس نشرت مواقع إصلاحية ما تقول إنها وثيقة تدل على أن السلطة تنفق من المال العام على من يسمونهم البلاطجة، وهي عبارة عن رسالة موجهة من مدير عام مديرية شعوب إلى أمين العاصمة لتصفية عهدة بمبلغ (19.560.000) ريال وقالوا للرأي العام لقد انفقوا للحشد في مديرية واحدة أكثر من 19 مليون ريال.. ولكن من يدقق في الوثيقة المزعومة سيجد أن الإصلاحيين وضعوها من عندهم، ولم يحسنوا ذلك وغلطوا في الحساب. في تلك الرسالة يقول مدير المديرية حسب قولهم: صرفنا (450.000) و (8.750.50) و(9.960.000) و (400.000) و (400.000) بإجمالي (19.560.000) ريال. لكنهم غلطوا في الجمع فإجمالي تلك البنود هو (19.960.000) فهل معقول إن مدير المديرية يتطوع بأربعمائة ألف لأمين العاصمة أو يغلط بهذا المبلغ ويتحمله.. هذا فضلاً عن أن الجماعة نسوا أن يرقموا الرسالة، كذلك تجاهلوا أن أي فساد من هذا النوع لا يمكن أن يوثق في وثائق رسمية. ومن يرجع إلى تلك الوثيقة المزعومة فلن يجد فيها أي دليل يدل على أن الذين يحتشدون تأييداً للرئيس ودعوة للحوار والأمن والاستقرار يقبضون ثمن مواقفهم.. فالمبلغ المزعوم في الوثيقة المزعومة المواطنون الشرفاء منه براء.