ما دامت سفينة الوطن بحاجة إلى ربانها فليس منطقياً البتة أن يغادرها استجابة لأقلية لا يشكلون 2.5 % من ( 25) مليوناً من أبناء الشعب وهذه المطالب تسقط بفعل الواجب الذي مازال ملقى على كاهل فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية و منوطاً به وعليه الاستمرار القيام به على أكمل وجه في لحظات عصيبة كهذه نعيشها فليس ثمة مجال للحديث عن مطالب لأقلية تمثل نفسها مادام حق الجماهير حاضراً بقوة الأغلبية وصوته أعلى وأفصح.عندما كشفت تلك الأقلية من المعارضة (أحزاب اللقاء المشترك) عن مطالبها بتنحي الرئيس وإسقاط النظام السياسي صدمت بقسوتها وجدان الأمة والوطن وها هي ترتفع تداعياتها النفسية في ذاكرة الوعي المجتمعي ونفوس اليمنيين الطيبين والمؤملين من قائدهم بناء مستقبلهم الأرغد وحاضرهم الزاهر والذين هم ليسوا على استعداد أبداً للعودة بأحلامهم وأعمارهم إلى نقطة الصفر وبداية التجربة.السؤال الذي يطرح نفسه الآن ويثير قلقاً عاماً : هل سيمضي فخامة الأخ الرئيس على عكس رغبة الشعب ورجاء الوطن والمصلحة العليا والإرادة الشعبية ويلبي مطالب تلك الأقلية في التنحي عن الرئاسة أم إنه كما عودنا وعهدناه دوماً سيخضع لرغبة الكثير من أبناء شعبه ويكمل المسيرة وقيادة سفينة الوطن حتى ترسو جيداً على شاطئ الأمن والأمان ويواصل بخطى مباركة ما تبقى من مسافة على طريق الألف ميل الذي بدأنا فيه معه مهمة السير الصاعد والانطلاق الواثق صوب المأمول البعيد منذ الوهلة الأولى لقيادة سفينة البلاد الـ 17 من يوليو 1978م رغم ما أكتنف المسيرة من تلاطم أمواج وهدير ريح خاصة في الخطوات الأولى على دربها المستقيم الذي لم يكن معبداً حينها.نأمل ألا يستجيب فخامة الرئيس لتلك الأصوات فمازال أمامه الكثير من العمل ولم يئن الوقت لترجل الفارس عن صهوة الخيل فالمنزل اليمني الكبير أحوج ما يكون إليه الآن وفي أمس الحاجة إلى الأب الحكيم الذي مازالت تتجلى فيه معاني الحنان ودفء الأبوة والألفة فليس أمامه الآن من خيار سوى أن يلبي رغبة جماهير الشعب التي تناشده مواصلة مسيرة البناء التنموي الوطني وأركان البيت اليمني مع ذات اليد الماهرة التي وضعت الحجر الأساس وأرست دعائم المبنى والمعنى لوطننا الحبيب ومازالت قادرة على العطاء والإجادة ومن أعماق الضرورة المرحلية وحنجرة الإجماع الوطني تتصاعد وتيرة النداءات النابعة من صلب الواقع ورحم الحقيقة التي لا يشوبها أدنى شك بتشبث هذا الشعب بقائدة الفذ وزعيمه الوفي وهي الحقيقة التي تحوم حولها تخرصات ومطالب المعارضة.
أخبار متعلقة