غضون
* يوم الجمعة هو سيد الأيام عند المسلمين .. واليمنيون يعظمون قدره حتى الذين لا يصلون الصلوات الخمس يذهبون يوم الجمعة للصلاة وتفيض بهم الجوامع إلى الشوارع ،ويتبادلون التهنئة .. جمعة مباركة .. جمعة مباركة .. لكن منذ أواخر شهر يناير الماضي تنبه المعتصمون المصريون إلى إنه لا ينفع مع الرئيس مبارك لا سبت ولا اثنين ولا خميس .. بل الجمعة حيث يحتشد أكبر عدد من الناس في وقت واحد ومكان واحد فجعلوا ثورتهم جمعة .. جمعة الغضب ثم جمعة الرحيل .. ورحل مبارك بعد أن كان يقدم تنازلات بالقطارة والتقسيط.اليمنيون حاكوا الجمع المصرية .. وصار لنا كثير منها .. جمعة التحدي .. جمعة الوفاء.. جمعة الغضب.. جمعة الإخاء.. جمعة البداية.. جمعة التسامح .. جمعة الوفاق .. جمعة الرحيل .. وطلعت كلها جمع غير مباركة.كذلك هي جمعة محمد قحطان التي سماها جمعة الزحف إلى غرفة نوم الرئيس .. وهي جمعة ولت بدون زحف وبقيت “ قلة أدب” قحطان بدون اعتذار للرئيس وللرأي العام ، رغم أن تلك السفالة تستوجب الاعتذار لجميع .. ولا بأس فقحطان هو اليوم الناطق الرسمي لأحزاب المشترك.* الاضطرابات السياسية والاجتماعية في الحياة اليمنية أوجدت مناخاً ملائماً لانتعاش تنظيم القاعدة والجماعات السلفية الجهادية .. فأخبار إعلان “إمارة” هنا وأخرى هناك أخبار صحيحة .. هذا إلى جانب زيادة مستوى التوحش ، فقد قتلوا من الجنود والضباط والمواطنين العاديين في هذه الفترة القصيرة أكثر مما أنجزه “ جهادهم” في عام كامل، كذلك على مستوى تدمير المنشآت والسيطرة على مكاتب حكومية ونهب كل محتوياتها وهذا الإنجاز الكبير الذي يحققه الإرهابيون في اليمن في هذا الوقت له ارتباط بطبيعة توجهات وأهداف القوى التي أصبحت فجأة مسيطرة على مجريات الأحداث إلى حد كبير .. وهذه القوى قريبة الصلة بتنظيم القاعدة ، بل إن شخصيات بارزة فيها تعتبر القاعدة قاعدتها وذراعها أيضاً .. وفي هذه الأثناء تصل الصراحة والثقة برئيس أحدى دوائر الأمانة العامة لحزب الإصلاح حد التصريح لصحيفة “ الديار” أن تنظيم القاعدة حتى الآن لم يقدم لهم برنامجه لكي يناقشوه - وهذا عتب جميل على تنظيم القاعدة عليه أن يقابله برد جميل وإرسال البرنامج!* إعلان حالة الطوارئ يعتبر ساري المفعول منذ أسبوع أو أكثر .. لكن هل من أحد يشعر أن البلاد في حالة طوارئ.. أعني تطبيق قرار حالة الطوارئ .. فلا وجود لأي إجراءات على الأرض بهذا الصدد رغم أن الفتنة الداخلية قد ظهرت والحرب الأهلية تطل بقرنيها والعصابات الإجرامية والإرهابية تعمل على مدار الساعة.المعارضة تكابر وتقول لا لزوم لفرض حالة الطوارئ لأن الدستور يقول إنها تفرض في حالة وجود فتنة داخلية أو حرب أو كارثة طبيعية .. فهل لا وجود لشيء من ذلك يا جماعة؟هم يزعمون أن إعلان حالة الطوارئ اتخذه رئيس الجمهورية ومجلس النواب لكبح الأنشطة السياسية في الشارع ليس غير .. والأمر ليس كذلك ، بدليل أن هذه الأنشطة ليست مقصودة ما دامت سلمية حتى الآن، لكن ماذا عن الأنشطة الأخرى التي بدأت تحقق أهدافها في مديريات ومحافظات معروفة .. على المعارضة أن تفترض إنها سوف تجلس على كراسي السلطة غداً وتسأل نفسها هل ستكون قادرة على احتواء أو وقف هذا التدهور دون فرض حالة طوارئ لمدة عام بينما الرئيس قرر أن يكون ذلك لمدة شهر.