أمين عبدالله إبراهيمتعرف البيئة بأنها الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان، بما يضم من ظواهر طبيعية وبشرية يتأثر بها ويؤثر فيها، بعبارة أدق هي مجموعة النظم الطبيعية والاجتماعية والثقافية المترابطة فيما بينها، وتشكل موطناً للإنسان والكائنات الأخرى، يستمدون منه زادهم ويؤدون فيه نشاطهم تأثيراً وتأثراً.وبكلمة أخرى، البيئة تعني المكان وما يتميز به من ظروف يعيش في ظلها الكائن الحي وتحيط به، وتظهر آثار تفاعل الإنسان مع محيطه واستجابته للرد على نحو مستمر على كل تغير قد يحدث في ذلك المحيط على طبيعة حياد الإنسان الحضارية والعقلية، فالبيئة بناءً على ذلك تتمثل في كل ما يحيط بنا ويؤثر على كافة الصعد: محلياً وإقليمياً وعالمياً، والواقع أن البيئة أو المحيط هي بكل بساطة المجال الجغرافي وهي لا تعني فقط العناصر الطبيعية والمادية، فهي تطال الأشخاص ونشاطاتهم وعلاقاتهم ومؤسساتهم.ومثلما تخص الشؤون البيئية البلدان الصناعية، فإنها تخص البلدان النامية، إذ يمكن أن تكون نتيجة للتقدم التقني أو لانعدام التطور، وفي كلتا الحالتين، يمارس التبدل أو التغير السكاني دوراً مهماً في نشوء المشكلات أو في حلها، وأثره في استخدام الموارد وعلى توازن العناصر البيئية.فالتربية البيئية في ضوء ذلك تتطلب عمليات الإدراك والفهم للعلاقات المتبادلة بين الإنسان ومحيطه المادي والحيوي، والمشكلات البيئية واكتساب قيم المحافظة عليها واكتساب مهارات اتخاذ القرار، والإسهام، بإيجاد الحلول من أجل تحسين نوعية الحياة، وكل ذلك بوصفه حلقة وصل بين التعليم والحياة بحيث يكون أو يشكل الإنسان الواعي بيئياً والمتمكن علمياً وتربوياً والمتعاون مع الآخرين.وثمة اعتراف متزايد بالحاجة إلى مقارنة كلية شاملة للروابط القائمة بين السكان والبيئة لا ينظر إلى النشاطات السكانية على أنها عنصر مستقل بذاته، بل عنصر وثيق الصلة بالوعي البيئي، وبالتغيرات في نمط العيش والاستهلاك وبإصلاح الأراضي والحد من الفقر الريفي.وبحسب توضيحات خبراء السكان والتنمية والتربية، فإن المفهوم الشامل للتربية السكانية ـ البيئية يتضمن دراسات تحليلية للعلاقات متعددة الجوانب بين السكان والبيئة بما فيها مفهوم التنمية والمستدامة، ويعد أكثر قبولاً وجاذبية من المفهوم الضيق لتربية سكانية تركز على الخصوبة والتكاثر البشري وتخطيط الأسرة، او بالمقابل لتربية بيئية تقتصر على الجوانب الطبيعية الفيزيائية للتغير البيئي الشامل، على أنه يلاحظ عالمياً أن التربية السكانية في المدن الأخيرة وبالذات بعد مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية عام 1994م أخذت منحى التوسع بعض الشيء في القضايا الديموغرافية والصحة الإنجابية والنوع الاجتماعي، وكانت أسرع نشاطاً نسبياً قياساً مع التربية البيئية.
العلاقة بين التربية البيئية والسكانية
أخبار متعلقة