بدران الدوسريفي بلادنا العربية العزيزة لا توجد أماكن للترفيه مهيأة للمعاق ما يضطره إلى الإبحار في وقت فراغه داخل عالم الإنترنت بحثاً عن ما يروح به عن نفسه وما أن يجد شيئاً يروق له ويندمج به مع العالم حتى تواجهه بعض العقبات كالبطء في التفاعل أو الكتابة كلاً على حسب إعاقته ودرجتها وهذا يولد الملل والاستياء لدى الطرف الآخر ظناً منه انه تجاهل أو عدم مبالاة ما يضع المعاق في تصادم مستمر مع احد ثلاثة أصناف من الناس.الصنف الأول منهم: ما أن يعترف له بأنه معاق إلا وتبدأ محاضرة وعظية توعوية ومنها: لا تحزن، المعاق معاق العقل وليس الجسد..لا تيأس، أنت أفضل من غيرك، أحمد الله .. إلى أن تنتهي المحاضرة.أما الصنف الثاني فيقول:أنت داخل هنا وأنت معاق اذهب إلى المسجد واطلب من ربك الشفاء وكأن العبادة محصورة على المعاق فحسب أما الترفيه فعيب عليه.وأخر صنف: هم الفلاسفة الذين يفهمون في كل شيء ينطلقون كانطلاقة الخيل في السباق ويتكلمون بثقة وكأنهم أفهم بوضع المعاقين أكثر من المعاقين أنفسهم والرد على احد هذه الأصناف قد يولد الشحناء والبغضاء لان كل واحد منهم لديه قناعات مختلفة عن الآخر.فالمعاق لديه قناعات مترسخة بسبب تعايشه مع الإعاقة وما يعانيه من إجحاف في مجتمعه..أما الطرف الآخر فتكون لديه قناعات من احد مصدرين:-الأول / الإعلام وذلك من خلال إظهار جانب مشرق وتضخيمه وإخفاء جوانب أخرى مظلمة.الثاني / من خلال معرفته أو سماعه عن معاق حالفه النجاح فتترسخ لديه قناعة أن كل معاق وضعه يساعده على النجاح لذلك لا يستطيع احدهم إقناع الآخر لأن كل واحد منهم متمسكاً بقناعاته، وهذا جعل الفجوة تكبر بينهم وأدى بالمعاق إلى الانعزال تحاشياً من مصادفة أحد هذه الأصناف الثلاثة بعد ما كان باحثاً عن الترويح أصبح هارباً من التجريح.
المعاق وثلاثة أصناف من الناس
أخبار متعلقة