إعداد / دنيا هانيأنت معاق.. ليس معناه أنه ليس بمقدورك عمل شيء عظيم في حياتك فكم من أناس أصيبوا بالإعاقة ولكنهم تحدوا هذه الإعاقة وأصبحوا مبدعين ومعروفين مثلهم مثل أي شخص صحيح فالإعاقة لا تعيق صاحبها أو تمنعه من الانجاز فإن وجدت الإرادة فسوف تولد الإبداعات.. فعلينا أن نأخذ عبرة من أمثال هؤلاء الذين ابتلاهم الله بالإعاقة ولكنه أعطاهم موهبة فاستغلوها وتحدوا بها الإعاقة.فلطالما سمعنا أن الظروف الصعبة تخلق المعجزات، وان الله يعطي ويعوض من أبتلاه بشيء أفضل منه إذا صبر واحتسب، هكذا كان حال الطفل محمود المقيد ابن الخمسة عشر ربيعاً، والذي ابتلي بالإعاقة، فمنح ريشة تبدع في رسم ما يعانيه الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الكيان الصهيوني في حصار قطاع غزة وتهويد المقدسات الإسلامية وطرد نواب الشرعية من القدس.فمنزل محمود لم يكن يوحي بأنه فنان مبدع، فجدرانه متهتكة معتمة ومكتبه جمع من أخشاب بسيطة لتساعده على الاستمرار في الرسم حيث كان يجلس ويرسم لا يبالي بما يدور حوله سوى ببعض الأوراق والألوان وأقلام الحبر الخاصة به.[c1]بلغة الإشارة يتكلم[/c]محمود صاحب الإعاقة المزدوجة اعتاد استخدام لغة الإشارة لإيصال كلامه مع الجميع، ووالدته هي المترجم لتلك الإشارات، ورغم أنه أصم وأبكم ويعاني من عمى جزئي حيث فقد إحدى عينيه، ويعاني من ضعف نظر في العين الأخرى إلا أنه لا يزال يحاول تحدي الإعاقة بكل ما يملك، فأسرته كانت دائماً ما تشجعه وتحاول تنبيهه إلى الأخطاء التي يقع فيها، ولها الفضل في نجاحه وتقدمه.. فالفن التشكيلي هو موهبته فقد كان يرسم الرسومات الكرتونية في طفولته.[c1]تجسيداً لتاريخ الأجداد[/c]كانت لوحاته التي تملأ أركان بيته تحمل بين خطوطها وألوانها تجسيداً لواقع فلسطيني لا يغيب عن ذهن ونظر احد، حيث يرجع بفكره إلى تاريخ الأجداد وذكرياتهم بلوحات فنية تجسد الحياة البدائية للفلسطينيين مقارنة بالواقع الحالي مروراً بالنكبة الفلسطينية ومراحلها، وتهويد القدس ولم ينس الحقول والمباني الجملية لفلسطين ليبرز جمال الأرض رغم المعاناة والاحتلال.وفي ما يتعلق بمشاركته الفنية فقد حصل على جائزة فلسطين للإبداع والتميز، وحصل على أفضل لوحة مرسومة في معرض للجامعة الإسلامية ووزارة الثقافة، إلى جانب ذلك شارك في مسابقات الرسم الحر في مدرسة أطفالنا للصم والبكم ومنح جوائز قيمة.وهو يعاني الكثير من المعوقات منها نقص المواد والمعدات التي يمكن أن تتوفر لأي رسام، كما انه لا يجد مكاناً يضع فيه رسوماته الفنية.فرغم الظروف التي يعاني منها محمود والتي تحول بينه وبين تحقيق أحلامه الفنية إلا أنه لا يزال يحمل معه هذه الأحلام البسيطة لعل هناك من يأتي ويحققها له ليتقن ويمارس موهبته التي أعطاه إياها الله سبحانه..وقد أهدى الطفل الرسام كل لوحاته التي رسمها إلى الشعب الفلسطيني وللأسرى والشهداء، عاقداً العزم على الاستمرار في تحقيق مزيد من النجاحات حتى يبرهن للعالم أن الفلسطينيين قادرون على الإنجاز وسط الصعوبات والحصار المشدد عليهم.
حطم قيد إعاقته ورسم جرح شعبه
أخبار متعلقة