الشارقة / متابعات:نظم نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بمقره في الشارقة، ندوة بعنوان (تزاوج الشعر بالفن التشكيلي)، بمشاركة الفنانة التشكيلية الإماراتية د. نجاة مكي، والفنان التشكيلي العراقي إحسان الخطيب، أما الإدارة فكانت للباحث اليمني د.عمر عبدالعزيز. وفي كلمته التمهيدية أشار عبدالعزيز إلى أن العلاقة بين التشكيل وبقية الفنون تحيلنا إلى ما يمكن تسميته الشعرية البصرية، حيث يصبح النص قيمة مفتوحة على مختلف الدلالات التعبيرية. وتوقف على نحو خاص عند الحروفية العربية، حيث تبدو الكتابة تشكيلاً، فهي لغة بصرية متكاملة، فالكتابة العربية لها قدرة على التحور والتحول والتشكل، ومن هنا جاء تعدد أنواع الخطوط. ثم تناول تجربة مكي، وقال: إن الفنانة مهجوسة بفنون الرقش والزخرفة المرتبطة بالبيئة العربية كالخضاب والحناء. وقد ظهر في أعمالها الأولى قدر كبير من الغنائية البصرية. ثم كانت لها تجربة مميزة من خلال كتابها (مدار الدائرة)، وهو تناص إبداعي شعري تشكيلي، لتنتقل بعدئذ إلى ما يمكن تسميته بالمتتاليات البصرية حيث تماهي بين الأيقونة والتجريد. أما إحسان الخطيب فقال عنه إنه فنان أكاديمي واقعي تعبيري، وهو ابن المدرسة العراقية بامتياز، تقاطع في أعماله الأولى مع البيئة المحلية، ثم انزاح نحو التجريد، حيث أقام تجسيراً بين ما هو واقعي وماهو وتعبيري وتجريدي. وذكر عبدالعزيز أن أعمال الخطيب الأولى تدخل في إطار الحروفية الموشاة بالتجريد والغنائية البصرية العالية. ثم عرضت الفنانة د. نجاة مكي نماذج من أعمالها حاولت فيها أن تقدم قراءات بصرية في نصوص شعرية تعود إلى عصور وثقافات مختلفة، ففي بعض اللوحات أعادت صياغة نصوص لشعراء عرب قدامى كالخنساء والمتنبي والحلاج وابن سينا، واستلهمت في لوحات أخرى نصوصاً لشعراء معاصرين كجبران وحبيب الصايغ ويوسف أبو لوز وإبراهيم نصر الله، كما وظفت في بعض اللوحات نصوصاً لشعراء ينتمون إلى ثقافات غير عربية كطاغور من الهند، ورسول حمزاتوف من داغستان، وحافظ الشيرازي من فارس. وحرصت مكي في لوحاتها على التعبير عن أجواء هذه النصوص من خلال الألوان وتدرجاتها، ثم الكتل، والخطوط، كما لجأت إلى استعارة بعض العناصر البيئية لنقل الحالة وتجسيدها. ومما ميز تجربة مكي أن النص الشعري في كثير من اللوحات لم يصرح عن نفسه مباشرة، فقد كانت تعمد إلى إعادة تشكيله كلياً، فتجرده من كيانه اللغوي، وتحيله إلى مجرد ألوان، أو أشكال، أو عناصر زخرفية، أو بشرية مركبة على نحو يومئ إلى النص الشعري، ويحاكي مناخاته. بدوره قدم إحسان الخطيب نماذج للوحات بدا النص الشعري عنصراً أساسياً فيها. وهي لوحات منفذة بقلم الرصاص الذي قال إنه يمنحه إحساساً بالعذوبة والشفافية. وكانت النصوص المستلهمة في هذه اللوحات لشعراء ينتمون ـ كما هو الشأن لدى مكي ـ إلى عصور مختلفة، كالأعشى وبشار بن برد وعلي بن الجهم وديك الجن الحمصي من القدامى، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومظفر النواب من المعاصرين. والملاحظ في تجربة الخطيب تمحورها حول المرأة بوصفها ملهمة ومحركة لمجموعة من الانفعالات والأفكار. وحول آلية تنفيذ هذه اللوحات ذكر الخطيب أنه كان يترك لأصابعه حرية الحركة، فالرموز والعناصر المكونة للوحة هي التي كانت تفرض نفسها عليه بما يعبر عن النص والانفعالات التي يثيرها. وقال الخطيب: لقد تعاملت مع الشعر كما أحسست به، ولم أقيد نفسي بنوعية محددة من الرموز، ففي اللوحات ما هو مستلهم من الفن الفارسي، أو الهندي، أو العربي الإسلامي، بل إن منها ما ينتمي إلى ثقافة الهنود الحمر في القارة الأميركية. وفي ختام الأمسية قدمت الشاعرة جميلة الرويحي رئيس اللجنة الثقافية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات شهادة تقدير لكل من الضيفين باسم الاتحاد.
|
رياضة
الشارقة تنظم ندوة عن تزاوج الشعر والفن التشكيلي
أخبار متعلقة