(ليلة) آرسنال ترفض التشبه بـ(بارحة) برشلونة
مدريد / متابعات :لم يراهن كثيرون على قدرة آرسنال على إلحاق الهزيمة الأولى ببرشلونة على المستوى الأوروبي هذا الموسم، إلا أن “المدفعجية” أبهجوا جمهور ملعب “الإمارات” بقلب التأخر بهدف إلى فوز باثنين ضمن ذهاب دور الستة عشر من دوري الأبطال ليسجلوا تطورا ملحوظا مقارنة بالموسم الماضي. وشهد الملعب نفسه ذهاب ربع نهائي البطولة الماضية، وتقدم برشلونة وقتها بهدفين ثم رد آرسنال بذات الطريقة لينتهي اللقاء بكفة متعادلة اضطرت الفريق الإنكليزي لفتح خطوطه في الإياب فخسر بأربعة أهداف لواحد. ومن الملاحظ في لقاء الأربعاء أن آرسنال لعب بطريقة هجومية منذ البداية، وكان بإمكان مهاجمه روبين فان بيرسي التسجيل من أكثر من كرة سهلة خلال الشوط الأول الذي انتفع فيه برشلونة بخبرته وانسجام عناصره وخرج متقدما بهدف لديفيد فيا. وظهرت الشخصية الناضجة لآرسنال في الشوط الثاني عن طريق تحويل الخسارة إلى فوز وعدم الارتباك بسبب التأخر في النتيجة وهو ما يوحي بأن مباراة الإياب قد تختلف هي الأخرى عما حدث في الموسم الماضي من فوز صريح لبرشلونة. [c1]مكاسب متعددة[/c]ربما أبرز مكاسب آرسنال من الفوز هو الحالة المعنوية المرتفعة التي ستلحق بلاعبيه سواء الأساسي منهم مثل فان بيرسي الذي سجل هدفا من زاوية مستحيلة، أو الاحتياطي مثل أندري أرشافين الذي صنع الفارق بمجرد نزوله فسجل الهدف الثاني بعد أن ساهم في صناعة الأول. وستنعكس المعنويات المرتفعة في صورة ثقة كبيرة للمدفعجية حين يزورون كامب نو الشهر المقبل، لأنهم باتوا قادرين على مجاراة فريق يضم أفضل ثلاثة لاعبين في العالم بل والتغلب عليه أيضا. ولم يعد آرسنال في حاجة إلى الفوز في برشلونة مثل الموسم الماضي، فالتعادل سيكون كافيا كي يقطع تذكرة العبور إلى ربع النهائي دون الانجرار إلى الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح التي يلعب الحظ فيها دورا كبيرا.[c1]البحث عن هدف[/c]وينتظر أن يكون المسعى الأبرز لأرسين فينغر مدرب آرسنال في لقاء الإياب هو تسجيل هدف يصعب من مهمة برشلونة ويمنح لاعبيه راحة أكبر في تناقل الكرة مع العلم بأن كل دقيقة تمر ستكون في صالحهم. وبموجب التحسن الذي طرأ على آرسنال بمقارنة لقاءي ذهاب الموسم الماضي والحالي، فإن تقدمه بهدف في كامب نو ثم قبوله أربعة يبدو حدثا غير قابل للتكرار هو الآخر لأن الفريق بدا وكأنه يعرف كيف يحافظ على أفضليته ويتعامل مع الضغوط. وسيستفيد المدفعجية أيضا من غياب قلب دفاع برشلونة الدولي جيرارد بيكيه عن لقاء الإياب للإيقاف، وهو ما يعني أن الظهير الأيسر إريك أبيدال سيلعب مرة أخرى في غير مركزه ولكنه سيرافق حينها كارليس بويول الذي غاب عن الذهاب للإصابة. [c1]تعكير الموسم[/c]ويبدو آرسنال بموجب هذه المعطيات مؤهلا لتعكير موسم برشلونة مثلما فعل إشبيلية الموسم الماضي في الفترة نفسها تقريبا حين أقصى النادي الكتالوني من كأس ملك إسبانيا. واعتاد برشلونة الشكوى مؤخرا من تراجع في النتائج خلال شهر فبراير الذي يشهد تعاقبا ملحوظا للمباريات في المسابقات الثلاث مما يؤثر سلبيا على المستوى البدني للاعبين، وهو ما انعكس في صورة الخسارة من آرسنال بعد تعادل مع سبورتنغ خيخون في الدوري. وبات برشلونة مطالبا أكثر من أي وقت مضى بالفوز على أثلتيك بلباو الأحد المقبل في الليغا كي يستعيد نغمة الفوز مرة أخرى بعد أن غابت عنه لمباراتين وهي فترة على قصرها تبدو طويلة بالنسبة للجمهور الكتالوني الذي لم يعتد من لاعبيه سوى الانتصارات. ويأمل جمهور برشلونة ألا تتأثر نتائج الفريق سلبيا كذلك بالمخاوف التي قد تنتاب الجهاز الفني من إصابة بعض الأعمدة الأساسية وخاصة ليونيل ميسي قبل مباراة آرسنال مما قد يدفع بإراحته أو عدم إلزامه بواجبات كبيرة.